أهمية التثقيف الجنسي للأبناء
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

أهمية التثقيف الجنسي للأبناء

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - أهمية التثقيف الجنسي للأبناء

التثقيف الجنسي للأبناء
القاهرة - العرب اليوم

فجأة وبدون مقدمات يسأل طفلك أو طفلتك : ماما من أين أتيت ؟ وكيف خرجت من بطنك؟ ولماذا أنا مختلف عن أختي ؟ لماذا تنامين بجوار بابا علي سرير واحد ؟ هل يمكن أن أتزوج أختي ؟ أسئلة كثيرة قد تبدو محيرة .

 تحمر الأم خجلا وأحيانا لاتدري ماذا تجيب وفي أحيان أخري تقول : وجدتك علي باب المسجد ،أو لايصح أن تسألي يابنيتي هذه الأسئلة لازلت صغيرة .

 إن الاجابات المضللة للأطفال (الإبن والإبنة) تترك أثرا سيئا وغير مقنع لديهم ،ويمكن أن تصيبهم فيما بعد بالخجل المرضي أو الجهل وعدم المعرفة العلمية وقد يمنعهما ذلك من بدء الحياة الزوجية بالشكل الصحيح ، وبالتالي القلق من بدء حياة يجهلون سنة الله فيها . 

من الممكن أن نشرح لأبنائنا ونجيب علي أسئلتهم ،بشكل واضح وبسيط ودون خجل أو ارتباك . نوضح لهم مثلا الفرق بين علاقة الأزواج وعلاقة الأخوة والأبوة ، ومفهوم مبسط للحمل والولادة بكلام بسيط عن الحيوانات وقصص مصورة .

 يتخوف الآباء والأمهات عادة من أسئلة الأبناء الجنسية المحرجة ، ويتهربون من شرح الموضوع لهم ، إما لأنهم تعرفوا علي الأمور الجنسية عن طريق الصدفة ، ولم يتعرضوا لأي نوع من أنواع التربية الجنسية ، أو لانهم يشعرون أن عملية (التربية الجنسية ) والخوض في الموضوع قد يتعرض في النهاية للحياة الخاصة للأباء والأمهات ، ويثير ليهم تحفظا . 

نبدأ مع الأطفال من الثالثة ، حيث يكون لديهم ميل طبيعي وفطري لاكتشاف الحياة بكل مافيها ، فتأتي أسئلتهم تعبيرا عن يقظة عقولهم ، لذلك ينبغي علي الأم المربية والأب المربي ألا يرتبكا من الأسئلة وكثرتها ،وألا ينزعجا من إلحاح الصغار لمعرفة المزيد ، فمرحلة اهتمام الأطفال بالمسائل الجنسية تختلف حسب مستوي ملاحظاتهم للأمور ، وحسب فهمهم وإدراكهم لطبيعة الأشياء ،لكن هناك أسئلة يوجهها الأطفال للآباء والأمهات في المرحلة العمرية من سن الثانية للثالثة حول الفرق بين الجنسين ، ومن سن الثالثة وحتي السادسة تكون الأسئلة حول مسألة الحمل والولادة ، ثم تتطور نوعية الأسئلة خلال فترة المراهقة وتنصب حول أمور جنسية أكثر دقة كالزواج والعلاقة بالآخر ، والتناسل .

 المهم أن نبدأ بتكوين وتربية أطفالنا تربية جنسية من سن مبكرة ، وحين يطرح أولادنا الأسئلة ، نحاول قدر الإمكان أن نغذي حب استطلاعهم ، بمعلومات صادقة مننا ، لانهم مؤكد سيجدون الجواب لكن مع الأسف يكون خاطئا من الأصدقاء وزملاء المدرسة والشارع . 

يجب أن ترتبط التربية الجنسية للأبناء بالشرح والمناقشة والتوعية والتقويم ، والتوجيه بأدب وحنان ودون تعنيف ، أو ازدراء أو تعالي أو توبيخ، لأن تلك المفاهيم والمعلومات ستلازمهم طيلة حياتهم ، وتنير لهم جانبا هاما وحيويا من علاقاتهم مع أجسادهم وأيضا مع الجنس الآخر في علاقات الزواج ، وما تتضمنها من روابط المعاشرة الجنسية .
 وهناك شروط يجب توافرها من جانب الوالدين لتكون المعلومات مناسبة في هذا المجال ، منها :

 

 -    التخلص من الأمثلة السلبية حول الجنس والتربية الجنسية ، مثل هذا ممنوع وهذا لايصح ، والوعي بأهمية وخطورة التربية الجنسية السليمة ،في البناء السليم لشخصية أبنائهم (ذكورا و إناثا) وتوجيههم ووقايتهم من الانحراف ، والأخطار المرتبطة بالحياة والعلاقات الجنسية ، خاصة أن وسائل الاعلام الالكتروني والانترنت أصبحت تجذب الصبية والمراهقين في هذه السن الحرجة ، مما يتطلب من الوالدين إقامة الحوار مع الأبناء ، وبث الثقة والطمأنينة في نفوسهم ، والمتابعة والمصاحبة في العلاقات معهم . 

-    المعرفة العلمية بالجنس ، وثقافة التربية الجنسية ، والمعرفة العلمية بالخصوصيات والاحتياجات النفسية أثناء مراحل النمو والنضج للصغار ذكرا أو أنثي . 

-    يجب الرد علي أسئلة الصغار دون قمع أو توبيخ أو استهزاء ، فالصغار يسألون عن أمور من السهل الاجابة عليها من خلال رؤية صغار الحيوانات وكيف تحمي الأم صغارها ، وأخذ أمثلة مبسطة تدل علي نعمة الخالق لاستمرار الحياة . لكن المشكلة تكون مع الراشدين، فالاهتمام والاعجاب وجذب الأنظار تجاه الطرف الآخر يكون عاديا في تلك المرحلة ، لكن كثيرا مايقع المراهقون في أخطاء ومشاكل نظرا لجهلهم وعدم درايتهم بكثير من الموضوعات في مجال الثقافة الجنسية ، كما وأن كثيرا من الزيجات تؤؤل إلي الطلاق بسبب هذا الجهل .

-    يجب شرح الأمور والمعلومات الجنسية للأبناء حسب طبيعة المرحلة العمرية لهم ، ونوع الجنس (ذكر أو أنثي ) وطبيعة الثقافة والعلاقات السائدة داخل الأسرة، وأن يكون شرح الأمور الجنسية الخاصة للطفلة من جانب الأم ، وللطفل من جانب الأب ، أو الاستعانة بأفراد العائلة أو الاخصائيين الموثوق بهم

 -    تشجيع الأبناء علي طرح أسئلتهم ومشاكلهم التي تهم حياتهم الجنسية والعلاقة مع الجنس الآخر بصراحة ودون خوف، وجعلهم يفهمون أن الأمور الجنسية طبيعية ومعرفتها أمر ضروري ، من أجل حياة جنسية وأسرية سليمة نفسيا ، وأخلاقيا ، وأن إكتساب المعلومات بشكل صحيح في هذا المجال( التثقيف الجنسي) هو أخلاق وقيم والتزام اجتماعي تجاه الجنس الآخر ،ويفيد في بناء شخصية سوية ومتوازنة ، بعيدة عن القلق والتوتر، تؤسس لحياة زوجية سليمة وناجحة ومستقرة .

 -    تزويد الأبناء بمصادر المعرفة العلمية ، والكتب الموثوق بها والتي تهتم بشرح الأمور الجنسية ، من الناحية الطبية والأخلاقية .

 -    ينبغي التدرج في المعلومات مع الأبناء الأعزاء منذ الصغر والاستعداد لذلك من الأبوين من خلال القراءة في الموضوعات المختلفة الخاصة بالتربية الجنسية ، وشراء الكتب التي توضح ذلك بطريقة علمية ومبسطة حتي يمكن فهمها وتوصيل هذه المعلومات الصحيحة من قلوب وعقول الأب والأم إلي فلذات الأكباد ( الأبناء الأعزاء) الذين إن أحسنا اليهم النصح والشرح في هذا المجال نقيهم من مخاطر عديدة مثل تلقي المعلومة من صديق جاهل أو أصدقاء السوء أوالشارع ، وكذلك نساعدهم للوصول إلي بر الأمان وتكوين أسر سوية نفسيا وجسمانيا . 

 في الجزء التالي سنتحدث سويا وبشكل مبسط عن كيف نرضي نهم أولادنا للمعرفة في مجال التثقيف الجنسي وكيف نجيب علي أسئلة كل مرحلة عمرية .

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهمية التثقيف الجنسي للأبناء أهمية التثقيف الجنسي للأبناء



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 17:24 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 10:01 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:41 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

كرة القدم ضحية فيروس كورونا من تأجيل بطولات وإصابة نجوم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon