افتتح نائب جلالة الملك، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، اليوم الخميس، مختبر الألعاب الإلكترونية في محافظة العقبة، الذي انشأه صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، ضمن مبادرة ملكية انطلقت في العام 2011 في محافظتي العاصمة وإربد، في مسعى لجعل الأردن مركزا إقليميا للألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط.
ويهدف المختبر إلى بناء قدرات الشباب وإكسابهم المهارات التقنية لتطوير الألعاب الإلكترونية، وتنمية قدرات المهتمين في هذه التكنولوجيا الحديثة، وكذلك بناء مجتمع لمطوري الألعاب الإلكترونية وتوفير الدعم والمساندة لهم، بالشراكة مع الجهات المعنية والقطاع الخاص.
واستمع سموه، خلال جولة له في مرافق وقاعات المختبر إلى شرح من وزير التخطيط والتعاون الدولي رئيس مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، المهندس عماد فاخوري، حول رؤية الصندوق حيال تشجيع روح الابتكار لدى الشباب الأردني في مختلف محافظات المملكة، من خلال مختبرات الألعاب، عبر نشر وتعلم أسس تصميم وإنتاج الألعاب الإلكترونية.
وأكد سمو ولي العهد، في هذا الصدد، أهمية تشجيع الطاقات الإبداعية الشبابية في مجال الألعاب الإلكترونية والاستثمار فيها، وتوفير البيئة الحاضنة والمحفزة لها، وتنمية مواهب الشباب في مختلف المراحل الدراسية وزيادة مشاركتهم في صناعة هذه الألعاب، التي يقدم فيها الطلبة نماذج ابتكارية وإبداعية تعكس القدرات الخلاقة التي يتميز بها العديد من الشباب الأردني.
وشاهد سموه، في القاعة الرئيسية للمختبر، فيلما قصيرا حول مراحل تطور مشروع مختبر الألعاب الإلكترونية في المملكة، والذي انطلق العمل به بالتعاون مع أبرز الشركات المتخصصة في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية، للاستفادة من الخبرات المتخصصة في هذا المجال في المنطقة والعالم.
كما اطلع سمو ولي العهد، خلال جولته في المختبر، على قاعة التدريب الخاصة بدورة صناعة وتسويق وتطوير الألعاب، والتي يشارك فيها 25 طالبا وطالبة، بهدف تدريبهم على مهارات كتابة القصص المتعلقة بصناعة الألعاب، والبرمجة على محرك(Unity)، وتطوير أفكارهم وتنمية مهاراتهم التطبيقية والتفاعلية في هذا المجال.
وخلال تبادل الحديث مع الطلبة المستفيدين، استمع سموه لتجاربهم وأثر المختبر في إكسابهم المهارات التقنية اللازمة لتطوير الألعاب الإلكترونية، خصوصا في ظل وجود ناد تم إنشاؤه بالتعاون مع الهيئة الملكية للأفلام، يساعد الطلبة على التعرف على صناعة الأفلام، وكتابة قصص صناعة الألعاب.
كما قام سمو ولي العهد بتطبيق عملي للعبة الواقع الافتراضي، التي تمثل مسابقة المحارب، والتي ينظمها سنويا مركز الملك عبدالله الثاني للتدريب، حيث تعتمد على تكنولوجيا الواقع الافتراضي، بحيث يعيش اللاعب من خلالها بواسطة نظارات خاصة، عالما افتراضيا إلكترونيا بشكل حقيقي.
ويتيح مختبر الألعاب فرصة للاستفادة من النشاطات التي يقدمها للطلبة، لمن تزيد أعمارهم عن 9 سنوات، ولديهم الرغبة في تطوير مهاراتهم الإبداعية في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية.
ويأمل صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ان يصبح مختبر الألعاب في العقبة مركزا جاذبا للطلبة اللاعبين في محافظات الجنوب، كما هو الحال لمختبر الألعاب الأردني في إربد، الذي استقطب الطلبة الموهوبين من محافظات شمال المملكة.
وبلغ عدد منتسبي المختبر على مستوى المملكة 5200 عضو من مختلف الأعمار، كما شارك 6000 مستفيد من الأنشطة والدورات التدريبية التي ينظمها، حيث طور الشباب المستفيدون 75 لعبة إلكترونية محملة على سوق التطبيقات الإلكترونية.
يشار إلى أن صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية عقد، في شهر تشرين الأول من العام الماضي، القمة الأولى لصناعة الألعاب الإلكترونية، بالتعاون مع الشريك التنموي للصندوق، شركة تطوير العقبة لمحافظات الجنوب، التي مثلت فرصة للشباب لتبادل الأفكار والخبرات والتجارب، وترجمة أحلامهم إلى مشاريع منتجة في واحدة من أهم الصناعات العالمية على مستوى الإيرادات والتطور التقني.
وحضر افتتاح المختبر رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، ومدير صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، والمدير التنفيذي لشركة تطوير العقبة، ومدير مكتب سمو ولي العهد، ومحافظ العقبة.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية، (بترا)، قال وزير التخطيط والتعاون الدولي، رئيس مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، المهندس عماد فاخوري، إن مبادرة مختبر الألعاب الإلكترونية هي مباردة ملكية قام بتنفيذها صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية بداية عام 2011 للاستثمار في إطلاق طاقات وإبداع الشباب والشابات على مستوى محافظات المملكة.
وأضاف ان أول مختبر للألعاب الإلكترونية كان في العاصمة، ليتم بعد ذلك التوسع باتجاه محافظة إربد، والان في العقبة وبعدها معان، فيما ستشهد المرحلة المقبلة، وبتوجيهات جلالة الملك، افتتاح فروع للمختبرات في محافظتي الكرك والزرقاء، ليصار بعدها إلى تغطية جميع المحافظات.
وبين فاخوري ان سمو ولي العهد أطلع، خلال افتتاحه فرع مختبر الألعاب الإلكترونية في العقبة، على أنشطة الشباب والشابات، وما يوفره من مساعدة في عملية إطلاق الإبداع ورفع مستوى التعليم، وتعليم الشباب طرق كتابة القصة ومن ثم تحويل الأفكار إلى تطبيقات عملية (برمجة)، حيث استطاع المشاركون في المختبر، على مستوى المملكة، تطوير 75 لعبة وتحميلها على تطبيقات الألعاب الإلكترونية.
ولفت إلى ان الصندوق عمل على شبكة تشبيك مع 17 شركة عالمية ومحلية في صناعة الألعاب، الأمر الذي سيساهم في تمكين الشباب والمساهمة في عنقود تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الذي هو أحد المحركات التنموية التسعة التي تبناها الأردن ضمن وثيقة الأردن 2025 بزيادة النمو وزيادة التوظيف والاستثمار وإطلاق طاقات وإبداع شباب وشابات الوطن.
من جانبه، اعتبر طالب الصف العاشر أحمد جرادات "ان انتسابه لمختبر الألعاب جاء بناء على عقد محاضرة توعوية بأهمية صناعة الألعاب الإلكترونية، ليتم بعدها التوجه للانتساب للمختبر، الذي يوفر فرصة مهمة لجميع المهتمين في هذه الصناعة بتطوير قدراتهم وإطلاق إبداعاتهم".
فيما رأت مي المحيسن، وهي حاصلة على شهادة جامعية بتخصص نظم معلومات حاسوبية، "ان انضمامها لمختبر الألعاب الإلكترونية سيسهم في تنمية الروح الإبداعية لها، وسيساعدها في تأمين فرصة عمل عقب إتقانها لتقنيات هذه الصناعة، وعلى الفتيات المهتمات التوجه إلى المختبر والاستفادة من نشاطاته التعليمية والتدريبية".
أرسل تعليقك