يتأهب المسبار "نيوهورايزنز" الذي اطلقته وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) قبل تسع سنوات لدراسة الكوكب القزم بلوتو، للتحليق قرب الجرم البعيد عن الشمس، في الرابع عشر من تموز/يوليو الحالي.
فبعدما اجرى المسبار منتصف ايار/مايو الماضي بواسطة كاميرته التلسكوبية مسحا لسحب الغبار والحلقات والعقبات الاخرى التي قد تصادفه، توصل المشرفون على المهمة من مركز التحكم الارضي الى ان المسبار يمكن ان يبقى في مساره الحالي لتنفيذ عمليات مراقبة جديدة، وان هذا المسار هو الافضل.
ويتقدم المسبار "نيوهورايزنز" بسرعة 49 الفا و600 كيلومتر نحو بلوتو واقماره الخمسة، ومع هذه السرعة العالية فان الاصطدام باي شيء حتى وان كان حبة تراب كبيرة يمكن ان يشكل كارثة على المسبار.
وقال جيم غرين المسؤول عن علوم الكواكب في وكالة الفضاء الاميركية "لقد تنفسنا الصعداء جميعا حين ادركنا ان الطريق بات مفتوحا امام المسبار".
واضاف "يمكننا ان نجمع المزيد من المعلومات والصور والبيانات الاخرى مع ابقاء المسبار في مساره الحالي".
وسبق ان قدر خبراء وكالة ناسا ان امكانية وقوع اصطدام كارثي لا تزيد نسبتها عن 1 % وذلك استنادا الى الصور التي التقطها المسبار في حزيران/يونيو.
وقال الان شترن الباحث في "ساوث ويست ريسيرتش انستيتوت" في كولورادو "ان عدم العثور على اي قمر جديد او حلقة جديدة شكل مفاجأة".
في الثاني من الشهر الحالي، كان نيوهورايزنز على بعد 15 مليون كيلومتر من بلوتو، وفي الرابع عشر من الشهر نفسه سيقترب من سطحه الى مسافة 12 الفا و500 كيلومتر، بعدما يكون قطع في الفضاء مسافة اجمالية قدرها خمسة مليارات كيلومتر.
وتظهر الصور الملونة الاخيرة التي ينقلها المسبار في الايام الاخيرة، والتي تزداد اتضاحا شيئا فشيئا، وجهين مختلفين للكوكب القزم بلوتو.
فمرة ظهرت بقع قاتمة قطر كل منها 480 كيلومترا، وتنتشر بشكل منتظم بمحاذاة خط الاستواء، ومرات اخرى اختفت هذه البقع تماما، الامر الذي اثار فضولا كبيرا لدى العلماء، وخصوصا ان هذه البقع موزعة بشكل منتظم.
وقال الان شترن "انه لغز حقيقي، ونحن ننتظر بفارغ الصبر ان نقترب اكثر لنعرف".
ومن الامور التي تذهل العلماء ايضا الاختلاف الكبير في اللون والملامح بين بلوتو واحد اقماره شارون.
ومع ان اشعة الشمس تصل ضعيفة الى بلوتو وقمره الاكبر، الا ان المسبار سيكون قادرا على جمع بيانات جيولوجية عن الجرمين ورسم خرائط دقيقة لسطحيهما.
وتدور حول بلوتو خمسة اقمار، وهو محاط بغلاف جوي من غاز الآزوت (نيتروجين)، ولديه نظام معقد لتوالي الفصول، وخصائص جيولوجية فريدة، وهو مكون بشكل اساسي من الصخور والجليد.
ويقع بلوتو على مسافة بعيدة جدا من الشمس، لذا فانه يتم دورة واحدة حولها في الوقت الذي تتم فيه الارض 247,7 دورة.
ويبلغ قطره الفين و300 كيلومتر، اي انه اصغر من قمر الارض، وكتلته اقل من كتلة الارض بخمسمئة مرة.
ويشتبه العلماء في انه يحتوي على محيط مائي تحت طبقة الجليد السميكة التي تغطي سطحه، على غرار قمره شارون الذي يشتبه ايضا في ان له غلافا جويا.
وما ان ينهي المسبار مهمته في جوار بلوتو وقمره، يتوجه الى اجرام اخرى في حزام كايبر، الذي تشكل مع تشكل المجموعة الشمسية قبل 4,6 مليارات سنة.
وكان علماء الفضاء يصنفون بلوتو على انه واحد من كواكب المجموعة الشمسية، لكن في العام 2006 قرر الاتحاد الفلكي الدولي تصنيفه ككوكب قزم بسبب حجمه الصغير، فلم يعد على قائمة كواكب المجموعة الشمسية سوى ثمانية اجرام هي عطارد والزهرة والارض والمريخ وزحل والمشتري ونبتون واورانوس.
أرسل تعليقك