تعرف على حقوق المعاقين في أيام الفراعنة
آخر تحديث GMT19:59:02
 لبنان اليوم -

تعرف على حقوق المعاقين في أيام "الفراعنة"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - تعرف على حقوق المعاقين في أيام "الفراعنة"

حقوق المعاقين في أيام "الفراعنة"
القاهرة - العرب اليوم

في ذاكرة الحقوق المصرية، الحضارة الفرعونية حملت رياحها بذور حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، قبل أن تهب عواصف حقوق الإنسان العالمية، ليصبح المصريون القدماء أول من قدس واحترم ذوي الإعاقة.

قبل ظهور الأديان السماوية، تفننت الدولة المصرية القديمة في منح حقوق الإنسان لأبنائها، دون تفرقة في النوع أو الشكل أو البناء الجسدي أو بظروفه الخاصة، وكانوا في المجتمع كأي إنسان طبيعي وكانت مصر سباقة للتمكين لأصحاب الإعاقة؛ حيث مارسوا كل الوظائف ووصل بعضا منهم لأن يكون ملكًا لمصر. 

وعلى خلاف الحضارات المجاورة لمصر، كانت الحضارة المصرية تتعامل مع المعاقين خارج السياق الطبيعي للمواطنة، وكان ينظر لهم أنهم فئة شاذة، وفقا لقاعدة البقاء للأصلح، وكان ينظر لعاهاتهم أنها نوع من مس الجن، وكان التخلص منهم نوع من فك السحر.

الحضارة الإغريقية مثلا، ورغم ما قدمته للحضارة الإنسانية من علوم ومعارف إلا أن عطائها الفلسفي لم يقدم أية رعاية للمعاقين وكانت نظرة أثينا لهم نظرة ازدراء واحتقار. والرومان ترك أمرهم وتقرير مصيرهم بيد شيخ القبيلة أو بإلقائهم في البحر أو بتركهم فوق الجبال في الصحراء، وكان القانون ينص على التخلص من الأطفال المعاقين عن طريق تعريضهم للبرد القاسي أو إلقائهم في نهر أورتاس أو يلقى به في الطريق. 

معايير الماعت 

وعبر عصورها المتعاقبة، طبقت الحضارة المصرية القديمة معنى «الماعت» أي العدل والحق والعدالة في كل شيء، وأظهرت نقوش المقابر أن صاحب الإعاقة كان يعامل كفرد عادي في المجتمع، وفي كثير من الحفلات التي صورت على جدران المقابر صورة لكفيف يعزف على الهارب.

ولم يقتصر الاهتمام بهم  في الحياة؛ بل مع المرض؛ حيث سجلت بردية أيبرس الطبية من القرن السادس عشر ق م محاولات معالجة لصاحب الإعاقة السمعية، وتم تسمية هذه الحالة بـ«الأذن التي لا تسمع جيدًا»، ووصفت حالات مرضية في الإعاقة الذهنية ووصفت لها علاجات؛ بل واهتمت الحضارة كذلك به في الممات.

تكريم بعد الموت

ولا تزال إحدى المقابر التي تعود للعصور المتأخرة من الفيوم، تحتفظ بمومياء لفتاة سبب لها تمساح إعاقة؛ حيث التهم  ساقيها وظلت حية لمدة شهور، وعندما ماتت قام المحنطون بوضع ساقين صناعيتين من الخشب كبديل للحقيقيتين.

وليس هناك دليل قوي أيضًا على ذلك أكثر من الجدارية المصرية الموجودة في متحف كارلسبرج بكوبنهاجن، والتي تصور أحد أصحاب الحالات الخاصة مصاب بشلل أطفال في إحدى ساقيه؛ لكن ذلك لم يمنعه من الوقوف أثناء تقديم القرابين مستعينا على ذلك بعصا يستند عليها ويمسك بالأخرى وعاء به قرابين.

قطار تمكين لأصحاب الإعاقة لم يتوقف عند هذا الحد؛ بل امتد إلى اللغة؛ إذ أوصى الحكيم آمنموبي ابنه في عصر الرعامسة، خلال القرن الرابع عشر ق م، طالبًا إياه بألا يعامل ذوي الإعاقة بشكل مهين، فقال له: «لا تسخر من أعمى ولا تهزأ من قزم ولا تحتقر الرجل الأعرج ولا تهزأ من قزم ولا تسد الطريق أمام العاجز ولا تعبس في وجهوهم ولا تحفظن رجلا في يد الله أي المجنون فالرب هو خالقهم من طين وقش وهما المادتان الذي يصنع منهما الطوب اللبن والله هو مسويه وهو يهدم ويبني كل يوم وهو يصنع ألف تابع حسب أرادته وهو قدير يحيي ويميت  ما أسعد الرجل الذي أنتقل للغرب وهو آمن في يد الإله أي الميت»، حتى قيل إن حكم النبي سليمان استمدت من هذه التعاليم.

العازف الكفيف

تلك الفئة مارست بعض الأعمال في مجتمع مصر القديمة، فهناك العازف الكفيف الذي يظهر في معظم الحفلات، وهناك القزم الشهير «سنب»، والذي شغل العديد من المناصب فكان رئيس أقزام القصر الملكي، وكان المشرف على العناية بالملابس الملكية ودفن في قبر فخم قرب هرم خوفو وتزوج الكاهنة سينينتس وكانت ذات بنية طبيعية وجميلة ولهما تمثال شهير في المتحف المصري بارتفاع ٣٤سم تصوره جالسا متربع الرجلين بنقبة قصيرة بيضاء وبجواره زوجته تضع يديها اليمنى على كتف زوجها الأيسر، وعلى وجهها ابتسامة رضا تعبر عن رضاء المرأة وفخرها بزوجها.

وتحت قدم سنب صور ولد وبنت لهما، وكانت نظرة المصري للقزم الإفريقي تختلف عن المصري؛ حيث كان القزم الإفريقي يعمل في قصور الملوك كمهرج وجالب للفرح والضحك؛ لكن الأقزام المصريين كانوا أناس عاديين يعملون في صناعة المشغولات الذهبية الدقيقة ونسج الأقمشة لصغر حجم أناملهم مما كان سببا في دقة عملهم.

وكان هناك آلهة بهيئة أقزام فهناك المعبود الشهير «بس»، الذي كان يصور بوجه حيوان ضخم وساقيين قصيرتين ممتلئين، وكذلك المعبود القزم بتاح باتك بجسد ممتلئ وساقيين مقوستين ووجه مسطحة على شكل شبه المنحرف، وهو يضع يده اليمنى على فمه واليسرى على بطنه، وقد شاهد هيرودوت أثناء زيارته لمصر تماثيل قزمية في معبد منف.

الوصول لكرسي العرش

ووصل بعض من ذوي الإعاقة إلى أعلى المناصب في مصر القديمة، وهو كرسي العرش فهناك الملك الشهير توت عنخ آمون، الذي قيل إنه كان يعانى مشكلة في أحد ساقية وقد عثر في مقبرته على أكثر من مائة عصا مختلفة الأشكال، وكان دائما يصور جالسا حتى وهو يصوب الرمح.

وكذلك الملكة حتشبسوت التي كانت أول سيدة في العالم ترتدي القفازات المطعمة بالأحجار الكريمة، وعندما تم الكشف عن المومياء الخاصة بها عثر على أن هناك ستة أصابع في إحدى يديها فكانت ترتدي القفازات لتداري هذا العيب الخلقي.

وهناك الملك سيبتاح الذي كان أحد أحفاد الملك رمسيس الثاني، والذي حكم مصر في أواخر الأسرة التاسعة عشر لمدة سبع سنوات، وكان يعاني من قصر في قدمه اليسرى من أثر شلل أطفال مما جعله يعرج أثناء المشي، وظهر ذلك من صوره وموميائه التي عثر عليها في مقبرة أمنحتب الثاني عام 1898 مع 15 مومياء أخرى.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف على حقوق المعاقين في أيام الفراعنة تعرف على حقوق المعاقين في أيام الفراعنة



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 11:14 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات
 لبنان اليوم - هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات

GMT 06:48 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات برج الميزان لشهر أكتوبر / تشرين الأول 2024

GMT 10:20 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

معرض الجبل للفن برعاية حركة لبنان الشباب

GMT 21:10 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 06:05 2024 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي الإنكليزي يتصدًر قائمة أفضل 10 أندية فى العالم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 12:31 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

أفضل أنواع الماسكارا المقاومة للماء

GMT 17:22 2021 الجمعة ,23 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 09:43 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

نصائح للتعامل مع الزوج الذي لا يريد الإنجاب

GMT 22:38 2023 الإثنين ,06 آذار/ مارس

مجوهرات أساسية يجب أن تمتلكها كل امرأة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon