الدوحة_ قنا
استهل الصالون الثقافي بوزارة الثقافة والفنون والتراث الليلة، موسمه الجديد بمحاضرة خاصة حول قضية "تحريف الفطرة والقيم المشوهة" قدمتها الدكتورة عائشة المناعي عميدة كلية الدراسات الاسلامية بجامعة حمد بن خليفة.
وفي بداية المحاضرة التي قدمها الدكتور إبراهيم الكعبي أستاذ علم الاجتماع بجامعة قطر، أكدت الدكتورة عائشة المناعي أن الاسلام اعتنى بالشباب ،لأن النهوض بهم هو نهوض بالأمة وحفاظ على قوتها وعدم ذوبانها في الحضارات والمدنيات المختلفة، لهذا نرى أنَّ الشباب بحاجة إلى القيم الايجابية التي حث عليها الاسلام من صدق وعدل وإخلاص وأمانة وغيرها جمعها رسولنا الكريم في قوله صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، مؤكدة أن من أهم مقومات نهضة الأمم وحضارتها هو التمسك بالقيم.
وأوضحت أن صياغة شخصية المسلم بما يتفق مع القيم الاسلامية تجعله قادرا على مواجهة متغيرات الحياة، مشيرة إلى أن من صفات القيم الثبات ولكن للأسف الشديد أصبح هناك تحريف لكثير من القيم لدى بعض الشباب العربي والمسلم وإن كان منهم وخاصة في المجتمع القطري من يمتلئ بالحماس والايمان والاحساس بحب العطاء ولكن المشكلة أن وجود آخرين يخضعون للتشويه القيمي يؤثر سلبا على المجتمع، لافتة إلى وجود بعض المظاهر في مجتمعاتنا العربية التي تحتاج إلى معالجة في المجتمع، ومنها على سبيل المثال تشبه الرجال بالنساء، وارتداء بعض الفتيات ملابس غير مناسبة والتدخين وعدم الاستقرار النفسي، والمغالاة في المهور والمظاهر الخداعة، وكذا الابتعاد عن وسطية الإسلام الحنيف واللجوء إلى العنف والتطرف الفكري وغير ذلك مما نتج عنه كثير من الآثار السلبية.
وقالت الدكتورة عائشة المناعي إن غياب القيم وتشويهها أدى إلى ما نراه اليوم من مشكلات اجتماعية متعددة مثل تأخر سن الزواج لدى الشباب الفتيات والبحث عن الثراء السريع، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية وخاصة عند الأمهات الصغيرات حديثات الزواج، والطلاق المبكر والاعتماد في التربية على خادمات من قيم وعادات تختلف عن مجتمعاتنا.
وأكدت الدكتورة عائشة المناعي عميدة كلية الدراسات الاسلامية بجامعة حمد بن خليفة خلال محاضرتها بالصالون الثقافي أن هناك مؤثرات من الداخل والخارج في قيم وسلوك الشباب، ولا يمكن أن نعزل الشباب عن التأثر بالقيم الأخرى؛ لكن يمكننا أن ننمِّي بقوَّة وأن ندعم القيم الإسلامية في الشباب ضمن برنامج واضح.
وأوضحت أن هذه القيم تتصف بكونها ربانية وأنها شمولية تتناول مناحي الحياة كلها، فهي تدخل مع الإنسان في بيته وفي عمله وفي علاقته مع أهله، وفي علاقته مع الآخرين، حتى علاقته مع دولته، وعلاقته مع الآراء الأخرى التي تُطرح في المجتمع، كما أنها تتسم بالوسطية والتوازن ورعاية متطلبات الواقع، قال، جل وعلا، في وصف الأمة وفي وصف تشريع الإسلام: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) ومن خصائص القيم الإسلامية كذلك موافَقَة هذه القيم للفطرة السليمة للإنسان.
وأكدت المناعي أن الاسلام بريء من التطرف والغلو والارهاب، مستشهدة بقوله تعالى "وما أرسناك إلا رحمة للعالمين"، مشددة على أن مواجهة التطرف الفكري ورفد المجتمع بشباب مسلم قادر على تحمل المسؤولية ومتوازن الفكر لن يكون إلا بإحياء الروح الدينية وارتفاع الروحانيات التي تخاطب العقل والقلب، وهذا كله يحتاج إلى التكاتف الشديد بين الجميع من رؤساء الدول وعلماء الدين ووسائل الاعلام والمؤسسات التربوية، حيث المسؤولية على الجميع وعلى كل دوره، فهناك حاجة إلى خطاب ديني معتدل وخطاب سياسي صادق وبرامج واضحة من المؤسسات لتحقيق هذه الغاية.
وأوضحت أن العودة إلى كتاب الله وسنة نبيه هي أول السبيل للحياة، مشيرة إلى قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون"، وقول النبي، صلى الله عليه وسلم، لابن عباس وكان غلاماً يافعاً: ( يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).اوعقب المحاضرة قدم عدد من التعقيبات التي ساهمت في إثراء القضية المطروحة في الصالون.
أرسل تعليقك