القاهرة - العرب اليوم
عندما نظرت علياء لصورتها في المرآة، لم ترى سوى الأرداف الضخمة والبطن المترهلة والذي جعلها تبدو كما لو كانت حاملاً بالشهر الرابع. تمنت لو لديها قوام متناسق مثل صديقتها ليلى التي تبدو دائما رشيقة مهما أكلت. كيف يحافظ الناس على قوامهم بأقل مجهود بينما آخرين يجربون رجيم تلو الآخر وفي النهاية لا تكون النتيجة مرضية عندما ينظرون في المرأة؟
هل مررتِ بموقف مشابه؟ هل خطرت تلك الأفكار يوماً ببالك؟ إذا كنتِ وقعتِ في تلك المصيدة.. إذن فقد حان الوقت لتغيير وجهة نظرك.. ومساعدتك في الحصول على نتائج مرضية.
ابتعدي عن الميزان.. وهيا نتخلص من هذا الوزن:
جسد المرأة يحتوي على 17 إلى 20% دهون. ومن سن 20 فما فوق يحتوي الجسم على عضلات مسطحة وعظام أقل. هذه العضلات التي تحل محلها الدهون التي تبطئ بدورها معدل الحرق كلما تقدم العمر.
إاذن كيف يمكن عكس عملية تقدم العمر هذه؟ ببساطة ببناء العضلات لتحمي عظامك وترفع معدل الحرق بجسمك ومساعدتك على الحفاظ على وزن صحي. وكذلك حماية جسدك من أمراض عديدة معرض لها سيدات كثيرات مثل هشاشة العظام ومرض السكر... إلخ.
لكن، انتبهي! فالعضلات أصغر وأثقل من الدهون - كيلو لكيلو - أي كلما زادت عضلاتك يزيد وزنك على الميزان. ولكن سيكون جسدك متناسق أكثر وأصغر قياساً في الملابس. لذا سيدتي: تخلصي من الميزان واحصلي على قوة العضلات.
الإعلام سام لعقلك:
وسائل الإعلام هي مصدر معلوماتنا عن أحدث الصيحات والأخبار وحواديت المشاهير وما إلى ذلك. كما أنها تجعلنا متابعين لكل ما هو جديد في العالم وتمدنا بكل صور الممثلات وعارضات الأزياء الغير صحية. ورغم أنك قد تحسدينهن على أجسامهن الممشوقة، لا يعني أن أجسامهن صحية.
فولة و انقسمت نصين:
هذا القول لا يمت للواقع بصلة إذا كنا نتكلم عن أجسادنا. فبسبب التركيبة الجينية لكل شخص، لكل واحد منا شكل مختلف حتى عن أخوته. و ما قد ينفع لصديقتك أو أختك لا ينفع بالضرورة لكي، خاصة عند الحديث عن الرياضة. وبما أنه ليس هناك ما يسمي بالجسد المثالي، هناك بعض الأمور الأساسيية يمكن لكل شخص أن يستعين بها.
ماذا عليكِ أن تفعلي؟ مارسي رياضة ما تحبينها أو أي شئ تودين ممارسته ليس كل الوقت ولكن ل70% من الوقت على الأقل. إذا كنتِ تكرهين الكارديو والأيروبكس، يمكنك تجربة فصول الرقص. وإذا مارستي الكارديو لمدة شهر ولم تري نتيجة، من الممكن أن تضيفي بعض تمارين الضغط والإسترتشينج. المهم أن تخلطي وتضيفي دائماً تمارين وعليكي أن تتحدي نفسك دائماً.
فتمارين الكارديو تساعد على ضخ الاكسجين للدم و العضلات. ولهذا تتنفسين بعمق عند ممارسة تمارين الكارديو. أما تمارين الضغط تساعد على الحفاظ على عضلات الجسم وتقوية العظام. كما يجب أن تداومي على مستوى وكثافة التمارين حتى يتكيف جسدك مع مستويات منتظمة من الضغط.
الجودة و ليس الحجم:
حاولي أن تحولي تركيزك من: ما الذي يجعلك تخسرين الوزن الزائد إلى: كيف تستفيدين من صحتك؟. تماماً كما تختارين بين: الماء والصودا الدايت أو أن تختاري كيس من المكسرات بدلا من بار شوكولاتة. مما سوف يساعد على تغيير نظرتك للموضوع كما سيساعد عائلتك على اختيارات صحية أفضل.
فكري للمدى البعيد، إذا كان هدفك أن تخسري الوزن الزائد، فماذا سيحدث عند وصولك للهدف المنشود؟ فاالصحة في حد ذاتها هدف بعيد المدى ويتطلب مجهود مستمر منك ومن عائلتك. فالصحة الجيدة ليست واحدة من الأولويات التي تأتي مع فكرة نقص الوزن فقط. فخسارة الوزن كهدف سوف تبطئ بمجرد الوصول لهذا الوزن و من ثم تنعكس العملية و يزيد الوزن مرة أخرى.
التصميم والمكافحة للوصول إلى لون معين وما يتبعه من عدم رضا عند الإخفاق في الوصول لهذا الوزن، يسرع من شيخوخة الجسد بجانب التأثير الكبير على صحتك النفسية والعاطفية.
لذا، أعتقد أنه عليكِ أن تبتعدي عن المرآة وتبدأي في تقدير مؤهلاتك وأن تزيدي معرفتك ومداركك بما هو مفيد لصحتك وصحة عائلتك، والذي سينتج عنه في النهاية تحقيق الهدف المراد.
اعلم جيداً انه من الصعب تغيير طريقة التفكير التي تعودتي عليها، ولكن بعض الخطوات القليلة يمكنها المساعدة لترشدك لحياة صحية و متوهجة.
أرسل تعليقك