القاهرة - أ ش أ
كشف الباحث الآثري عبد الحميد عبد السلام أمين ومسئول قسم الزجاج ومدير إدارة النشر والبحث العلمي بمتحف الفن الإسلامى عن حقيقة الأوفاق "المربعات" السحرية وعلاقتها بالأبراج على التحف بمتحف الفن الإسلامى، مشيرا إلى أنه شارك بورقة بحثية حول هذا الموضوع فى فعاليات المؤتمر الدولي السادس الموروثات القديمة بين الشفاهية والكتابية والتجسيد الذى نظمه مركز الدراسات البردية والنقوش بجامعة عين شمس الاسبوع الماضى.
وأوضح عبد السلام، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن الأوفاق السحرية، هى عبارة عن مربعات تتكون من مجموعة من الخانات على نمط رقعة الشطرنج بكل منها رقم أو حرف ، وهذه الحروف يصير تحويلها بحساب الجمل إلى أعداد ويجرى ترتيب الأعداد فى المربع بحيث يكون حاصل جمعها فى أى صف أفقى أو رأسى أو قطر منها واحداً.
ومن جانبه، قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان المنسق الإعلامى للمؤتمر إن سر الاهتمام بعلم الأوفاق أو المربعات السحرية يرجع إلى الاعتقاد، الذى ساد فى العصر الإسلامي، أن للأوفاق روحانية وآثار عجيبة وتصرفات غريبة وخصائص معينة ومنافع منوعة وخصائص خفية ذات ارتباط وثيق بالتنجيم وحياة البشر من حيث الصحة والسلوك والحظ.
وأضاف أنه كان يعتقد أن المربع السحرى حرز حام من الشرور ومن ثم فقد يوجد المربع السحرى منقوشا على كأس للدواء أو طاسة البخت أو على العقود الذهبية وأيضاً على الأحجبة والتمائم وغيرها مما يندرج تحت تسميته العلوم الخفية.
وأشار ريحان إلى أنه طبقا لما جاء فى الورقة البحثية، فعمل "الوفق" يتطلب شروطا معينة من حيث التوقيت بالساعة أو الليلة المطلوبة وفى وجود الكوكب الذى تنسب إليه تلك الساعة ويفضل لصاحبه خلو المعدة من الطعام واجتناب أكل الحيوانات والثوم والبصل وتشخيص المطلوب إيقاع المحبة والعداوة بينهما أو إزالة الأذى عنه أو إيقاع الضرر به بشكله ولونه وصورته وحاله من طول وقصر وعمره وينوب عن هذا التشخيص ذكر اسمه واسم أمه مع مراعاة المناسبات النجومية فكل ما يخص مثلا استخراج الدفين أو عطف قلب رجل أو إيقاع مرض نفسانى أو عقد لسان فهو منسوب لكوكب عطارد، وكل ما كان من العطف والتهيج واللهو والفرح فهو منسوب إلى "الزهرة".
وذكر أنه كل ما كان منسوب للقهر والغلبة والهيبة والملك والرياء وتحصيل الشرف والجاه والذهب الكثير منسوب إلى "الشمس" وكل ما كان من التسليط أو التفريق بين المتحابين أو إيقاع العداء والبغضاء بينهما وتخريب البلاد أو التمريض أو التهييج أو الهلاك إلى "المريخ" وكل ما كان معلقا بإصلاح المعاش وانتظامه أو بالتزيين والتجمل في أعين الناس بـ "المشترى" وكل ما كان من أبواب الفرقة والتخريب والبغض وعقد الشهوة وعقد النوم بـ كوكب "زحل".
وتابع أن طريقة تعمير أو أعداد الوفق السحرى أحد العلوم التى أطلق عليها العرب "علم أعداد الوفق" واعتبروه من فروع علم العدد بشرط أن تكون أضلاع الجداول وأقطارها متساوية فى العدد ولا يوجد عدد مكرر فى تلك الخانات لأن تلك الأعداد والحروف لها خواص روحانية، وقد ارتبطت الأعداد ارتباطا وثيقاً بما يعرف بحساب الجمل أو حساب الأبجدية.
أرسل تعليقك