يتم الروبوت الاوروبي فيلاي الخميس عاما على وجوده على سطح المذنب تشوري الذي هبط عليه لدراسة عناصره قبل ان ينقطع الاتصال معه مرارا كان آخرها قبل اشهر، وستقترب منه المركبة غير المأهولة روزيتا على أمل التمكن من تشغيله مجددا.
وكتبت وكالة الفضاء الاوروبية على حساب المركبة روزيتا على موقع تويتر "انا على بعد ما يقارب 200 كيلومتر من المذنب، هذا الامر يعزز امكانية ان نتصل بالروبوت فيلاي" الصامت منذ اربعة اشهر.
وكان الروبوت هبط على سطح المذنب في الثاني عشر من تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2014، بعد رحلة امتدت على مدى عشر سنوات على متن المركبة روزيتا وهي تتعقب المذنب، في مهمة لم يسبق لها مثيل في تاريخ غزو الفضاء.
ولدى الهبوط على سطح المذنب الصغير، الذي يوازي حجمه حجم جبل صغير على كوكب الارض، وبسبب الجاذبية الضعيفة، ارتد الروبوت مرارا قبل ان يستقر في هوة لا تصلها اشعة الشمس بما يكفي لشحن بطارياته، فعمل على مدى ستين ساعة ثم انطفأ.
وفي الثالث عشر من حزيران/يونيو الماضي، "استيقظ" الروبوت بعدما اصبحت اشعة الشمس ساطعة على المذنب جراء اقترابه من الشمس، وتواصل مع الارض مرات عدة، ثم عاد وصمت في التاسع من تموز/يوليو، مثيرا قلق العلماء من ان يكون اصيب بضرر جزئي.
ويأمل القيمون على هذه المهمة ان يؤدي اقتراب روزيتا الى مسافة 200 كيلومتر من المذنب الى اجراء اتصال مع فيلاي، وهي كانت اضطرت للابتعاد عن المذنب بعد تصاعد نشاطه وانبعاثاته الخطرة عليها مع اقترابه من الشمس وارتفاع حرارته.
لكنه منذ الثالث عشر من آب/اغسطس يبتعد عن الشمس ويهدأ نشاطه، بما يسمح لروزيتا ان تقترب منه بأمان.
ويقول ستيفان اولامك المسؤول عن مهمة الروبوت في وكالة الفضاء الالمانية "هناك احتمال كبير ان نتمكن من اجراء اتصال بفيلاي، فلنقل ان الاحتمال هو 50 %".
ويقول جان بيار بيبرينغ المسؤول العلمي عن الروبوت لوكالة فرانس برس "قد نتمكن من اجراء بعض الاتصالات مع الروبوت في الاسبوع الحالي، لكن الاتصالات اللازمة لاستئناف العمليات العلمية لن تبدأ قبل مطلع شهر كانون الثاني/يناير".
وترمي مهمة روزيتا التابعة لوكالة الفضاء الاوروبية الى التعمق في فهم المذنبات الشاهدة على تشكل النظام الشمسي قبل 4,6 مليار سنة، ويأمل العلماء في العثور علة مؤشرات تفيد في فهم ظهور الحياة على كوكب الارض.
وقد ساعد فيلاي العلماء كثيرا حتى اليوم، رغم مراحل السبات الطويلة التي دخل بها، فقد زودهم بصور دقيقة عن سطح المذنب وتربته، والتقط عناصر غازية وجزيئات عضوية تعد البنة الاساسية لتشكل الحياة، وذلك من سحابة غبار تسبب بها حين ارتطم وارتد اثناء هبوطه على السطح.
وحاول الروبوت ان ينفذ عمليات حفر، لكنها لم تنجح لانه ليس مستقرا في وضع مستقيم، بل ينبغي تعديل زاويته لتصبح الحفارة بمواجهة السطح.
ولا يمكن تنفيذ ذلك ولا الحصول على اية معلومات اضافية من الروبوت ان لم تتمكن روزيتا من اعادة الاتصال به بشكل ثابت.
ويقول بيرينغ "ما زال امامنا حتى آخر كانون الثاني/يناير لنحاول اجراء الاتصال"، قبل ان يبتعد المذنب كثيرا عن الشمس وتبرد الحرارة على سطحه.
وتنتهي مهمة روزيتا في ايلول/سبتمبر من العام 2016، وحينها تهبط المركبة على سطح المذنب الى جانب الروبوت ويبقيان هناك الى الابد.
أرسل تعليقك