الطائف ـ العرب اليوم
جاءت ندوة "عمرو بن كلثوم" كثالث ندوات الخيمة الثقافية لسوق عكاظ الثامن، وبدأت الندوة التي أدارها صالح الزهراني بورقة قدمها الدكتور أيمن ميدان أستاذ الأدب العربي وأمين اللجنة العلمية العليا للجامعات، وأكد مدير الندوة أن للمملكة العربية السعودية دوراً كبيراً في إحياء سيرة وشعر عمرو بن كلثوم عندما أقدم النادي الأدبي بجدة على نشره قبل ربع قرن من الزمان، واليوم يستضيف سوق عكاظ محقق الديوان ليتحدث عن انطباعاته ورحلته مع ابن كلثوم إنساناً يزهو بأصله العربي، ويرفض الضيم من أي سلطة.
تحدث ميدان عن محاور عديدة يأتي في مقدمتها الشك في وجود شخصية ابن كلثوم وجودًا تاريخياً، واصفاً ما قام به الأديب طه حسين من تشكيك في شعر ابن كلثوم بالحجج التي لا يمكن قبولها عقلاً ولا يدعمها دليل حيث رأى طه أن معلقته منحولة؛ لأن لغتها سهلة بسيطة يعرفها المعاصرون، في حين اعتقد ميدان أن السهولة مردها إلى البيئة التي عاش فيها الشاعر، يُضاف إلى ذلك سياق القصيدة التي تمحورت حول الفخر والتهديد والوعيد؛ لذا كان الوضوح أكثر تعبيرًا عن هذه الحالة الشعورية، ولم يتناول في معلقته مضامين تستعدي مفردات حوشية صعبة مثل"الناقة"، كما ناقش الباحث الثنائية المتناقضة في شعر ابن كلثوم حيت تأرجح شعره بين القصر الشديد والطول المفرط فبينما جاءت المعلقة في 100 بيت
أو يزيد، اتسم شعره الآخر بالقصر الأمر الذي حدا بالباحث إلى أن يقرر أن المعلقة جنت على شعره الآخر؛ حيث اهتمام التغالبة والرواة بها كان على حساب قصائده الأخرى.
ثم قدمت الدكتورة تغريد حسن ورقة بعنوان "أثر شعر عمرو بن كلثوم في قصيدة الفخر في الشعر العربي" تناولت فيها عدة محاور كان من أبرزها: مكانة ابن كلثوم لدى الشعراء والنقاد واللغويين، إضافة إلى ما أسس به شعره لقصيدة الفخر، وموازنة بين معلقة عمرو بن كلثوم وقصيدة أمية بن أبي الصلت، ثم تحدثت عن مكانته في الشعر مركزة على القيمة الفنية لشعره والتي تتضح من خلال الحكم بأن شعره، شعر العاطفة والارتجال وأنه الأكثر تعبيراً عن الأنا الجماعية في الشعر الجاهلي، بما يميزه عن عنترة العبسي.
فيما أشار الدكتور محمود عمار في ورقة بعنوان "علامات استفهام في أخبار عمرو بن كلثوم وشعره" إلى أن التاريخ لا يسلم من الوضع والانتحال، وأن الحقيقة إذا ظهرت بوجهها الأول فخلفها أمور تخفي الحقيقة مستشهداً بما قاله أناتول فرانس: " كل كتب التاريخ التي لا تحتوي على الأكاذيب مملة للغاية"، موضحاً أن التاريخ يكتبه المنتصر وفي ضوء ذلك تناول الباحث في محوره الأول: أخبار عمرو بن كلثوم التي بدأ الخيال يعبث بها، وركز في المحور الثاني على الوهم والانتحال في علاقة ابن كلثوم مع ملك الحيرة.
وفي نهاية الندوة تداخل كل من الدكتور فتح الله عبدالعزيز والدكتورة هند المطيري وسعد الحربي متطرقين لقضايا متنوعة تناولها المتحدثون في الندوة.
أرسل تعليقك