طالب الملتقى العلمي الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع جامعة جزر القمر، تحت رعاية الرئيس عثمان غزالي رئيس جمهورية القمر المتحدة، بتكثيف مبادرات وبرامج تعزيز الوعي الإسلامي في مواجهة مد التشدد والتطرف، داعياً إلى وجوب اجتماع أهل القبلة على ما يحقق مقاصد دينهم ويصلح دنياهم ويعينهم على مواجهة التحديات.
كما طالب الملتقى الذي أقيم تحت عنوان: «الرعيل الأول في الوجدان الإسلامي»، بتكثيف المؤتمرات والملتقيات بين علماء الأمة بمختلف مكوناتها، لدراسة القضايا المهمة، وتحرير المسائل المختلف عليها، والبحث عن حلول للمسائل العالقة، والتصدي لمحاولات إضعاف المرجعية الإسلامية للمجامع والهيئات الفقهية والعلماء.
وكان الملتقى قد اُفتتح بكلمة للرئيس عثمان غزالي، ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية والتعاون الدولي القمري محمد الأمين صيف اليمني، أكد خلالها أن الرعيل الأول من المسلمين كانوا يتسمون بصفات مميزة وبمستوى عالٍ من التثقيف العقلي والتنوير الفكري، والإيقاظ الروحي، والترابط الأخوي.
وأشاد الرئيس غزالي برابطة العالم الإسلامي، التي قال إنها أولى المنظمات الإسلامية العربية التي فتحت مكتباً لها في البلاد بُعيد نيل الاستقلال، وإنها تبذل جهوداً جبارة من أجل نشر قيم الاعتدال والوسطية، وتعزيز السلم والأمن الدوليين عبر تبنيها القضايا الدولية العادلة.
فيما ألقى الشيخ الدكتور محمد العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي، كلمة دعا في مضمونها إلى امتثال الروح الإسلامية التي ميزت الرعيل الأول الذين رباهم النبي صلى الله عليه وسلم، فصنع منهم إخوة متحابين، ومجتمعاً تجانس فيه القرشي مع أخيه المدني، والأوسي مع الخزرجي، والآل مع الأصحاب الكرام، في عقد اجتماعي فريد.
وأوضح العيسى أن الرعيل الأول يؤسس ويرسخ لمنهج الأمة، وأنه لا بد أن تجعل السيرة النبوية في وجدانها بمحل كبير وأن تقرأها قراءة فاحصة صحيحة لتترجم هديها المبارك عملاً صواباً.
من جانبه، أكد رئيس مجلس أمناء اتحاد علماء أفريقيا الدكتور محمد أحمد لوح، على جهود رابطة العالم الإسلامي وعملها في القارة الأفريقية، وأنه «لترسيخ عدد من المبادئ والقيم يلاحظها كل من تتبع عملها في العالم، ومنها: السعي إلى نشر الإسلام في صورته الحقيقية الناصعة النقية الصافية من الشوائب والإضافات، والإسلام البعيد عن العنف والغلو والأفكار الهدامة والمتطرفة».
وأشار إلى أن الرابطة وقفت سداً منيعاً لكل فكر يدعو إلى هدم الأخلاق، وتدمير المكتسبات، وعامل تنوير وتبصرة لأولئك الذين ظُلموا بتقديم الإسلام لهم في صورة قائمة مرادفة للقتل والتدمير والفتك والتفجير، وتكثيف الجهود الرامية إلى التنمية البشرية، وتنمية ثروات البلاد الفطرية.
وكان الرئيس القمري التقى في القصر الرئاسي بالعاصمة موروني الدكتور محمد العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي، وأشاد خلال اللقاء بجهود الرابطة في أفريقيا.
من جهته، أعرب الدكتور العيسى عن الشكر للرئيس القمري، وعلى رعايته لندوة الرابطة الكبرى والتي حضرها جمع غفير من العلماء الأفارقة، مبدياً استعداد الرابطة للتعاون مع علماء ومفكري جمهورية القمر المتحدة، والتصدي لكل أشكال الغلو والتطرف. وأشار الدكتور العيسى إلى أن رابطة العالم الإسلامي تحرص دوماً على تعزيز الوعي الإسلامي ولا سيما في صفوف الشباب.
من جهة أخرى، وفي سياق الزيارة التقى الأمين العام للرابطة كلا من محمد حسين وزير العدل والشؤون الإسلامية، والدكتور عبده حسين رئيس البرلمان القمري، والشيخ طاهر أحمد مولانا جمال الليل مفتي عام الدول، وناقشت اللقاءات الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وقد يهمك ايضًا:
أكثر دعاء حرص الرسول على ترديده بشكل مستمر
البحوث الإسلامية توضّح حكم استيلاء المرأة على كل محتويات المنزل عند وفاة الزوج
أرسل تعليقك