القاهرة - العرب اليوم
تتسائل كثير من الأمهات عما إذا كان أبنائهن يتمتعن بالوزن المثالي المناسب لأعمارهم أم لا، وكثيراً ما يتم تحديد ذلك عن طريق العادات الموروثة من المجتمع، أو الصورة المثالية في نظر الأسرة لوزن الطفل، فالبعض يفضلون أن يكون الأطفال لديهم بعض السمنة، ويتوهمون أن ذلك يجعلهم أكثر صحة وأقوي مناعة! أو يقارنون بينهم وبين قرنائهم في المدرسة أو داخل الأسرة، وهو ما يعتبر مقياساً غير دقيق.
فمعدل نمو الأطفال ليس امراً متطابقاً من طفل لأخر، لأن كل طفل يختلف عن الآخر في عوامل عدة، منها الوراثة ومعدل كتلة الجسم والطول والعادات الغذائية والمجتمعية ومدي نشاطه الجسماني أو ممارستة للرياضة، وغيرها من العوامل مما يجعل المقارنة بين طفل وآخر عملية غير عادلة بالمرة.
معدل نمو الطفل يعتمد على عدة عوامل، أهمها كمية ونوعية الطعام الذي يتناوله والنشاط الذي يقوم به، عادة ما يتم قياس وزن البالغين عن طريق معادلة «Body Mass Index» أو معدل كتلة الجسم، وهي طريقة لمعرفة إن كان الوزن مناسب أو أقل أو أكثر من المفروض، أما الأطفال فلا يتم اعتماد هذه الطريقة لقياس نموهم، بل تتم عن طريق الطبيب بطرق متعددة.
قياس معدلات نمو الطفل والمراهق
بعد بلوغ الطفل ثلاثة أعوام يكون قياس معدل النمو عن طريق جداول المئوية التي تبين المعدل الطبيعي للوزن بالنسبة لطول وعمر الطفل، كذلك يفترض أن يقوم الطبيب بمتابعة قدرات الطفل وتطوره الذهني والعقلي والنفسي، وما إذا كان يعاني من أية مشاكل محتملة، يمكن التعامل معها بسرعة، ينبغي أن يتعرف الطبيب علي العوامل الوراثية في عائلة الطفل وتأثيرها عليه، ويتابع مع الأم أي تغييرات في الصحة العامة أو أي خلل غذائي، كرفض الطفل لتناول أطعمة معينة، أو تسبب بعض الأطعمة في حساسية للطفل، وإيجاد بدائل لها، أو إذا ما كان الطفل أو المراهق يعاني من مشاكل غذائية خطيرة مثل «الأنوركسيا» أو غيرها، كذلك عوامل البلوغ المبكر أو المتأخر وتبعاتها علي نمو وتطور الطفل، والنصائح التي ينبغي مراعاتها في تلك الحالات.
نمو الطفل في الأعوام الأولي:
يعتمد نمو الطفل في الأعوام الأولي من عمره علي وزنه عند الولادة وخريطته الجينية، فهناك طفل قد يولد بوزن أعلي من المعدل ولكنه مقدر له أن يكون صغير البنية ونحيف، ولذلك يتطور نموه في نفس نطاق الخريطة الجينية، وهناك طفل أخر قد ولد مبتسرا -قبل موعده- وكان يعاني من انخفاض الوزن عن المعدل الطبيعي، ولكن خريطته الجينية تحدد أنه سيكون كبير الحجم والبنية ولديه زيادة في الوزن، لذلك فالعامل المؤثر علي نمو الطفل في الحقيقة هو الخريطة الجينية أو الوراثية وأسلوب الحياة، فليس معني أن طفلك لا يعاني من السمنة أنه يمكنه تناول ما يريد، والإكثار من الحلوي والأطعمة المضره، لأن ذلك قد يؤدي لإصابته بالسمنة مع الوقت، أو بالأمراض رغم أنه لم يكن لديه استعداد وراثي لذلك.
تطور نمو الطفل والمراهق:
خلال تلك الفترة يكون معدل النمو أسرع، وأحيانا ما تكون هناك بعض القفزات المفاجئة في معدل النمو «growth spurts»، حيث يكون معدل النمو سريع جداً في فترة معينة، ثم أقل في فترة أخري، يري الأطباء أنه ليس هناك سبب أو قاعدة محددة لتلك الطفرات، ولكنهم يلاحظون أن الأطفال قد ينمون أكثر في فصل الصيف وأقل في فصل الخريف، ويؤكد أطباء الأطفال علي أهمية النوم لعدد ساعات كافية حسب عمر الطفل، لأن غالبية النمو يكون خلال فترات النوم، كذلك يؤكد الأطباء علي أهمية الغذاء الصحي المتوازن، وخصوصا في مراحل النمو الحرجة، وأهمها مرحلة المراهقة.
عادة ما يتوقف نمو الفتيات خلال 3 سنوات من البلوغ، أما الأولاد فيستمرون في النمو السريع حتي عمر الثامنة عشر تقريباً.
أرسل تعليقك