تونس - حياة الغانمي
تعتبر سوق البلغة في نابل، من أقدم أسواق المدينة وأشهرها على الإطلاق، نظرًا لخصوصيته مثلما يدل عليه اسمه، وهو سوق مختص في صناعة وبيع البلغة النابلية التي تعدت شهرتها إلى خارج أرض الوطن.
وهناك التقينا حرفي في الصناعات التقليدية، عماد الشارني، حيث قال إن التجارة في تلك السوق كسدت والمحلات التجارية أغلقت بعد أن غادرها أصحابها ولم يبق من سوق البلغة إلا الاسم، وفي زاوية أخرى من السوق حدثنا منير القنيتي، وهو من أقدم الحرفيين المختصين في صناعة البلغة، وكله حسرة، على ما آلت إليه السوق اليوم بعد أن كانت في السابق رمزًا لمدينة نابل، ومن لم يزر سوق البلغة كأنه لم يزر نابل.
وواصل القنيتي حديثه، قائلًا "كانت هذه السوق تضم نحو 70 حرفيًا مختصين في صناعة البلغة، وهي سوق عمرها يزيد عن مائتي عام، وكنا نعمل جنبًا إلى جنب مع اليهود ممن يحملون الجنسية التونسية واليهود يتقنون صناعة "الشلايك" و"الصنادل"، أما نحن فكنا نتقن صناعة البلغة النابلية التي اشتهرت بجودتها العالية.
وأضاف القنيتي، "أن هذه السوق كانت تشهد حركية كبيرة وكنا نروج بضاعتنا بكميات وافرة ونحصل على أرباح طائلة، أما اليوم فتغير كل شيء ولم يبق سوى 3 حرفيين وتحولت باقي المحلات إلى تعاطي أنواع أخرى من التجارة، فأفقدت السوق من خصوصيته وكسدت تجارتنا ولم نعد نحصل على قوت يومنا".
أرسل تعليقك