الجامعة الأميركية في بيروت تكشف عن كنوز المجموعات الفنية الخاصة في لبنان
آخر تحديث GMT09:28:27
 لبنان اليوم -

الجامعة الأميركية في بيروت تكشف عن كنوز المجموعات الفنية الخاصة في لبنان

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الجامعة الأميركية في بيروت تكشف عن كنوز المجموعات الفنية الخاصة في لبنان

بيروت ـ العرب اليوم

لا متحف للفن التشكيلي في لبنان. ولوحات الفنانين اللبنانيين، وبعضهم من كبار الرواد، مشرذمة بين أروقة وزارة الثقافة، والمنازل الفارهة، وقاعات العرض الخاصة، وبيوت الأقرباء والأصدقاء. واقع يبدو متناقضا مع ادعاء بيروت مكانة ثقافية عربية رائدة. لهذا أخذت «الجامعة الأميركية» في العاصمة اللبنانية على عاتقها الاهتمام بهذا الموضوع مسلطة الضوء على أصحاب المجموعات الخاصة، الذين يلعبون دورا أساسيا في حفظ التراث التشكيلي اللبناني. من هم هؤلاء؟.. ما هي خلفياتهم؟.. كيف بدأوا التجميع؟.. ما هي قدراتهم المادية؟.. وما هي إمكانياتهم للحفاظ على الإرث الكبير الذي يحتفظون به؟.. وما هي القيمة المالية والفنية لهذه الأعمال في السوق العالمية؟ لهذه الغاية تقيم الجامعة الأميركية في منطقة الحمرا منذ الرابع من أبريل (نيسان) الحالي، في الغاليري الخاص بها، معرضا يستمر حتى الرابع والعشرين من أغسطس (آب)، يحمل عنوان «جمع الأعمال الفنية في لبنان». والجميل في هذا المعرض الذي أريد له أن يكون خارجا عن المألوف، أنه يمتد على طابقين، لكل منهما وظيفته التي تتكامل مع الأخرى. في الطابق الأول شاشات تعرض مقابلات مع تسعة من أصحاب المجموعات الفنية المعروفين في لبنان، إضافة إلى مقابلة عاشرة مع ديما رعد، وهي رئيسة قسم المعارض في وزارة الثقافة اللبنانية التي كان يفترض أن تكون غالبية هذه المجموعات التي يتحدث عنها المعرض في حوزتها، ضمن متحف يؤرشف، يحفظ، ويعرف الجمهور اللبناني العريض بحركته الفنية. المقابلات مع أصحاب المجموعات مهمة، لأن الأشخاص الذين تم اختيارهم هم من خلفيات مختلفة للغاية، فبينهم من ورث مجموعته من عائلته، مثل الوزير السابق جورج قرم الذي بحوزته لوحات والده الفنان المعروف جورج د. قرم، وكذلك جده داود قرم. وهناك أصحاب الاستثمارات المالية مثل ريمون عودة صاحب بنك «عودة»، الذي أصبح بنكه بفضل اهتمامه الشخصي بالفن منذ ثمانينات القرن الماضي، يمتلك أكبر مجموعة لوحات في لبنان، وهي لفنانين لبنانيين وغربيين، لكنهم جميعهم من المعاصرين. في الطابق السفلي نموذج لمنزل أحد أصحاب المجموعات. وقد تم اختيار منزل الدكتور سمير صليبي، بسبب تبرعه بمجموعته للجامعة الأميركية التي يعرض جزء منها هنا لهذه المناسبة. نحن إذن في منزل الرجل (افتراضيا على الأقل) الذي ازدان بمجموعته الخاصة، والهدف إبراز أهمية اللوحات الفنية كجزء أساسي من قيمة البيت وجماليته الخاصة. صالون بكنباته وإكسسواراته وسجاده، إضافة إلى طاولة طعام. وفي ركن جانبي جزء من عيادة هذا الطبيب الذي قضى عمره يطبب العيون ويجمع اللوحات. الغرض بطبيعة الحال، من عرض هذا الصالون، هو إبراز لوحات من مجموعة صليبي التي اصطفت على الجدران وهي في غالبيتها للرسام اللبناني المعروف صليبا دويهي. يشرح لنا مدير غاليري الفن للجامعة الأميركية، ريكو فرنسيس، أن سمير صليبي تبرع للجامعة الأميركية بمجموعة من اللوحات كان يمتلكها تضم 30 لوحة للفنان خليل صليبي عرضت العام الماضي للجمهور العريض، في معرض خاص، وكان ضمن المجموعة أيضا 15 لوحة أخرى للفنان صليبا دويهي، وهي التي تعرض هذه المرة، تحية له من جهة، وللفت النظر إلى أهمية ما قام به المجمعون اللبنانيون لحفظ تراث بلادهم الفني الوطني، خلال السنوات الخمسين الأخيرة، من جهة أخرى». وحين نسأل ريكو فرنسيس، إن لم تكن الفكرة برمتها هي مجرد ذريعة تجميلية لعرض هذه المجموعة الثمينة، يرفض الفكرة تماما ويقول «يقوم المجمعون في لبنان في ظل غياب أي متحف للفن، بدور استثنائي جدا، لا يشبه ما يقوم به أصحاب المجموعات في أي بلد آخر. ثم إن هكذا معرض يشجع الناس على اقتناء اللوحات، ويلفتهم إلى أن الذين جمعوا واشتروا ليسوا بالضرورة أثرياء، إذن يكفي أن يبدأ الإنسان بشراء لوحة أو اثنتين ويأخذ في تذوقهما، ليصيبه بعد ذلك فيروس الاقتناء، الذي يدفعه للشراء والتمتع بالأعمال الفنية حين تصبح جزءا من بيته. وهذا ما أردنا أن نقوله من خلال هذا المعرض». على الجدران لوحات بعضها مشهور وأخرى أقل شهرة لصليبا دويهي، تبدأ من مرحلته الكلاسيكية والانطباعية وصولا إلى مرحلته التجريدية، التي صارت فيها لوحاته أقرب إلى خطوط هندسية. لا شروحات قرب اللوحات لأن المنظمين يريدون أن يتركوا للزائر الانطباع بأنه داخل منزل قليل الأثاث يمتلئ جمالا بفضل اللوحات التي تصطف على جدرانه. وربما كانت أكثر اللوحات إثارة للدهشة هي التي تعود إلى صاحب المجموعة سمير صليبي والتي كان يضعها في عيادته، وهي عبارة عن مجموعة من العيون انتقاها من عدد كبير من اللوحات الفنية الشهيرة ووضعها إلى جانب بعضها البعض، وشكل منها لوحة كانت تزين ذات يوم عيادته، قبل أن يمنحها للجامعة الأميركية. إذا كان سمير صليبي قد حصل على مجموعته المعروض جزء منها اليوم، من خلال القرابة والصداقة، وهو حال بعض أصحاب المجموعات اليوم، فإن ثمة من بدأ تاجرا وأصبح عاشقا مثل صالح بركات، صاحب غاليري «أجيال» في بيروت. مطلع تسعينات القرن الماضي، وقبل أن تضع الحرب الأهلية أوزارها، كان بركات قد افتتح الغاليري في بيروت، ويروي أنه كان يقفل الأبواب المصفحة ويشدد الإجراءات خوفا على الأعمال الفنية حيث كان الأمن لا يزال هشا. يقول بركات «لكن ولادة غاليري من قلب الحرب، وفي تلك الظروف تحديدا كانت قيمة مضافة، وبررت لي أن أبقى في بيروت». ويشرح بركات «من عام 1991 إلى عام 2013 تغيرت اهتماماتي. بدأت تاجرا وأصبحت هاويا، وشغوفا بتاريخ الفن. هناك من يحب أن يقتني ويشتري في لبنان. بالطبع هناك الأثرياء الذين يشترون لتجميل منازلهم، لكن هناك مثقفين، وأصحاب دخل متوسط ومحبين للفن، وأساتذة جامعيين وأطباء، يخصصون جزءا من مدخراتهم لشراء لوحة أو لوحتين في السنة، هؤلاء أساسيون بالنسبة لي، وجزء مهم من الحركة التشكيلية في لبنان». ومما يشرحه صالح أن «الاقتناء الفردي في لبنان هو الأساس، إذ لا متاحف أو سياسة رسمية واسعة لتشجيع الفنانين أو شراء أعمالهم». لكن ديما رعد، مسؤولة المعارض في وزارة الثقافة، تقول إنه رغم الميزانية الصغيرة للوزارة فهي تشتري ما لا يقل عن أربعين لوحة للفنانين الشباب، وأحيانا لوحات للرعيل الأول والثاني، لكنها تعتبر أن «ميزانية وزارة الثقافة يجب أن ترفع كي تتحسن إمكانيات اقتنائها ودعمها للأعمال الفنية». المفكر والوزير السابق جورج قرم صاحب مجموعة يعتد بها، ولا تضم فقط لوحات جده ووالده الرسامين، وإنما لوحات لفنانين آخرين، اشترى هو نفسه بعضا منها. قرم يعتبر أن هناك لوثة اقتناء اللوحات التجريدية عند اللبنانيين، الذي يصل حد الهوس على حساب الأنواع الأخرى. كما أن المعارض التي تقام هي في غالبيتها الساحقة لفنانين على قيد الحياة، فيما يتم إهمال الفنانين الراحلين، ونادرا ما تقام معارض استعادية لهم. جورج قرم يسعى بما لديه من مجموعات لأن يقيم متحفا، كاشفا في الوقت ذاته عن أنه يقوم باتصالات مع بلدية بلدة غوسطا، التي تعود أصول عائلته إليها، كما مع جامعة الكسليك والجامعة الأميركية، لتحقيق هذا الحلم. الظريف في أمر أصحاب المجموعات أن العديدين منهم يفكرون في إقامة متاحف خاصة، من هؤلاء مثلا إضافة إلى جورج قرم، طوني سلامة، صاحب محلات «ايشتي» الشهيرة في لبنان الذي يخط لإقامة متحف للفن الحديث، وهناك سيزار نمور الذي يؤرخ للفن، وهو صاحب مجموعة مهمة، يجهد حاليا مع شريكته غابرييلا شوب بعد افتتاح معرض بيروت لكتب الفنون لإطلاق أول متحف للفن المعاصر في لبنان. وهناك أيضا أبراهام كاراباجاكيان، وهو صاحب مجموعة فنية ومؤسس شركة استثمارات «لويالتي»، أطلق منذ عامين مع شريكه روجيه عاقوري مجموعة خاصة من الأعمال الفنية باسم «كاي آند آي» تُعرض في بيروت تشمل أعمالا لرسامين لبنانيين حداثيين كبار ورسامين أرمن ومن إثنيات أخرى. إلا أن من يشاهدون هذه المجموعة قلة محدودة، وينوي الشريكان جعلها متوافرة للمشاهدة لجمهور أكبر في وقت قريب. ريمون عودة صاحب بنك «عودة»، يمتلك على الأرجح أكبر مجموعة فنية خاصة في لبنان اليوم، وهو يعتبر أن ثمة فنانين لبنانيين لهم مستوى عالمي، لم يجدوا الاعتراف الكافي بعد، والذوق الفني لا يزال بحاجة إلى صقل، لذلك هناك فوضى تعم سوق الفن، ليس في لبنان وحده وإنما في العالم أجمع. هناك من يشتري لوحات قبيحة بأثمان عالية، وثمة ما هو جميل لا يقدر كما يستحق. طوني سلامة، يميز بين صاحب مجموعة يبغي التجارة والربح، ويعمل لمصلحة مادية، وعاشق للفن يعمل لتنمية الإبداع. وعلى من ينتمي إلى الفئة الثانية ويمتلك الإمكانيات أن يسعى لافتتاح متحف يعرض من خلاله الجمال على ذائقة الناس. ما تكشف عنه الجامعة الأميركية بمعرضها الجديد، عن مجموعات اللبنانيين الخاصة، ليس سريا لكنه من المسكوت عنه، الذي يبقى طي الكتمان، لأن الوقت ليس للفن والمجمعين .

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجامعة الأميركية في بيروت تكشف عن كنوز المجموعات الفنية الخاصة في لبنان الجامعة الأميركية في بيروت تكشف عن كنوز المجموعات الفنية الخاصة في لبنان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon