بغداد – نجلاء الطائي
أقام مركز الأبحاث والتنقيبات الاثارية في جامعة تورين وجمعية (مونومينتا اوريينتاليا) الثقافية، بالتعاون مع وزارة الخارجية الايطالية والسفارة الايطالية في بغداد ندوة ثقافية، لمناسبة إطلاق مطبوع عن المتحف الوطني في بغداد، وكرست الندوة لإبراز أهمية الحفاظ عن التراث الثقافي والاثاري في العراق وفي الشرق الأوسط عموماً، مشددة على مهمة علماء الآثار الإنسانية في البلدان التي تشهد اضطرابات أمنية وسياسية مشيرة إلى مقتل رئيس دائرة أثار مدينة تدمر خالد الأسعد علي أيدي تنظيم داعش.
ولفتت مداخلات المتحدثين في الندوة الأنظار إلى المبادرات العديدة من الجانب الايطالي في استعادة الهوية الحضارية والثقافية لبلاد الرافدين، بدءاً من تعيين السفير الايطالي (بييترو كوردوني) وزيراً للثقافة، وصولاً إلى إعادة فتح متحف بغداد عام 2009 وإعادة تأهيل القاعتين الأشورية والإسلامية فيها إضافة إلى ترميم المدرسة المرجانية الملحقة به، وتأسيس المركز الإيطالي - العراقي المشترك للعلوم الاثارية والترميم في أحد الأبنية الأثرية العراقية في حي القشلة ببغداد، وهو أول مؤسسة ثقافية غربية- عراقية مشتركة، وتأهيل كوادر المتحف الوطني في بغداد في مجالات ترميم وحفظ وأرشفة القطع الاثارية والمخطوطات القديمة، والتزام المؤسسات الايطالية، سواء السياسية منها المتمثلة بوزارتي الخارجية والثقافة الايطاليتين أو الثقافية والاثارية ببذل كل ما بوسعها لتوسيع نطاق عملها واستعادة كامل الإرث الحضاري والاثاري المفقود في العراق وغيره من البلدان والنهوض به لكي يتمكن المجتمع الدولي برمته من التمتع والاستفادة به.
وفي كلمته بالندوة، أكد ممثل السفارة العراقية أهمية العراق التاريخية الثقافية كونه مهد أولى الحضارات الإنسانية وأول بلد اخترع الكتابة ووضع القوانين، وذكر أن هذا الإرث الحضاري والثقافي الذي يعود إلى أعماق التاريخ يتعرض اليوم لمحاولات طمس مستمرة من قبل تنظيم داعش ، مشيداً بالموقف الايطالي النبيل في مجال استعادة وحفظ الهوية الحضارية والثقافية العراقية ووعي الايطاليين شعبا وحكومة لأهمية الحفاظ على الموروث الحضاري القديم.
وتضمنت الندوة إضافة إلى المداخلات الرسمية شرحا قدمه القائمون على أعمال الصيانة في المتحف الوطني خاصة أعمال ترميم وإعادة تأهيل كلّ من القاعة الأشورية والقاعة الإسلامية، إضافة إلى عرض المؤلف المطبوع من قبل مركز الأبحاث والتنقيبات الأثارية في تورين والذي يسرد في طياته تاريخ المتحف الوطني منذ تأسيسه إلى عمليات التحرير والتوسعة وصولاً إلى أحداث 2003 المأساوية والأعمال الهندسية والمعمارية التي أفضت إلى إعادة فتح المتحف الوطني جزيئا بفضل التنسيق الوثيق بين الفريق الايطالي ومختلف الجهات العراقية من وزارات ومؤسسات حكومية وكوادر فنية وشركا بناء محلية، وأعرب الحضور عن أملهم في الاستمرار في عمليات الصيانة والترميم في المستقبل حتى يصار إلى فتح المتحف الوطني في بغداد كاملاً من دون قيود.
يذكر أن السفير العراقي السابق في روما الدكتور سيران بارزاني أسهم في كتاب مقدمة المطبوع إضافة إلى كل من نائب وزير الآثار والسياحة العراقي السيد قيس حسين رشيد والسفير الايطالي في بغداد السيد (ماركو كارنيلوس).
وشارك في الندوة التي استضافتها جمعية (دانتي اليغييري) بمقرها في روما كل من السيدة (سطيفانيا ديل سانتو) رئيسة اللجنة الوطنية الايطالية لليونسكو، والسفير (لوكا جانسانتي) المدير العام لدائرة الشؤون السياسية والأمنية في وزارة الخارجية الايطالية والسيد (جوسيبي بروييتي)الأمين العام السابق لوزارة الممتلكات والأنشطة الثقافية الايطالية والمستشار في السفارة الايطالية في بغداد السيد (باتريك مورا)، إضافة إلى ممثل عن السفارة، وسالفاتوري ايطاليا رئيس جمعية (دانتي اليغييري).
أرسل تعليقك