القاهرة ـ أ ش أ
نعى المجلس الأعلى للثقافة وأمينه العام د. أمل الصبان، الراحل المترجم والمفكر الكبير خليل كلفت، والذي وافته المنية صباح أول أمس الاثنين عن عمر يناهز 74 عاما.
وتقدم المجلس بخالص آيات التعازي والمواساة لأسرة الراحل وتلاميذه ومحبيه.
كما نعت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة د.هيثم الحاج، الكاتب الراحل، واعتبرت رحيله خسارة كبيرة لمصر ليس على المستوى الثقافى فحسب وإنما على جميع المستويات.
جدير بالذكر أنه صدر للراحل عن الهيئة كتاب بعنوان "الإطاحة بحكم المرشد لتفادى حرب أهلية مدمرة"، تناول فيه تطورات الثورة المصرية الراهنة فى النصف الأول من عام 2013، فى الفترة الحاسمة التى جرى فيها حسم الصراع بين جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة من ناحية، والشعب والجيش من ناحية أخرى.
وكان الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، قد نعى المثقف الكبير والمترجم النوبي خليل كلفت واعتبر وفاته خسارة كبيرة للمثقفين، فقد كان مثالا للمثقف الوطني الموسوعي كاتبا ومؤلفا ومترجما ومفكرا سياسيا ولغويا، وكان كلفت رائدا لترجمات الأدب البرازيلي.
خليل كلفت مثقف وناشط يساري وناقد أدبي وكاتب قصة قصيرة وكاتب ومؤلف ومفكر سياسي واقتصادي ولغوي ومعجمي ومترجم مصري، ولد في النوبة بأسوان في مصر في 9 أبريل 1941.
خليل كلفت الكاتب والمترجم والإنسان، لا تتوقف قيمة ما أعطاه وأنتجه وأنجزه عند ترجمته الراقية لإبداعات يودقيس العظيم، أو لاكتشافه للكاتب البرازيلى الأول ما شادوده اسيس في رائعتيه (دون كازمورو، والسرايا الخضراء)، أو قصصه القصيرة، ويعتبر ماشادوده اسيس عميد الأدب البرازيلى بلا منازع، وهو الأب الروحى لكافة الإبداعات البرازيلية الحديثة، ولا تتوقف ترجمات كلفت من اللغتين (الإنجليزية والفرنسية) عند حدود الأدب فقط بل تتعداها إلى ابداعات سياسية وفكرية لها حضور عالمي وحى ومشارك في تشكيل وصياغة اتجاهات الفكر السياسى العالمي.
وزيادة على ذلك فإنه أنشأ عددا من القواميس والمعاجم اللغوية المهمة، والتي لا غنى عنه لأي باحث، أشهرها (إلياس- هاراب التجاري، ومعجم تصريف الأفعال، وغيرها).
ويعتبر خليل كلفت في المجال اللغوى - عموما - حجة قوية، وإسهاماته العديدة في هذا الأمر ترشحه لذلك ، وقد نشرها في مجلتي (قضايا فكرية، وابن عروس)، وهي دراسات عن الازدواج اللغوى بين الفصحى والعامية، وتجدد النحو وتطويره، وتخليصه من كافة المعوقات التي تعرقل تطور ونمو اللغة ذاتها، ويجعلها متأخرة عن كل اللغات الأخرى الحية.
يضاف إلى ذلك أن خليل كلفت بدأ حياته ناقدا حصيفا وواعيا، ونشر دراساته ومقالاته في جريدة "المساء"، التي كانت تصدر صفحة شبه يومية، وكان يشرف عليها الراحل عبد الفتاح الجمل، وكتب عن الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي مجموعة مقالات صدرت في كتاب مستقل بعد ذلك في السبعينيات، وكتب عن الشاعر الفلسطيني توفيق زيادة وبشر بأدباء كثيرين، قبل أن يصبحوا كتابا كبارا، أبرزهم سعيد الكفراوي وجار النبي الحلو، وخاض معركة ادبية أحدثت دويا كبيرا في اواخر الستينيات مع الكاتب الأردنى الراحل غالب هلسا، ونشر أيضا بعض دراساته وإبداعاته الشعرية، والقصصية في مجلة جاليرى 68، وهو يعتبر أحد الأعمدة النقدية الكبيرة في ذلك الوقت.
ولولا أن العمل السياسى خطف خليل كلفت من النقد الأدبي، لأبدع كثيرا في هذا المجال، ولكنه لم يستطع إلا ان يشارك في صياغة وجدانات وعقول جيل كامل، وكتب بقلم اسم مستعار عددا من الإبداعات السياسية أهمها (الإقطاع والرأسمالية الزراعية في مصر - في عهد محمد على إلى عهد عبدالناصر) وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغة اليابانية.
أرسل تعليقك