بغداد – نجلاء الطائي
قدّمت وزارة الثقافة العراقية ثلاث أوراق عمل بحثية في منتدى حماية الحضارات العرقية الذي أقيم في عاصمة جمهورية الصين الشعبية بكين، وترأس الجلسة الأولى للحلقة النقاشية والبحثية وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي، بحضور 16 خبيرًا وعالمًا في شؤون التراث والثقافة، بالإضافة إلى مندوبين من الدول المشاركة وقدّم وكيل الوزارة ورئيس هيئة الآثار قيس حسين رشيد، بحثًا قيمًا عن الآثار العراقية والحفر اللاقانوني الذي أصبح ظاهرة تعاني منها أعرق الحضارات والمدن الأثرية في مختلف أرجاء المعمورة.
وصرّح وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي، خلال الجلسة الأولى للمناقشة، حسب ما ورد في موقع وزارة الثقافة والسياحة والآثار: أنّ هذه الظاهرة تشجعها ثلاثة أمور، أولها وجود صالونات للمزادات التي تعمل وفقًا لوثائق غير حقيقية وحجج من أجل الاستيلاء على آثار الغير، وبيعها في هذه الصالونات معتمدة على وثائق في أغلبها مزورة تتورّط في إصدارها دول وعصابات تقوم بالاتجار غير المشروع في هذه الآثار، لافتًا إلى وجود قوانين وطنية لهذه الدول التي تسمح للتعامل بالآثار المسروقة، بالإضافة إلى أنّ اليونسكو تتعامل فقط مع الآثار المسجلة لدى الدول بأنها آثار وطنية وفقًا لاتفاقية عام 1970، والتي حان الوقت كي تنسجم مع روح العصر والتحديات التي تواجه الآثار، لا سيما أنّ هذه الاتفاقية قد مضى عليها حوالي 40 عامًا.
وشاركه في الرأي البروفسور جين شوفو عندما ضرب مثالًا بـ"نيفرتيتي" والنزاع الموجود بين مصر وألمانيا حول ملكيتها، قائلًا "ينبغي أن نعمل من أجل إنهاء هذه الازدواجية في التعامل مع الآثار التي تعود إلى الدول الأصل".
وأوضح رواندزي بقوله "أننا نتفهم أولية كل دولة فيما يتعلق بآثار بلدانها لكن هناك أمور مستعجلة وآنية كتدمير الآثار في الدول التي تشهد نزاعات مسلحة كالعراق حيث قامت تنظيم داعش بتدمير الإرث الحضاري لبلاد الرافدين، والذي يعد إرثًا عالميًا وإنسانيًا، في حين الاستجابة إلى نداءات العراق لم تكن بمستوى حجم الدمار والحدث وطالب الحضور بالانتقال إلى الفعل العمل من أجل إنقاذ وحماية الإرث العراقي.
واستجابة لنداء الاستغاثة الذي أطلقه وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي في الجلسة الأولى، فإنّ مدير عام المتحف الإمبراطوري السيد شان، اولذي يعدّ من أعرق المتاحف والمؤسسات الآثارية أعلن استعداده للتوقيع على ورقة التفاهم بين المتحف ووزارة الثقافة والسياحة والأثار العراقية من أجل الاستفادة من المستشفى الآثاري لإعادة ترميم الآثار العراقية وتدريب الكوادر العراقية والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في إعادة بناء وترميم تلك الآثار.
وأكّدت مديرة متحف مهاراجا في جابور في الهند، ريما هوجا بأنّه ينبغي عدم الاعتماد على الحكومات فقط بل اللجوء إلى المتاحف والمنظمات لمساعدة العراق، كما أشارت إلى أنّ الآثار في أفغانستان التي دمرتها القاعدة وطالبان ما كان يعاد بناؤها لو تمّ الاعتماد على الحكومات فقط.
وشارك المفتش العام للوزارة الدكتور علي حميد، في الجلسة الثانية وقدّم ملخصًا عن بحثه حول أهمية الحضارات القديمة في الوقت الحاضر، موضحًا تاريخ العراق وتأثير حضارته في الثقافة الإنسانية السابقة والمعاصرة والمستقبلية، واختتم حديثه بضرورة وقوف المجتمع الدولي مع العراق، لما تعرض له من هجمة شرسة من قبل تنظيم داعش، لإعادة تأهيل وصيانة المواقع الأثرية والتراثية، بالإضافة إلى التعاون فيما بين الدول لمنع الاتجار بالممتلكات التراثية والآثارية والثقافية.
يُذكر أنّ العراق يشارك في منتدى الحضارات القديمة الذي بدأ في 19 أيلول/سبتمبر، وانتهى يوم أمس الجمعة، في العاصمة الصينية بكين، بحضور وفد ضم كل من وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رولندزي ووكيل الوزارة لشؤون السياحة والآثار قيس حسين رشد ومفتش عام الوزارة الدكتور علي حميد الشكري.
أرسل تعليقك