تدمر وروما توءم حضاري في تاريخ الإنسانية
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

تدمر وروما توءم حضاري في تاريخ الإنسانية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - تدمر وروما توءم حضاري في تاريخ الإنسانية

مدينة تدمر الآثرية
حمص _ سانا

استعرض الدكتور المهندس نزيه بدور في محاضرة بعنوان تدمر وروما المدينتان التؤمان من خلال مقارنة أجراها حول مراحل تأسيس مدينتي تدمر وروما الايطالية أهمية هاتين المدينتين الموغلتين في القدم التاريخي مبينا أنهما تشكلان تؤما حضاريا في تاريخ الانسانية.

وأوضح بدور وهو مدير النادي السينمائي بحمص وعضو جمعية العاديات التاريخية الاثرية في محاضرته التي استضافها المركز الثقافي بحمص ان روما هي عاصمة الامبراطورية الرومانية وعاصمة ايطاليا الحديثة منذ عام 1871 كانت ولا تزال مركزاً للدين المسيحي ومقراً لباباوات الكنيسة الكاثوليكية فيما تعد اختها تدمر مملكة سورية الآرامية حيث ازدهرت في القرون الثلاثة الأولى بعد الميلاد واستخدمت فيها اللغة التدمرية والارامية التي تشوبها الكثير من الكلمات العربية بالاضافة إلى اللغة اليونانية وهو ما تؤكده خمس عشرة وثيقة تاريخية.

وعن القصة الاسطورية لبناء مدينة روما بين بدور أن هذه القصة رصفت على أرضية فسيفسائية بمساحة سبعة وعشرين متراً مربعاً واكتشفت في قرية فريكا في جبل الزاوية في سورية ويعود تاريخ هذه اللوحة التي تضم مشاهد لحيوانات من البيئة بوضعيات مختلفة إلى عام 511 ميلادي وتم حفظها في متحف المعرة.

ولفت إلى أن تدمر وروما مدينتان توءمان ولدتا في الوقت نفسه من رحم الثقافة السورية الارامية والفينيقية وكبرتا معاً وازدهرتا وترافقتا عدة مئات من السنين واصبحتا نجمتين في سماء الزمن مشيرا الى ما قامت به التنظيمات الارهابية من تدمير لمدينة تدمر الاثرية واوابدها واعمدتها ومدافنها التي قل نظيرها على مستوى العالم.

وتابع.. ان تأثير الثقافة السورية على روما ولا سيما عمارتها واضح جداً باعتبارها الانعكاس الحقيقي للثقافة مبينا ان التأثير كان اعمق من العمارة باعتبارها اتت من الارض التي شهدت ولادة الابجدية وعلمت الانسانية الكتابة واهدتها الاديان منذ انبلاج فجر الحضارة وهكذا استوردت روما آلهتها من سورية.

واستشهد بدور برأي الباحث التاريخي وقارئ الكتابات الاثرية ملاتيوس جغنون حيث يقول “إن سورية صدرت المسيحية إلى أثينا وروما وكانت الخميرة الاولى للمسيحية قد نشأت في انطاكية العاصمة السورية آنذاك وانطلقت إرهاصاتها الاولى منها ومن دمشق قبلها لتنتقل الى قلب الامبراطورية الرومانية الوثنية ولتصبح روما فيما بعد مقرا للكرسي الرسولي والبابوية ولا سيما التأثير التاريخي العميق الذي احدثه ذلك الحلول ليس في روما وامبراطوريتها فحسب بل وفي العالم اجمع”.

واستعرض الباحث المدن التاريخية التي اشتهرت بها سورية ومنها مدن ايبلا وماري مستذكراً بهذا الشأن ما جاء في تاريخ كمبردج القديم بان سورية كانت متقدمة على روما في مجال العمارة بل كانت نموذجها المحتذى وان سورية تفوقت على روما في عبقريتها المبدعة وفي معارفها التقنية وفي مهارة عمالها مستذكرا قول المؤرخ الشهير مارسيل بوئيت “إن روما ليست هي التي ابتكرت عناصر تنظيم المدن بل وجدتها واتخذت من نفسها مالكاً لها”.

وقدم المحاضر شرحاً مستفيضاً عن مدينة تدمر الاثرية من حيث موقعها الاستراتيجي والاوابد الاثرية التي تكتنزها من تماثيل ومدافن واعمدة وعملات مبينا السمات العامة للفن التدمري الذي تأثر بالفنون الهندية والفارسية القديمة اضافة الى تأثيرات كلاسيكية اغريقية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تدمر وروما توءم حضاري في تاريخ الإنسانية تدمر وروما توءم حضاري في تاريخ الإنسانية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 17:24 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 10:01 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:41 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

كرة القدم ضحية فيروس كورونا من تأجيل بطولات وإصابة نجوم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon