ليز تراس صاحبة أقصر فترة حكم لرئيس وزراء بريطاني في التاريخ
آخر تحديث GMT18:41:34
 لبنان اليوم -
أخر الأخبار

ليز تراس صاحبة أقصر فترة حكم لرئيس وزراء بريطاني في التاريخ

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - ليز تراس صاحبة أقصر فترة حكم لرئيس وزراء بريطاني في التاريخ

رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس
لندن - بيان الأعور

بعد أربعة وأربعين يوماً فقط في منصب رئيس الحكومة استقالت ليز تراس مع تعالي الأصوات داخل حزب المحافظين الحاكم للتخلص منها بسبب تراجع شعبية الحزب الى مستويات غير مسبوقة في تاريخ بريطانيا والاضطراب الذي تسببت به في سوق المال.
وكانت سويلا برفرمان، وزيرة الداخلية في حكومة تراس، قد استقالت البارحة من منصبها بسبب ارتكابها هفوة تقنية حسب قولها لكن رسالة استقالتها التي رفعتها لتراس تضمنت نقداً لاذعا لتراس متهماً إياها بالتراجع عما تعهد به الحزب خلال الانتخابات الماضية.
صعود لافت
في سن السابعة لعبت ليز تراس دور رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر في مسرحية مدرسية. لكن على عكس رئيسة الوزراء المحافظة التي فازت بأغلبية كبيرة في الانتخابات العامة في ذلك العام، لم تحقق تراس أي نجاح.
تضمنت المسرحية انتخابات وهمية. عام 2018 تذكرت تراس دورها في المسرحية قائلة: "انتهزت الفرصة وألقيت خطاباً صادقاً في الاجتماع الانتخابي لكن انتهى بي الأمر من دون الحصول على أي أصوات. حتى أنا لم أصوت لنفسي".
بعد تسعة وثلاثين عاما اغتنمت تراس الفرصة لتسير على خطى السيدة الحديدية بشكل حقيقي وتصبح زعيمة حزب المحافظين ورئيسة للوزراء لكن النهاية كانت عكس ما توقعتها.
وخاضت وزيرة الخارجية معركة ضد وزير المالية السابق ريشي سوناك الذي تقدم عليها في جميع الجولات الخمس للتصويت من قبل نواب حزب المحافظين.
لكن خبراء مكاتب المراهنات لطالما اعتبروا تراس المرشحة المفضلة للفوز بالسباق بعد أن أمضت سنوات في بناء علاقات مع روابط الناخبين وظلت موالية لبوريس جونسون خلال أحلك أيام رئاسته للوزراء.
لكنها من نواحٍ عديدة ليست من المحافظين التقليديين، فقد أبصرت ماري إليزابيث تراس النور مدينة في أكسفورد عام 1975. ووصفت والدها أستاذ الرياضيات ووالدتها الممرضة بأنهما "يساريان".
عندما كانت فتاة صغيرة شاركت والدتها في مسيرات ضد السلاح النووي قادتها "حملة نزع السلاح النووي"، وهي منظمة  عارضت بشدة قرار حكومة تاتشر بالسماح بنشر رؤوس حربية نووية أمريكية في قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في غرينهام كومون غرب لندن.
معلومات أساسية
العمر: 47مكان الولادة: أكسفوردمكان الإقامة: لندن ونورفوكالتعليم: مدرسة راوندهاي في ليدز، جامعة أكسفوردالعائلة: متزوجة من المحاسب هيو أوليري ولديهما ابنتان مراهقتان.
وإنتقلت العائلة إلى بيزلي غربي غلاسكو في اسكتلندا عندما كانت تراس في الرابعة من عمرها.
و قال شقيقها الأصغر إن العائلة  كانت تستمتع بألعاب مثل كلودو Cluedo ومنوبولي Monopoly وكانت ليز الشابة تكره الخسارة وغالبا ما كانت تتوارى عن الأنظار بدلاً من المخاطرة بعدم الفوز.
ثم انتقلت العائلة فيما بعد إلى مدينة ليدز حيث التحقت تراس بمدرسة ثانوية حكومية في حي راوندهاي، وتحدثت عن "الأطفال الذين فشلوا في الدراسة بسبب ضعف الآمال التي كانت تُعلق عليهم في المدرسة" خلال فترة وجودها هناك.
عارض بعض من عاصرها خلال تلك المرحلة وصفها للأوضاع في المدرسة، ومن بينهم الصحفي في صحيفة الغارديان مارتن بينغلي، الذي كتب: "ربما تنشر سيرة حياتها بشكل انتقائي وترسم صورة سلبية عن المدرسة والمعلمين الذين علموها لتحقيق مكاسب سياسية".
بعد إنهاء دراستها في المرحلة الثانوية التحقت تراس بجامعة أكسفورد  حيث درست الفلسفة والسياسة والاقتصاد، وكانت تنشط في السياسة الطلابية في البداية في صفوف الديمقراطيين الأحرار.
في مؤتمر حزب الديمقراطيين الأحرار عام 1994  تحدثت لصالح إلغاء الملكية وقالت للمندوبين في برايتون: "نحن الديمقراطيون الأحرار نؤمن بتساوي الفرص للجميع. لا نؤمن بأن هناك أشخاص ولدوا ليحكموا".

و خلال فترة وجودها في جامعة أكسفورد تركت تراس الديمقراطيين الأحرار، وانتقلت إلى صفوف حزب المحافظين.
بعد التخرج عملت محاسبة في شركة شل النفطية العملاقة وغيرها من الشركات الخاصة وتزوجت من زميلها المحاسب هيو أوليري عام 2000 ولديهما ابنتان.
ترشحت تراس عن حزب المحافظين في الانتخابات العامة لعام 2001 ، لكنها خسرت الانتخابات كما تعرضت للهزيمة في انتخابات 2005.
لكن طموحاتها السياسية لم تتراجع فقد تم انتخابها كعضو  في مجلس بلدية غرينتش جنوب شرق لندن في عام 2006، وفي عام 2008 عملت أيضا نائبة لمدير مؤسسة الأبحاث "إصلاح" ذات التوجهات المحافظة.
وضع زعيم حزب المحافظين السابق ديفيد كاميرون تراس على "قائمة أ" للمرشحين الذين يحظون بأولوية الترشيح في انتخابات عام 2010 وتم اختيارها للترشح عن المقعد الآمن للحزب في جنوب غرب نورفوك الذي فازت به بأكثرية 13 ألف صوت.

لكن في عام 2012 واجهت معركة ضد إلغاء تمثيلها لدائرتها الانتخابية من قبل جمعية حزب المحافظين الانتخابية بعد أن تم الكشف عن علاقتها  الغرامية مع زميلها في مجلس العموم عن حزب المحافظين مارك فيلد قبل خمس سنوات.
لكن معارضيها في الدائرة الانتخابية ذات الطابع الريفي إلى حد كبير، فشلوا في النهاية في محاولتهم للإطاحة بها.
وشاركت تراس في تأليف كتاب بعنوان "بريطانيا متحررة من القيود" والذي دعا إلى إلغاء الدور التنظيمي للدولة لتعزيز مكانة المملكة المتحدة في العالم، وباتت مدافعة بارزة عن سياسات حرية السوق في صفوف حزب المحافظين.
وفي سبتمبر/أيلول من عام 2012 وبعد ما يزيد قليلاً عن عامين من عضويتها في مجلس العموم، دخلت الحكومة نائبة لوزير التعليم.
اصطدمت مع نائب رئيس الوزراء نيك كليغ من حزب الديمقراطيين الأحرار بشأن إصلاح المدارس، لكن كاميرون منحها منصباً أكثر أهمية في الحكومة عام 2014  حيث أوكل إليها منصب وزيرة البيئة.
وفي مؤتمر حزب المحافظين لعام 2015 تعرضت تراس للسخرية بعد أن قالت في خطاب عاطفي لها أمام المؤتمر: "نحن نستورد ثلثي الجبن لدينا، يا للعار".
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
بعد أقل من عام من ذلك شهدت بريطانيا أكبر حدث سياسي على مدى عقود حيث جرى استفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقفت تراس الى جانب دعاة البقاء في الاتحاد الأوروبي وكتبت في صحيفة صن أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون "مأساة ثلاثية: المزيد من القواعد والمزيد من الإجراءات الورقية و المزيد من التأخير عند الاتجار مع الاتحاد الأوروبي".
لكن بعد فوز دعاة الخروج من الاتحاد الاوروبي غيرت رأيها  وقالت إن هذه  الخطوة  توفر فرصة "لتغيير طريقة عملنا" في المملكة المتحدة.
وفي عام 2016 أصبحت وزيرة العدل في عهد رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وانتقلت في العام التالي لشغل منصب نائبة وزير الخزانة وهو منصب وضعها في قلب البرنامج الاقتصادي للحكومة.
بعد أن أصبح بوريس جونسون رئيسا للوزراء في عام 2019، انتقلت تراس إلى منصب وزيرة التجارة الدولية مما وفر لها الفرصة لمقابلة ساسة ورجال أعمال عالميين للترويج  للشركات البريطانية.
في عام 2021 عندما كانت تبلغ من العمر 46 عاما انتقلت إلى واحدة من أرفع الوظائف في الحكومة وتولت منصب وزيرة الخارجية عندما نقل جونسون دومينيك راب إلى منصب وزير العدل.
في هذا الدور سعت تراس إلى حل المشكلة المعقدة لبروتوكول أيرلندا الشمالية من خلال إلغاء أجزاء من صفقة  خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهي خطوة انتقدها الاتحاد الأوروبي بشدة.
كما نجحت تراس في الإفراج عن نازانين زاغاري راتكليف وأنوشه عاشوري (بريطانيتان من أصول إيرانية) من السجن في إيران.
وعندما غزت روسيا أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي، اتخذت موقفا متشددا وأصرت على ضرورة طرد جميع قوات الرئيس  الروسي فلاديمير بوتين من البلاد.
لكنها واجهت انتقادات بعد أن أعربت عن دعمها للبريطانيين الذين قد يرغبون في الذهاب إلى أوكرانيا للقتال ضد القوات الروسية.
"معارضة للإعانات الاجتماعية"
وبطبيعة الحال فإن حملة تروس لقيادة حزب المحافظين لم تخل من الجدل.
وبعد أن تعرضت لضغوط بشأن كيفية معالجة أزمة تكاليف المعيشة، قالت إنها ستركز جهودها على "خفض العبء الضريبي، وليس توزيع الإعانات".
كما أُجبرت على إلغاء خطة لربط أجور القطاع العام بتكاليف المعيشة الإقليمية، فقد جوبهت تلك الخطة برد فعل عنيف من كبار المحافظين الذين قالوا إن ذلك سيعني منح رواتب أقل لملايين العمال خارج لندن.
ووصفت تراس الوزيرة الأولى الاسكتلندية نيكولا سترجين بأنها "شغوفة بلفت الانتباه إليها"، مضيفة أنه من الأفضل "تجاهلها".
خلال زيارتها لروسيا في فبراير/ شباط الماضي قبيل بدء الحرب في أوكرانيا كانت تراس ترتدي قبعة مستديرة من الفرو شبهها المراقبون بأخرى كانت ترتديها تاتشر خلال رحلة لها إلى معسكر تدريب لحلف الناتو في عام 1986.
وبعد أن انضمت إلى سباق قيادة حزب المحافظين ارتدت قميصا أبيضا له عقدة كبيرة خلال إحدى المناظرات التلفزيونية، شبيه بذلك الذي كانت ترتديه تاتشر.
فهل كانت توجه بشكل متعمد بعض الرسائل وهي تحاول أن تصبح ثالثة رئيسة وزراء في تاريخ المملكة المتحدة؟
قالت تراس لـمحطة  جي بي نيوز التلفزيونية: "إنه أمر محبط للغاية أن تقارن السياسيات دائما بمارغريت تاتشر بينما لا يقارن السياسيون الذكور بتيد هيث".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تراس تأسف لـ"أخطاء" اقتصادية ارتُكبت وتؤكّد تمسّكها بمنصبها

الساعات الأخيرة في السباق إلى "داوننغ ستريت" وليز ترايس الأوفر حظًا لخلافة جونسون

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليز تراس صاحبة أقصر فترة حكم لرئيس وزراء بريطاني في التاريخ ليز تراس صاحبة أقصر فترة حكم لرئيس وزراء بريطاني في التاريخ



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 18:33 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تُعيد 294 من رعاياها في لبنان برفقة وزير الخارجية
 لبنان اليوم - مصر تُعيد 294 من رعاياها في لبنان برفقة وزير الخارجية

GMT 15:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم تكشف تفاصيل مشاركتها في "أسبوع الرياض للموضة"
 لبنان اليوم - نيللي كريم تكشف تفاصيل مشاركتها في "أسبوع الرياض للموضة"

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مجوهرات راقية مصنوعة من الذهب الأبيض الأخلاقي

GMT 17:18 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

أزياء مبهجة تألقي بها في شم النسيم

GMT 08:28 2022 الإثنين ,11 إبريل / نيسان

موديلات متنوعة لأحذية السهرة لإطلالة أنيقة

GMT 19:59 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تحقق فى خرق أمنى كبير تسبب فى تسريب معلومات مهمة

GMT 19:55 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تزود Gemini بأربع مزايا جديدة باللغة العربية

GMT 14:29 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي علي تجهيزات العروس بالتفصيل

GMT 19:08 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

الجزائري مبولحي يخضع لبرنامج تأهيلي في فرنسا

GMT 18:30 2021 الثلاثاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مالك مكتبي يعود بموسم جديد من "أحمر بالخط العريض"

GMT 17:35 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفكار متنوعة لتغليف الهدايا

GMT 09:47 2021 الأربعاء ,18 آب / أغسطس

إطلالات أنيقة وراقية للفنانة اللبنانية نور

GMT 12:55 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

راتب عمر السومة "حجر عثرة" أمام انتقاله للأهلى المصري

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon