المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى
آخر تحديث GMT18:31:02
 لبنان اليوم -
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

20 عامًا تستنطق الجثث وتتكلم بلغة الحزن

المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى

الدار البيضاء ـ سعيد بونوار

"تستمد الحياة قيمتها من الموت"، هكذا يفكر أهل الهند، فـ"سر الموت يلتمس في قلب الحياة، لأنهما واحد، كما النهر والبحر واحد"، كما يقول جبران خليل جبران، والدكتورة فريدة بوشتة واحدة من النساء العربيات القليلات جداً واللواتي سبرن أغوار بحر الموت بحثاً عن تفاسير لأسرار كادت تموت وتدفن مع إزهاق أرواح الموتى. طبيبة آثرت العيش لساعات الليل والنهار مع الجثت، السليمة منها والمشوهة والمقطعة الأطراف وغير الواضحة المعالم، عالم مرعب يهابه الرجال ولا تهابه فريدة المغربية التي أمضت أكثر من 20 عاما تحقق مع الجثت وتستنطقها بالمشرط والمقص، باحثة عن الحقيقة الضائعة. هي فريدة بوشتة رئيسة مركز الطب الشرعي في الدار البيضاء..إمرأة تحكم الجثت، وتتكلم بلغة الحزن.  كثيرات وكثيرون يغمضون أعينهم رعباً من جثة، ويصمون آذانهم رهبة من سماع لفظ  الموت، إلا فريدة تبدأ صباحها المشرق بتشريح جثة، وتنهي نهارها بأخرى، لا تمل ولا تكد ولا يتسرب الخوف في فؤادها، تمشي مع الجثت وتحلم بأطيافها. هي أميرة الصمت، فالمركز الذي يستقبل العشرات من ضحايا الإجرام أو حوادث السير أو الوفيات الغامضة يومياً لا يتلمس إلا لغة الهدوء إلى درجة تعتقد معها أنك تسمع الموتى يتكلمون أو يتألمون، تضع فريدة وزرتها البيضاء وتبدأ في تشريح الجثت، وابتسامة المرأة لا تفارقها، حتى يُخيل إليك كما لو أن ابتسامتها تزرع الدفء بين ثلاجات التبريد الموزعة على أرجاء المركز. لا تبرح فريدة بوشتة مركز التشريح، حتى الدقائق التي تقضيها رفقة أسرتها محرومة منها، إذ عليها أن تظل على أهبة الاستعداد لأي حادث طارئ يستوجب منها التدخل لتحديد هوية جثة عثر عليها ليلاً، وعليها أن تقضي ساعات الراحة  والعطل في إعداد التقارير. تقول فريدة بوشتة إن المركز مطالب باستقبال أكثر من 1800جثة في العام، وهو الأكبر من نوعه في إفريقيا إذ يتوفر على 16 قاعة تبريد، والمرز مدعو إلى تقديم الحجج والبراهين بشأن قضية كل جثة، وعليه أن يبقى على اتصال مع الشرطة والدرك ومسؤولي السلطات المحلية والقضاء والمواطنين، فالكل ينشد الحقيقة، وهي بين يدي الطبيب الشرعي. وعن شعورها وهي بين الموتى، تقول فريدة:"تغيرت حياتي رأساً على عقب منذ أول يوم بدأت فيه بالتشريح، لا أخفيكم أن هذه الوظيفة تعلمك كيف تحزن كل دقيقة، ولا أخفيكم أن هذا العمل علمني أن أنسى الموت وأعيش، أن ننسى الموت أصلاً". لا ترغب فريدة في مغادرة المهنة، فهي عندما درست الطب، ظلت تمني نفسها بعلاج الناس ومنحهم "رويشتة" العلاج والسعادة، هي اليوم تشعر أن تهدي المجتمع والعدالة حلول الجرائم، وتمنع عن عدد من الأسر الهم لفقدان مقرب بتحديد هويته وضمان قبر له عليه اسمه". فريدة بوشتة وطاقمها الصغير مطالبون في كثير من الأحيان بمرافقة رجال الدرك والشرطة حال اكتشاف جثة، وتقول:"لعل أكثر اللحظات تأثيراً في نفسي هي عندما أشرح جثة رضيع متوفى لتحديد أسباب وفاته". يعرف علماء القانون الطب الشرعي بأنه يهتم بدراسة العلاقة القريبة أو البعيدة التي يمكن أن توجد ما بين الوقائع الطبية والنصوص القانونية، فهو من العلوم التي يعتمد عليها البحث الجنائي للتوصل إلى الحقائق، وترى فريدة أن هذا الدور يجعلها تشعر بالفخر رغم إكراهات المهنة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon