لصحة أبنائك النفسية يفضل عدم مقارتهم بأحد
آخر تحديث GMT18:19:39
 لبنان اليوم -

لصحة أبنائك النفسية يفضل عدم مقارتهم بأحد

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - لصحة أبنائك النفسية يفضل عدم مقارتهم بأحد

لصحة أبنائك النفسية يفضل عدم مقارتهم بأحد
القاهره ـ العرب اليوم

دخل الأب على ابنه وهو يذاكر درساً عن فتوحات نابليون، فوجدها فرصة لاستثارة حماس الطفل للتميز والتفوق، فقال له: إن نابليون حين كان تلميذاً صغيراً كان متفوقاً في دراسته، ويأتي ترتيبه الأول دائماً على فصله.. وليس الخامس مثله! فرد الولد الذكي: إن نابليون كذلك حين كان في عمر الأب الآن، كان قد أصبح امبراطوراً لفرنسا، وليس موظفاً صغيراً بإحدى الشركات!
 
قفشة ذكية ومحرجة، وهي تعكس واحداً من الأساليب التي يستخدمها كثير من الآباء بغرض تحفيز أبنائهم ليكونوا أفضل، فما أضرار استخدام الأسلوب من الناحية التربوية والنفسية؟ وهل هناك بدائل للتحفيز؟

مخاطر المقارنة
يريد كل الآباء لأبنائهم أن يكونوا الأفضل، لذا يسرف بعضهم في مقارنة أبنائهم بأقرانهم من الأصدقاء والأقارب والشخصيات المشهورة، إلا أن لهذا الأسلوب أضراراً كثيرة منها:

    خلق شعور بالدونية لدى الطفل يجعله يرى نفسه أقل من أقرانه.
    تنشئة شخص متكبر يقارن نفسه بالآخرين، فيبالغ في مميزاته وفي عيوب الآخرين، وذلك كأسلوب دفاعي ضد التقليل من شأنه دائماً.
    ألا يقدر إنجازاته أبداً ولا يرضى عنها، ويستصغر ما يحقق من نجاحات دائماً، وتصير لديه مشكلة يعاني الكثير منا منها، ألا وهي السعي نحو الكمال.
    المغالاة في المقارنة بلا مراعاة لاختلاف الظروف والقدرات، قد تجرنا إلى تضخيم فضائل الآخرين على حساب تقديرنا لفضائل أعزائنا.
    دفع الأبناء إلى الطموح الضاري الذي لا يراعي القدرات ويتعلق بالمستحيل ويقتل الروح والعلاقات الإنسانية.
    قتل الطموح لدي الأبناء لشعورهم بأنهم أقل من أن يحققوا أي شيء.
    اللامبالاة، حيث يرى الطفل أنه لا فائدة من أي جهود يقوم بها، طالما أن والديه يريان الآخرين أفضل منه.
    ربما يصبح شخصاً حسوداً، لأنه يركز على ما يوجد لدى الآخرين وينقصه هو.
    دفع الأبناء إلى الشعور بالغيرة المرضية من الآخرين.
    المقارنة تقتل الموهبة، لأن مشاعر الحسد والغيرة والدونية تستنزف طاقة الطفل وقدرته على القيام بأي أنشطة منتجة، وشغفه باكتشاف مواهبه.

ومع هذا يستخدم آباء كثيرون أسلوب المقارنة، ظناً منهم أنهم بذلك يشجعون أبناءهم على مزيد من النجاح، أو ظناً منهم أنهم عندما يشيرون إلى إنجازاتهم ومميزاتهم، فإنهم يعرضونهم إلى خطر الغرور، ولكن الحقيقة كما رأينا عكس ذلك تماماً!
 
العبقرية استثناء
ليس من المفيد أن نظل نذكر أبنائنا بأن رمسيس الثاني كان يقود الجيوش ويفتح البلاد وهو في الثامنة عشرة من عمره، ولا بأن بيل جيتس عبقري الكمبيوتر صار مليارديراً وهو في الحادية والثلاثين من عمره.
 
إننا نروي قصص نجاح هؤلاء العباقرة من باب الإعجاب بهم، ومن باب التأكيد على قدرة الإنسان على تحقيق المعجزات، إذا أحسن استغلال مواهبه وتوظيف ظروفه لصالحه، لكن العبقرية تظل حالة فردية محكومة بظروفها الاجتماعية والتاريخية.
 
والآن.. ما البديل؟
كيف تحفزين أبنائك بطريقة سليمة؟

    قدري مواهب كل طفل على اختلاف أنواعها، سواء كانت في الرسم أو الموسيقى أو النجارة أو الرياضة.. إلخ، وتجنبي التركيز فقط على التفوق الأكاديمي.
    تجنبي الإلحاح عليه أن يفعل شيئاً معيناً، لأن هذا فقط سيدفعه بعيداً عما تريدينه أن يفعل.
    دعي طفلك يقرر بنفسه ماذا يفعل ويتحمل نتيجة أفعاله.
    ساعدي ابنك على اكتشاف دوافعه، وذلك من خلال الملاحظة والأسئلة والمناقشة،  فمثلاً لو لاحظت أنه قام بواجب التاريخ ولم يقم بواجب الحساب، اسأليه: لماذا لاحظت أنك أديت واجب التاريخ في حين أنك لم تؤد واجب الرياضة؟

ليس من العدل إطلاقاً أن نقارن أبناءنا بالآخرين، لأن هناك فروقاً فردية بين الناس، فلكل إنسان قدراته وإمكاناته وشخصيته وظروفه، وهذه الأمور لا يتفق فيها الناس أبداً، إن المقارنة بين إنسان وإنسان كالمقارنة بين نوعين من الفاكهة، فمثلاً للمانجو فوائده وللموز فوائده، ولكل منهما طعمه ولونه وملمسه وموسمه.. إلخ، فأيهما أفضل: الموز أم المانجو؟!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لصحة أبنائك النفسية يفضل عدم مقارتهم بأحد لصحة أبنائك النفسية يفضل عدم مقارتهم بأحد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 12:55 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

وضعية للهاتف قد تدل على خيانة شريك الحياة

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon