القاهرة - العرب اليوم
في الجزء الأول من هذا المقال، تحدثنا عن أغذية يجب تناولها وأغذية يجب تجنبها للحفاظ عن الوجه من التجاعيد. في هذا المقال نتحدث عن بعض الحلول الطبية وبعض النصائح.
تقنيات إزالة التجاعيد
وفي محاولات إزالة تجاعيد الجلد، التي تكسو الوجه أو الرقبة، ثمة العديد من تقنيات إعادة ترميم وإصلاح مظهر طبقة البشرة من الجلد، أو استخدام الحقن لتفريغ مواد تُكسب الجلد نضارة، أو عمليات التجميل التي تعتمد، إما على شدّ الجلد، أو إعادة صياغة شكل عظام الوجه.
ويحتار الكثيرون بين كل تلك الأنواع، وما يُمكن أن يكون وسيلة لعلاج حالة كل واحد منهم. وكان أطباء التجميل والجلدية في كل من الأكاديمية الأميركية لطب الجلدية وكليفلاند كلينك، ومايو كلينك قد نشروا عدة مقالات طبية حول هذا الأمر. وبمراجعة إصدارات هذه المرافق الطبية وغيرها، نلحظ الوسائل العلاجية الآتية:
كشط طبقة من الأدمة Dermabrasion: وفيها يصقل الجلد عبر كشط الطبقة الخارجية منه بواسطة فرشاة دوّارة، وذلك كي يبدأ الجلد بتكوين طبقة خارجية جديدة خلال بضعة أسابيع. ومن الآثار المباشرة للعملية، ظهور احمرار وتورم في جلد الوجه، يزول بعد بضعة أسابيع أو بضعة أشهر.
الكشط الدقيق للأدمة Microdermabrasion: وهي عملية شبيهة بالنوع الأول، إلا أن سُمك الطبقة التي تُكشط هو أقل. وتتم من خلال الشفط بالتفريغ الهوائي للجلد مع استخدام ضخ بلورات أكسيد الألمونيوم، كرمال تسفع الطبقة الخارجية للجلد، وبالتالي إزالتها برفق شديد. وقد يتطلب العلاج تكرار هذه العملية لإزالة طبقة التجاعيد. وآثارها الموضعية أقل من سابقتها، أي الاحمرار والتورم في شكل جلد الوجه.
إعادة تكوين سطح الجلد بالليزر laser resurfacing: وهنا تُستخدم الحزمة الضوئية لليزر لإتلاف طبقة البشرة الخارجية للجلد، وتعمل حرارة الليزر على تحفيز نمو ألياف جديدة من الكولاجين في الجلد. وما إن تلتئم الجروح التي سببها الليزر، حتى تظهر طبقة جديدة خارجية للجلد. وهناك عدة تطويرات في استخدام الليزر لهذه الغاية، والهدف منها تقليل مدة الالتئام، وتقليل كمية الليزر والحرارة المُسلّطة على الجلد، وغير ذلك، مما يجعلها أكثر راحة وأكبر فائدة. وتحتاج جلسات الليزر في الغالب إلى تكرار العلاج بها للوصول إلى نتائج مُرضية. (اقرأي أيضا : الغذاء المناسب لحماية البشرة من التجاعيد )
التقشير الكيميائي Chemical peel: وهنا تُستخدم أنواع من الأحماض التي تحرق الطبقة الخارجية للجلد. وبتقشير طبقة متوسطة من الجلد الخارجي، تُزال طبقة البشرة epidermis كاملة وجزء من طبقة الأدمة dermis. وتُترك بعدها الفرصة لنمو طبقة خارجية جديدة للجلد. وهنا يستمر الاحمرار والتورم بضعة أسابيع كما في كشط الأدمة. وقد يتطلب العلاج عدة جلسات. وهناك نوع سطحي superficial من التقشير الكيميائي الذي يُزيل جزءاً من طبقة البشرة فقط.
حقن البوتوكس Botox: وبحقن كميات ضئيلة جدا من سموم البوتوكس Botulinum toxin type A ، في عضلات معينة بالوجه، أو غيره، تخف حدة انقباض تلك العضلات، وبالتالي تزول التجاعيد الناجمة عن ذلك الشد العضلي. وهذا الأسلوب يُفيد في التجاعيد التي في الجبهة أو حول الحاجبين أو الفم. وغالبا ما يستمر مفعول الحقن نحو أربعة أشهر، أو أقل أو أكثر. ثم بعد ذلك تكرر العملية.
حشو أنسجة رخوة Soft tissue fillers: وتُستخدم عدة أنسجة رخوة، مثل الشحم أو الكولاجين أو حمض هايليورنك hyaluronic acid. ويتم حقن أو وضع هذه الأنسجة الرخوة عميقا في مناطق تجاعيد الوجه. وبالتالي يزول خط التجاعيد بفعل «الدفع من تحت». وقد تتسبب بتورم أو احمرار أو كدمة موضعية في مكان الحشو. ويحتاج العلاج إلى تكرار العملية بعد زوال تلك الحشوة وذوبانها.
عملية شد الوجه Face-lift: وهناك عدة تقنيات جراحية، لا مجال للاستطراد فيها، حول أنواع وتقنيات ومواضع تدخل الجراح في تعديل الترهل والتجاعيد التي على أجزاء الوجه. وغالبا ما يستمر مفعول العملية ما بين 5 إلى 10 سنوات. ولكن المهم إجراؤها لدى جراح ماهر ومتمكن من القيام بها
نصائح طبية لانتقاء مستحضرات إزالة التجاعيد
تتوفر في الصيدليات وغيرها، أنواع مختلفة من الدهانات (الكريمات) والمستحضرات التي تحتوي على مواد تُستخدم لإزالة تجاعيد الجلد وإعادة مظهر الشباب له. وثمة أدلة علمية تدعم جدوى وأمان استخدام بعضها، بينما يفتقر البعض الآخر منها إلى أي دليل علمي على فائدته أو أمانه.
ويقول الباحثون من مايو كلينك: فاعلية مستحضرات المضادة للتجاعيد الجلدية anti-wrinkle creams تعتمد على وجود مادة، أو عدة مواد فاعلة فيها. ومن أشهر المواد تلك:
مادة ريتينول Retinol: وهو أحد مركبات فيتامين أيه vitamin A. وهو أقدم المواد المضادة للأكسدة التي استخدمت لتخفيف التجاعيد. وهناك مادة من مركبات فيتامين إيه، هي أقوى من مادة ريتينول، وتُدعى مادة تريتينون Tretinoin. ومادة تريتينون نالت موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA لاستخدامها كعلاج لتجاعيد الجلد. ويُحصل عليها بوصفة طبية. ويجب تجنب استخدامها من قبل الحوامل، نظرا لتأثيراتها السلبية على نمو الجنين. (اقرأي أيضا : أقنعة طبيعية لمعالجة مشاكل البشرة الدهنية )
مجموعة أحماض هايدروكسي Hydroxy acids: وهي تشمل نوع ألفا Alpha ، أو بيتا beta ، أو بولي poly ، حمض هايدروكسي. وكلها مركبات كيميائية مُصنعة من بعض أنواع السكريات في الفواكه. وهي مادة تؤدي عملية التقشير exfoliants، أي تعمل هذه المواد الحمضية على تقشير الطبقات الخارجية التالفة والميتة للجلد وإزالتها، وبالتالي تحفّز إنتاج طبقة جلدية أكثر نضارة وشبابًا. وعند استخدام هذه النوعية من المستحضرات، يجب وضع كريمات واقية ضد الأشعة فوق البنفسجية للشمس، منعا لتفاعلات الحساسية المتوقعة.
كوإنزيم كيو 10 Coenzyme Q10: وهي مادة غذائية تعمل على تنظيم إنتاج الخلايا للطاقة. وهناك دراسات طبية تقترح جدواها في إزالة تجاعيد الجلد، وخاصة تلك التي تنشأ حول العينين.
بروتينات النحاس Copper peptides: وهي أحد المستحضرات التي تُوضع على الجلد. وهناك أدلة علمية على جدواها في تسهيل التئام الجروح، وفي تنشيط إنتاج مادة كولاجين في طبقة الجلد، وفي زيادة فاعلية تأثيرات المواد المضادة للأكسدة. وكلها قد تُسهم في تخفيف حدة نشوء تجاعيد الجلد.
مواد كينتين Kinetin: وهذه المادة بالأصل تعمل كمنشطة ومحفزة لنمو النباتات plant growth factor. ومن غير المفهوم علميا كيفية عملها في إزالة التجاعيد الجلدية، ولكن هناك أدلة علمية تشير إلى فائدتها في هذا الشأن.
مستخلصات الشاي tea extract: كل أنواع الشاي، الأخضر والأسود والأحمر، تحتوي على مركبات كيميائية مضادة للأكسدة ومضادة لتهيج عمليات الالتهابات. والمواد المستخلصة من الشاي الأخضر هي أكثر أنواع المواد الموجودة في غالبية أنواع مستحضرات إزالة التجاعيد.
ويقول الباحثون من مايو كلينك: «لا تتدخل عادة إدارة الغذاء والدواء الأميركية في تنظيم إنتاج أو تسويق أو استخدام منتجات مستحضرات التجميل cosmetic products. والسبب أنها تُصنفها بأنها منتجات «من دون قيمة طبية» no medical value. ولذا ليس ثمة ضمانة لفاعلية غالبية أنواع مستحضرات إزالة التجاعيد التي تُباع في الصيدليات دون الحاجة إلى وصفة طبية، أو التي تُباع مباشرة في محال بيع مستحضرات التجميل.
أرسل تعليقك