موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة
آخر تحديث GMT18:02:10
 لبنان اليوم -

موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة

النفط
القاهرة - سهام أبوزينه - لبنان اليوم

على الرغم من «الظروف المريحة» التي وفرها ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية للاقتصاد الروسي، يبقى ارتباطه بالدولار، مثار جدل في روسيا.
وتعمل الحكومة الروسية، في إطار قانون الميزانية، على تقليص دور عائدات الطاقة في الاقتصاد، وقالت مؤخرا إن عائدات القطاع ستتراجع تدريجيا خلال السنوات القادمة.

واعتمد المركزي الروسي حزمة تدابير للحد من تأثير تقلبات سعر الذهب الأسود على الاقتصاد الوطني، وشكل فائض العائدات النفطية أداة رئيسية فيها. رغم ذلك يستمر الجدل بهذا الصدد، وسط شبه إجماع بأن هذا التأثير لم يتوقف، إلا أنه بات في الآونة الأخيرة أضعف مما كان عليه خلال الأزمات السابقة.

في أعقاب اجتماعها الأخير الذي أعلنت فيه اعتمادها ميزانية العام 2020، وخطة الميزانية لعامي 2021 - 2022، قالت الحكومة الروسية، إن حصة عائدات النفط والغاز داخل الميزانية ستواصل تراجعها خلال السنوات القادمة، لكن مع ذلك ستبقى مصدراً لما يزيد على ثلث دخل الميزانية. وحسب تقديرات وزارة المالية فإن «حصة النفط والغاز في إجمالي دخل الميزانية الفيدرالية، ستتراجع من 40.8 في المائة العام 2019، حتى 35 في المائة بحلول العام 2022».

وأحالت هذه الدينامية إلى تقديرات بـ«تراجع عائدات النفط والغاز إلى الناتج المحلي الإجمالي من 7.2 في المائة العام 2019 حتى 6 في المائة العام 2022».

وأثارت هذه البيانات الجدل مجددا بشأن مدى ارتباط الاقتصاد الروسي بالعائدات النفطية. في هذا الصدد يرى أندريه ماكاروف، رئيس لجنة مجلس الدوما لسياسات الميزانية والضرائب، أن الاقتصاد الروسي لا يزال، كما في السابق، يعاني من «صدمات الطاقة»، أي التقلبات وغيرها من أزمات في أسواق النفط، إلا أن تأثره حاليا بتلك الصدمات «بات أضعف بثلاث مرات عما كان عليه خلال الأزمات السابقة».

وفي إحاطة أعدها حول دور النفط في الاقتصاد الوطني، ونشرت وسائل إعلام روسية مقتطفات منها، عرض ماكاروف العلاقة بين صادرات النفط والناتج المحلي الإجمالي خلال الأزمات الأخيرة، لتأكيد وجهة نظره حول تراجع تأثير النفط على الاقتصاد الروسي، وأشار إلى أن «صادرات النفط انخفضت خلال أزمة 1997 - 1999 بما يعادل 2.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ما أدى بالتالي إلى تقلص الناتج المحلي بنسبة 10.5 في المائة، وخلال الأزمة منذ عام 2007 وحتى 2009 انخفضت صادرات النفط الروسي بمعدل 6.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ما أدى إلى انخفاضه بشكل عام بنسبة 10.8 في المائة.

وتكرر الأمر ذاته خلال أزمة 2014 - 2016 حينها انخفضت صادرات النفط بمعدل 8.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، والذي تراجع بدوره بنسبة 3.6 في المائة».

وفي محاولة للتأكيد على تراجع دور النفط، نشرت وزارة المالية الروسية في وقت سابق بيانات أظهرت فيها تراجع حصة عائدات النفط والغاز في دخل الميزانية، وقالت إنها شكلت 46.3 في المائة من إجمالي دخل الميزانية وفق البيانات عن العام 2018 وخلال الفترة من يناير (كانون الثاني) وحتى يوليو (تموز) 2019 شكلت 41.7 في المائة من إجمالي دخل الميزانية.

وشككت صحيفة «آر بي كا» بدقة تقديرات الوزارة، وقالت في مقدمة تقرير بهذا الصدد، نشرته نهاية أغسطس (آب) الماضي، إن «تقديرات مدى اعتماد روسيا على عائدات النفط والغاز، قد تكون أكبر (من الرسمية) إذا أضفنا لها مجمل الضرائب والرسوم التي تسددها شركات قطاع الطاقة»، وأوضحت أن «تقديرات وزارة المالية لا تشمل على سبيل المثال الضريبة على أرباح القطاع النفطي، أو ضريبة القيمة المضافة على هذه الصناعات، وغيره».

ورأت الصحيفة الروسية أن 165.6 مليار روبل، قيمة الزيادة في إيرادات القطاعات غير النفطية، التي أشار إليها وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف مصدرها في واقع الأمر زيادة الضريبة على أرباح قطاعي إنتاج النفط والغاز، لافتة إلى أن الوزارة لا تحسب هذه الضريبة ضمن فقرات عائدات القطاع النفطي.

ورغم تشكيك البعض بالتقديرات الرسمية لدور النفط والغاز في الاقتصاد، يمكن القول إن هناك شبه إجماع حول تراجع طفيف على تأثير التقلبات في أسواق النفط على الاقتصاد الروسي. وتمكنت الحكومة الروسية من تحقيق هذه النتيجة بفضل «قواعد الميزانية» التي سمحت بالاستفادة من فائض عائدات النفط ذاته، للحد من تأثيره على الاقتصاد.

ومنذ ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية أعلى من السعر المعتمد في الميزانية الروسية، كانت الحكومة حريصة على تحويل الجزء المعتمد من تلك العائدات إلى الميزانية، بينما خصصت الفائض لشراء العملات الصعبة من السوق المحلية، واحتفظت بها كمدخرات أو احتياطي في صندوق الرفاه الوطني، ووفرت بذلك وسادة أمان، يمكن الإنفاق منها لتمويل العجز بحال هبطت أسعار النفط مجدداً.

وفي الوقت ذاته فإن عدم إدخال ذلك الفائض إلى الميزانية، وتجميده عمليا في صندوق الرفاه، دون استثماره في عمليات اقتصادية، ساهم في الحفاظ على دور لعائدات النفط، ضمن الحدود المعتمدة بموجب قانون الميزانية، وبالتالي ساعد على تراجع تأثيرها على الاقتصاد الروسي.

قد يهمك ايضا:

رئيس شركة ستينا بالك يعلن لا نجرى محادثات مع إيران عن الناقلة المحتجزة
مصر والأردن والعراق بقمة ثلاثية تناقش قضايا المنطقة والتعاون المشترك

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة



GMT 15:29 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

توقعات بارتفاع ملحوظ في أسعار النفط في 2021

GMT 18:54 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تنصيب بايدن يصعد بأسعار النفط بفضل "التحفيز"

GMT 18:50 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

"أوبك+" تتيح لروسيا وكازاخستان زيادة إنتاجهما

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon