سوق الفنون في الصين بين الجودة والنهم المادي
آخر تحديث GMT06:08:45
 لبنان اليوم -

سوق الفنون في الصين بين الجودة والنهم المادي

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - سوق الفنون في الصين بين الجودة والنهم المادي

الفنان الصيني تسواي روزهوو في بكين
بكين - أ.ف.ب

تتعارض لوحات تسواي روزهوو، وهو الاعلى اجرا بين الفنانين الصينيين الأحياء، مع الاتجاهات السائدة في سوق الفنون المعاصرة التي تركز على جني الأرباح بغض النظر عن القيمة الفنية أحيانا.

وأظهرت دراسة صادرة عن معهد هورون للبحوث أن لوحات تسواي لاقت العام الماضي رواجا كبيرا في المزادات اذ درت اكثر من 120 مليون دولار بزيادة نسبتها 69 % خلال عام.

وقال تسواي روزهوو البالغ 74 عاما خلال مؤتمر صحافي أقيم لمناسبة نشر التقرير "عندما يبدع فنان ما، من المهم أن يحافظ على صدقه وحس المسؤولية لديه حيال فنه".

واضاف الفنان الثري متوجها الى زملائه في المجال "لا تنظروا الى اعمالكم على انها مجرد منتجات"، داعيا في الوقت عينه الى مراقبة وضع السوق "عن كثب".

ويهيمن المال حاليا على النقاشات ما يثير غضب الخبراء.

وأشار الفنان والمدون سييه شونيان الى ان "سوق الفن الصيني تسوده فوضى حقيقية. الناس يبحثون عن معايير لتقييم الاعمال لكن الفن ليس كالألعاب الاولمبية".

وأضاف "الوثب العالي يقاس بالامتار. لكن عندما يتعلق الامر بالفن، الامر ليس بهذه البساطة. المال يمكن ان يشكل وحدة قياس الا ان هذا المعيار ليس الوحيد".

وبالنسبة لرئيس معهد هورون للبحوث روبيرت هوغيويرف فإن التصنيف الذي اعدته منظمته يصلح كدليل بالنسبة للاشخاص الذين يحبون مثله "فكرة الانجذاب للفن" لكن "يفتقرون للفهم العميق" في هذا المجال.

وأوضح أن "هؤلاء الناس يرغبون في ان يكونوا اكثر علما وثقافة وفي دخول عالم الفن. لكنهم لا يدرون من أين يبدأون" في اشارة الى طبقة "الاثرياء الجدد".

- اكراميات وعلاقات عامة -

من هنا، يعاني سوق الفن الصيني المعاصر جراء عيوب كثيرة بحسب مصادر داخلية.

ومن بين الثغرات فإن النقاد يحصلون احيانا على اكراميات سخية لقاء صياغة مقالات مديح ما يسهم في الارتفاع الافتراضي لاسعار الاعمال.

وأقر هوغيويرف بوجود مثل هذه الشوائب مشيرا الى ان احصائياته المستندة الى نتائج الاحصائيات "ابعد ما يكون" عن الكمال.

وقال "الجميع يعلم أن الاسعار في المزادات قد تضخم وأن بعض الاعمال لا يدفع ثمنه في نهاية المطاف" لافتا الى ان المشكلات في هذا المجال كثيرة.

هذا التضخيم يهدد الجودة وافاق التطوير في السوق بحسب فنانين ونقاد.

واعتبر لي مو الخطاط والمؤرخ في جامعة بكين أن "تركيز الوسط الفني على المال لا ينتج الا فنانين بقيمة صافية عالية وليس فنانين مهمين او استثنائيين عن حق".

وأشار الى ان "سوق الفن والابداع الفني هما كجناحي طير. اذا كان جناح الابداع ناقصا وجناح المال قويا ونافذا لا يمكن للوسط الفني الا ان يدور في دوامة".

وقد بلغت الحصيلة التراكمية لمبيعات المزادات لابرز مئة فنان صيني على قيد الحياة العام الماضي 565 مليون دولار، في تراجع نسبته 45 % مقارنة مع سنة 2014 وفق تقرير معهد هورون.

هذا التراجع مرده الى انهيار مستوى المبيعات اذ ان 6863 عملا بيعت في 2015 في مقابل 15 الفا و921 عملا في العام السابق.

ولفت الناقد الفني تشي جانتشو الى ان السوق الفني تعرض لاهتزاز كبير جراء التباطؤ الاقتصادي وحملة محاربة الفساد التي قادها الرئيس شي جينبينغ.

من ناحيته اشار الرسام جانغ جاوهوي الى ان مبيعات بعض الفنانين شهدت ارتفاعا بفعل "علاقاتهم الجيدة مع البيروقراطيين والاثرياء".

وقال "هم ليسوا فنانين جيدين للغاية لكنهم يعملون على تحسين شبكة علاقاتهم. هم يستخدمون ربما 10 % من طاقتهم ومن ذكائهم في الرسم و90 % في استغلال هذه العلاقات".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوق الفنون في الصين بين الجودة والنهم المادي سوق الفنون في الصين بين الجودة والنهم المادي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon