القاهرة - العرب اليوم
حقيقة: فرص المرأة فى حدوث حمل تنخفض مع التقدم فى السن، ومنتصف الثلاثينات هو الوقت عندما تأخذ الأرقام منحى أكثر وضوحاً. فى الواقع، يبدأ انخفاض الخصوبة بطيئاً فى العشرينات، يكتسب زخماً فى الأربعينات، عندما تصبح الاحتمالات أقل للغاية.
مشاكل صحية للجنين
نسبة الاجهاض تصبح أعلى فى الثلاثينات من العمر، كما أن فرصة إنجاب طفل بعيوب وراثية تزيد. الطفل الذى يولد لأم فى سن ال25 لديه فرصة واحدة فى 1300 فرصة للإصابة بمتلازمة داونز (الناجمة عن إنقسام الخلية الخاطئة التى تترك الطفل مع ثلاثة بدلاً من نسختين من كروموزوم رقم 21).
فى سن الـ30، تصبح احتمالات الإصابة إلى واحد فى 1000 ؛ وفى سن الـ35 تصبح واحد فى 400 مولود، وفى سن الـ45 تزيد إلى واحد فى 35 مولود.
أسباب انخفاض الخصوبة مع التقدم فى السن
واحدة من الأسباب التى تؤدى إلى انخفاض الخصوبة هو أنه، مع مرور الوقت، تصبح المبايض أقل حساسية للإشارات الهرمونية الصادرة من المخ لاقناعها بإطلاق سراح البويضة. فى الوقت نفسه، فإننا لدينا عدد محدود من البويضات، وهى تقل بشكل طبيعى على مر السنين. تولد الأنثى بأكثر من مليون بويضة. عند سن البلوغ يصبح لديها ما يقرب من 300000 بويضة، فقط حوالى 300 منهم سوف ينضجون ويُطلقون خلال الإباضة. مع التقدم في السن يكون الاحتمال أعلى من حيث الإختلالات الوراثية حيث أن البويضات تخضع لانقسامات الخلية فى مرحلة مبكرة قبل وبعد تلقيحها بالحيوانات المنوية.
هل من المفروض أن تحمل المرأة فى الثلاثينات من العمر؟
حقيقة لا مفر منه هو أنه من الأصعب والأكثر خطورة حدوث الحمل فى النساء الأكبر سناً.
ولكن من ناحية أخرى نحن نرى الأرقام و المعدلات المستمدة من البيانات على الملايين من النساء ونأخذها كما لو كانت مخصصة بحالتنا شخصياً. الحقيقة هى أن سن الـ35 ليس رقماً سحرياً. البيولوجيا الشخصية فريدة من نوعها وتختلف من شخص إلى آخر. سواء للأفضل أو للأسوأ، يمكن لطبيعة أجسامنا أن تختلف فى الاتجاهين، وربما انخفضت المبايض فى الحساسية فى أواخر العشرينات، لكنها تظل جيدة وتعمل بكفاءة حتى الأربعينات من العمر.
العادات الصحية لدينا تلعب دور كبير فى فترة الخصوبة، وعلى عكس إمدادات البويضات، فلدينا السيطرة الكاملة على هذا الجزء من الخصوبة.
واحدة من أسباب انخفاض الخصوبة وارتفاع مخاطر الحمل مع التقدم فى السن، هو أنه كلما تقدمنا فى السن، نكون أكثر عرضة لرؤية الآثار المتراكمة من الممارسات السيئة مثل التدخين أو النظام الغذائي غير الصحى وأيضاً أن تكون صحتنا العامة قد تأثرت بأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكر.
لذلك لا يمكن أن نتجاهل حقيقة أنه، من الناحية الإحصائية، قمة الخصوبة تكون فى العشرينات ثم تنحصر بعد ذلك. الحياة معقدة، وهناك قطع كثيرة للأحجية: العمل، والمال، والصحة، والزواج. علينا أن نعترف بالحقائق البيولوجية، ولكن فى النهاية، هى مجرد قطعة واحدة من لغز معقد جداً ولا يجب التركيز عليه بشكل حصرى دون النظر لباقى الأسباب.
أرسل تعليقك