فن المناظرة هو الأسلوب الأمثل لنشر اللغة العربية في ماليزيا
آخر تحديث GMT18:02:10
 لبنان اليوم -

فن المناظرة هو الأسلوب الأمثل لنشر اللغة العربية في ماليزيا

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - فن المناظرة هو الأسلوب الأمثل لنشر اللغة العربية في ماليزيا

كوالالمبور ـ كونا

تختلف أساليب الترغيب في تعلم وممارسة لغة ما على هذه البسيطة باختلاف المكونات الثقافية والفكرية لدى المجتمع وبما أن العربية تعد من اللغات الحية في العالم بات من الضروري انتشارها في العالم الإسلامي كلغة دين وفي العالم أجمع كلغة تجارة وتواصل بين الشعوب. ويرى العديد من الأكاديميين في ماليزيا أن فن المناظرة هو الأسلوب الأمثل لنشر اللغة العربية وتعميمها في البلاد إذ يتعين على الطالب امتلاك ناصية اللغة. ويلاحظ أن أغلب الطلبة المنخرطين في نشاطات المناظرة ينالون مراتب عليا في دراستهم ويحتلون مناصب مرموقة في المؤسسات العلمية والفكرية سواء الحكومية منها أو الخاصة. وبما أن المناظرة تهدف بالدرجة الأولى إلى تنمية الفكر وصقل مواهب الخطابة وإثبات الرأي وتفنيده فقد وظفت في الجامعات الماليزية بشكل مناسب لتكون وسيلة فاعلة لإثراء قدرات متعلمي اللغة العربية وتنمية قدراتهم الإبداعية والفكرية وصقل مواهبهم وذلك من خلال تفعيل دور الأنشطة الطلابية التي يقوم بها الطلاب ليحققوا بذلك التكامل المعرفي بين الجانبين الأكاديمي الدراسي والتطبيقي. واوضح المحاضر في معهد اللغة العربية إبراهيم الفارسي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أنه من خلال المناظرة يستطيع الطالب تحسين لغته وادائه بتطبيق القواعد النحوية التي درسها وتوظيف المفردات والألفاظ العربية في مواقف مناسبة لها كما تبني فيه روح القراءة خارج نصوص الكتب المقررة وذلك كله يؤدي إلى طلاقة لسان الطالب وخلق بيئة طبيعة للنقاش والحوار. وأفاد الفارسي بأن بعض الجامعات قررت أن تكون المناظرة مقررة في الأقسام التي تدرس باللغة العربية كمادة غير منهجية معربا عن أمله بأن تكون مادة مقررة على الطلبة في أقسام اللغة العربية "لأنهم بحاجة إليها في أعمالهم المستقبلية وهم أولى بها من غيرهم من الطلبة". وأشار إلى أن تعليم ونشر فن المناظرة في البيئة الماليزية أجدى وأنفع من فن الخطابة والذي يعد من الفنون المهمة في تعليم اللغة العربية حيث تعتمد على تنمية الحماسة والعاطفة والإثارة الوجدانية والحفظ وليس فيها ابتكار إلا في طريقة الأداء إضافة إلى اختفاء عنصر المداخلات والتفاعل. ورأى أن "المناظرة تجمع مابين الطلاقة والإبداع في التفكير وتفنيد الحجج ولا تقتصر على طرح الحجج والأدلة والبراهين فحسب إنما تتعدى لتشمل التفاعل الديناميكي والإثارة والقدرة على إبطال الحجج وذلك يعطي المتناظرين الفرصة الحقيقة لإبراز قدراتهم الفعلية في اللغة العربية". وذكر أن مسابقات ونوادي المناظرة في ماليزيا أنشأت جيلا من الماليزيين يمسكون حاليا بمبادرة المناظرة في الجامعات المختلفة حيث يقومون بتدريب طلبتها ما ساعد على انتشار فن المناظرة بين طلبة الجامعات وخلق جيل جديد من التفاعل في التحدث باللغة العربية. من جهته أشار أستاذ اللغة العربية في جامعة (عزلان) شاه فواز عيسى قدح في تصريح مماثل ل(كونا) وهو أحد مدربي فن المناظرة إلى ضرورة نشر هذا الفن في أوساط الطلبة الماليزيين كونه يساعد على طلاقة اللسان وكسر حاجز الخوف والخجل لدى الطلاب كما يساعد على تفتح فهم واستيعاب الطلبة في أمور الحياة خارج الفصل الدارسي. وأضاف قدح أنه لاحظ عمليا مدى توسع إدراك الطلبة والتفكير بشكل مختلف إلى حد ما في القضايا والموضوعات التي تثار أثناء المناظرات حيث يتعلم المناظرون كيفية التحليل والنقد والدفاع عن الأفكار والبرهنة بطريقة استقرائية واستنباطية كما تمكنهم المناظرات أيضا من الوصول إلى خلاصات وأحكام مبنية على حقائق أواستنتاجات سليمة مستقاة من معرفتهم وقناعاتهم. ولفت إلى أن المناظرة فن مرغوب لدى الماليزيين في دولة تمارس الديمقراطية لاسيما في جلسات البرلمان المحلية حيث تنقل القنوات التلفزيونية تلك المناظرات مباشرة الهواء مضيفا بأن هذا الشعب متأثر بثقافة المناظرة باللغة الماليزية ويجب أن نستفيد من هذه النقطة في تنمية مواهب الطلبة وإمكانياتهمفي المناظرة باللغة العربية. وأشار إلى أن وجود الطلبة العرب في الجامعات الماليزية وانخراطهم مع الماليزيين يساعد كثيرا في تنمية مهارات اللغة العربية مطالبا العرب المتقنين للحديث بالفصحى ممارسة اللغة مع الماليزيين والبعد عن العامية قدر المستطاع معتبرا العربية لغة المسلمين في جميع أصقاع هذا الأرض وليس العرب فقط وهي لغة القرآن. من جانبها قالت الطالبة سيري روهايو وهي عضو نادي المناظرة باللغة العربية في ماليزيا ل(كونا) بأنها استفادت من فن المناظرة في كيفية استقراء وتمحيص الافتراضات والإعراب عن وجهات النظر بطريقة علمية ومدروسة وبصورة صريحة وواضحة وبثقة مطلقة بالنفس. وقالت روهايو "لقد تحسنت لغتي العربية كثيرا لأن الدراسة داخل الفصول مختلفة تماما عن أجواء التدريب في المناظرة حيث نقوم بممارسة اللغة العربية بعفوية تامة ومن دون تكلف ونقوم بتوظيف مفرداتنا بالشكل الصحيح إضافة إلى ذلك تشجعنا المناظرة على الرد والتفكير الإبداعي بشكل عفوي ومباشر ونحاول بقدر إمكانياتنا إيصال رسالتنا للجمهور وحكام المناظرة". وأكدت أنها أصبحت الآن قادرة على الحوار والنقاش باللغة العربية مع زميلاتها وزملائها داخل الفصل وخارجه الأمر الذي زرع فيها روح فريق العمل من خلال تبادل الأفكار واحترام الآراء في حال ارتفاع حدة النقاش وكذلك التفاعل مع وجهات النظر المختلفة والرد عليها بطرق مدروسة. وتعرف المناظرة بأنها كلمة مشتقة من (نظر في) بمعنى تمعن وأمعن النظر والمناظرة فن الحوار والقول القائم على البصيرة السليمة والفكر المنطقي حول موضوع قابل للجدل والقيام بمناقشته من خلال تقديم الحجج المقنعة والدفاع عن الرأي ومقارعة الحجة بالحجة. والمناظرة فن قديم معروف عند العرب أحيت من جديد مع ظهور المعتزلة القديمة وهي طائفة جدلية ظهرت في العصر العباسي للرد على مناهضي الإسلام خصوصا أولئك الذين أسلموا حديثا فبدأت المناظرة بين هاتين الفئتين لكنها لم تأخذ حقها في الوقت الراهن على شكل مسابقات أكاديمية في بعض الدول. واستمدت ماليزيا فكرة المناظرة باستراتيجياتها الحديثة والمعاصرة من مسابقات المناظرات التي كانت تقام في الجامعات البريطانية حيث بدأت الجامعات الماليزية في مستهل التسعينيات بالتناظر باللغة الإنجليزية ثم توسعت إلى اللغة الملايوية ومن ثم اللغة العربية. وتجرى المناظرات في ماليزيا بوجود فريقين متناظرين وهما فريق المعارضة وفريق الحكومة داخل قاعة أشبه ببرلمان مصغر حيث يشمل أعضاء فريق الحكومة المكون من رئيس الوزراء ووزيرين في حين يشمل فريق المعارضة زعيم المعارضة ومعارضين آخرين. ويشترط خلال المناظرة الالتزام بالوقت المحدد واستخدام اللغة العربية الفصحى المعاصرة وعدم الاعتماد على القراءة من نص مكتوب وعدم الخوض في القضايا الحساسة سياسيا والالتزام بالموضوعية والجدية وعدم استخدام الآيات القرآنية في الجدال أثناء التناظر ويكتفى بالاستدلال العقلي.  

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فن المناظرة هو الأسلوب الأمثل لنشر اللغة العربية في ماليزيا فن المناظرة هو الأسلوب الأمثل لنشر اللغة العربية في ماليزيا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon