شكل مسرح الظل التقليدي الاندونيسي والماليزي فيما ما مضى احد دعائم الفن والثقافة في جنوب شرق آسيا الا ان شعبيته تراجعت كثيرا، فيما يسعى ثلاثة ماليزيين الى انعاشه من خلال ادخال مواضيع جديدة عليه مثل مغامرات "حرب النجوم وابطال خارقين اخرين.
ويرئس هذه الجهود شو يوان بينغ وهو مصمم من الشغوفين بسلسلة "ستار وورز" والذي صمم دمى لمسرح الظل مستندة الى شخصيات هذه الافلام في اطار معرض فني قبل سنوات قليلة.
وقد اظهرت ابحاثه في اطار هذا المشروع قلقا فعليا على وضع هذا الفن المعروف محليا باسم "وايانغ كوليت".
ويقول شو (43 عاما) "في البداية كنت اركز على +حرب النجوم+ لكن في مرحلة لاحقة ادركت ان مسرح الظل هذا بات فنا ينازع بعد الحديث الى العديد من محركي الدمى فشعرت عندها بحزن عميق".
ويضيف "شعرنا جميعا بمسؤولية لبذل المزيد من اجل هذا الجنب من الثقافة الماليزية".
وقد قدم شو وصديقه المدير الفني تيه تايك هوات ومحرك الدمى محمد داين عثمان حوالى 12 عرضا في السنتين الاخيرتين يتناول جزءا من الفيلم الاول من مغامرات "حرب النجوم" العائد الى العام 1977.
- فن مدرج على قائمة اليونسكو -
واختيرت "حرب النجوم" موضوعا للعرض بسبب شعبيتها العالمية كما تظهر الحماسة الكبيرة وحالة الترقب التي ترافق بدء عرض الجزء الاخير من السلسلة في كانون الاول/ديسمبر المقبل.
ويقول شو "حتى والدتي تعرف من يكون دارث فيدر" احدى شخصيات الفيلم.
ويستند مسرح الظل تقليدا على الملاحم الهندوسية وقد ادخل الى المنطقة في القرن الخامس عشر على يد حكام جاوا الهندوس.
وقد انتشر في اندونيسيا وماليزيا حيث كان الدعاة الاسلاميون يستخدمونه وسيلة لنشر الاسلام الذي بات الديانة الاوسع في المنطقة راهنا.
ويستخدم محركو الدمى العيدان لتنسيق حركات دمى مصنوعة من الجلد من وراء شاشة قطنية مضاءة من الخلف ويعيرون اصواتهم للشخصيات ترافقهم موسيقى تقليدية من الات ايقاعية.
وهذا الفن مدرج على قائمة منظمة اليونسكو للتراث المعنوي غير المادي الا ان التلفزيون والاذاعات وووسائل الترفيه الرقمية جعلته محصورا بالاستهلاك
السياحي تقريبا.
وادى ظهور الاسلام المحافظ في بعض مناطق ماليزيا الى فرض قيود على هذا الفن بسبب مواضيعه الهندوسية.
وخلال عرض في ساحة كوالالمبور راح محمد ادين يحرك الدمى وهو جالس وراء الشاشة.
وجلس وراءه مهندس صوت مع حاسوب محمول يجاول تقريب صوت محرك الدمى من صوت دارث فيدر وموجها انوارا ملونة باتجاه الشاشة.
- "استخدام القوة" -
ويقول شو "نرى السعادة على وجوه الحضور وانطباعاتهم عن هذا الفن تتغير" مشيرا الى ان فريقه استثمر اكثر من عشرة الاف دولار من اموالهم الخاصة.
وقد اعرب محمد ساني سوكير الذي اتى مع عائلته لمشاهدة العرض عن سعادته.
ويوضح "ان الجمع بين القديم والجديد يزيد من جاذبية مسرح الظل".
لكن لم تكن مهمة اقناع محمد ادين الذي لديه غاليري فنية تعنى بهذا الفن في ولاية كيلانتان الشمالية الريفية، بالسهلة.
ويقول شو "بعد اشهر من المفاوضات والاقناع و+استخدام القوة+ وافق على الانضمام الينا".
ويضيف "مررت اليه اشرطة +ستار وورز+ الخاصة بي وعرفته على هان سولو" احدى شخصيات سلسلة الافلام.
وصنعت غالبية الدمى من جلد جاموس من قبل حرفيين متمرسين من كيلانتان.
ويقول ادين خو مؤسس جمعية ثقافية لا تبغى الربح تقدم عروضا لهذا الفن ان جهود الحكومة للترويج لهذا الفن لم تكن موفقة.
واعتبر ان مشروع "ستار وورز" هذا "مفيد" لفن وايانغ كوليت.
وقد وسع شو فكرته لتشمل ابطال خارقين اخرين من امثال سوبرمان وباتمان صممها لمعارض دمى وبمكن ان يستخدمها في عروض مستقبلية.
ويختم قائلا "هذا دعم صغير للثقافة الماليزية".
أرسل تعليقك