بكين ـ وكالات
بعد التشغيل الرسمي لنظام بيدو للملاحة "بي دي اس" الذي نفذته الصين بصورة مستقلة في 27 ديسمبر بالعام الماضي في منطقة آسيا-المحيط الهادئ، تطلق السوق الصينية نظرة ايجابية حول ذلك متوقعة أن تتخلص من الاحتكار الأميركي في هذا المجال.
ويحتضن نظام "بيدو" للملاحة الفضائية, والذي يعني نظام "البوصلة" في اللغة الصينية ويرمز الى "الاتجاه" في الثقافة الصينية التقليدية، يحتضن 16 قمرا اصطناعيا في الفضاء لدعم خدمات الملاحة في الوقت الراهن, ومن المتوقع أن يبلغ عدد أقماره الاصطناعية 30 بحلول عام 2020 حيث سيغطي كل الأرض بصورة كاملة.
ويرى مطلعون أن خدمة نظام بيدو للملاحة الفضائية او نظام "بي دي اس " الصيني ستهز مكانة نظام "جي بي اس" الأميركي ونظام "غاليليو" الأوروبي في الصين اللذين يهيمنان على معظم سوق الملاحة في الصين، وذلك سيخلق فرصا تجارية أكثر في قطاع الملاحة عبر الاقمار الاصطناعية .
ويقدر ران تشنغ تشي, المتحدث باسم نظام بيدو, أن قيمة قطاع أجهزة الملاحة عبر الاقمار الاصطناعية في الصين تجاوزت 120 مليار يوان (19.30 مليار دولار أميركي) في عام 2012, متوقعا أن تتخطى قيمة القطاع 500 مليار يوان (80.4 مليار دولار أميريكي) في عام 2020.
كما قال ران إنه من المتوقع أن ترفع حصة نظام بيدو الى حوالي 20% بعد سنتين وتبلغ 70% أو 80% في عام 2020 في السوق الصينية, مضيفا الى أن المزيد من المستخدمين سيجدون انفسهم امام خيارين, بين نظامي بيدو وجي بي اس.
في الوقت الراهن، يملك النظام أكثر من 130 مليون مستخدم عسكري ومدني، بما فيهم العاملين في قطاعات المالية والطاقة والثروة السمكية والاطفاء ، الجدير بالذكر أن النظام ساهم مساهمة عظيمة باعتباره وسيلة تبادل مهمة خلال عمليات الإنقاذ بعد الزلزال الشديد بقوة 8 درجات بمقياس ريختر في مقاطعة سيتشوان في عام 2008.
ومقابل سيادة نظام جي بي اس الأميركي في سوق الملاحة العالمية، يجد خبراء نظام بيدو أسبابا تدفعهم للثقة.
فيمتاز نظام بيدو بوظائف جديدة وخاصة أبرزها ميزة الجمع بين الملاحة والاتصالات ، والتي لا توفرها الأنظمة الأخرى ، وذلك يعني انه يمكن للمستخدم بعث رسائل نصية عن طريق الأقمار الاصطناعية لنظام بيدو لتحقيق الاتصال المتبادل بدون شبكة اتصالات هاتفية، وفقا لما قال وو دونغ, المسؤول عن مشروع الملاحة في مؤسسة الصين لعلوم وتكنولوجيا الفضاء.
وفي سياق الوظائف العادية، قال ران إن الأداء العام لنظام بيدو يعادل اداء نظام جي بي اس الأمريكي الآن, مشيرا الى أن دقة بيدو للملاحة تبلغ عشرة أمتار كما تصل دقته لتحديد السرعة الى 0.2 متر / ثانية، ويغطي المساحة بين خطي طول 55 درجة و180 درجة في الوقت الحاضر، وهي المنطقة الواقعة بين وسط المحيط الهادئ والشاطئ الشرقي لبحر قزوين.
وقال ران إن الصين ستبدأ إطلاق الأقمار الصناعية الباقية في عام 2014, حسب الخطة الهادفة لتحقيق التغطية الكاملة للأرض في عام 2020، ما يعني إطلاق قمرين اصطناعيين على الأقل بصورة متوسطة خلال السنوات السبع القادمة، ولذلك من المتوقع أن تضخ الدولة نحو 50 مليار يوان (8.04 مليار دولار أميركي) في هذا الصدد.
وذكر ران إن قضية تنمية نظام بيدو قد ادرجت في قائمة الدولة للقطاعات ذات التكنولوجيا الفائقة والجديدة, وبدأت لجنة الدولة للتنمية والإصلاح دراسة وضع خطة متوسطة وطويلة الأجل لتنمية النظام، كما ستطرح الدولة سلسلة من السياسات التشجيعية والتفضيلية الخاصة لدعم تطوير بيدو.
ومنذ أول يوم في العام الجاري، طلبت تسع مقاطعات من عربات الركاب وشاحنات البضائع الخطرة أن تركب أجهزة الملاحة المزدوجة لبيدو وجي بي اس، ومن الضرورى أن يتم تركيب أجهزة بيدو للملاحة في العربات المذكورة أعلاه عند إنتاجها في المصانع منذ وسط العام الجاري.
وفي نفس الوقت، حصلت 38 شركة تسعى وراء تطوير نظام بيدو على الدعم المالي من قبل الدولة في العام الماضي، بينما أصبح الملف اللازم لصناعة أجهزة الملاحة على أساس بيدو مفتوحا للشركات، ما يعني دخول نظام بيدو لمرحلة التصنيع بشكل رسمي.
وقال فان تشانغ لونغ, نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية, إن نظام بيدو نجح في تحرير الصين من الاعتماد على أنظمة الملاحة الأجنبية , ويتمتع بأهمية بالغة في حماية الأمن القومي ودفع التنمية الاقتصادية.
أرسل تعليقك