الرياض – العرب اليوم
فتحت العقبات التي يواجهها نشر الكتاب داخل الوطن العربي البابَ أمام تنافس لافت بين قوى سياسية غير عربية -تجمعها بالعرب روابط دينية- لاستقطاب الكتاب العربي وتسهيل نشر الثقافة العربية بين شعوبها.
وكشف عضو اتحاد الناشرين العرب، الناشر اللبناني ناصر عاصي لـ"الوطن"، عن تقديم تركيا وإقليم كردستان العراق، تسهيلات كبيرة للناشرين العرب للحضور في معارض الكتاب التي تقام في الدولة الإسلامية الكبرى والإقليم الذي يحظى بحكم ذاتي.
وذكر بعكس ما يعانيه الناشر العربي من صعوبات بسبب ارتفاع التكاليف وغلاء أسعار الأجنحة عند مشاركته في معرض عربي، فإنه يجد تسهيلات كبيرة في دول أخرى كتركيا وإقليم كردستان العراقي، فمثلا قدم منظمو معرض "أربيل" بكردستان العراق أجنحة مجانية لدور النشر العربية الصغيرة التي لا تستطيع دفع إيجارات للأجنحة، إلى جانب تخفيضات لدور النشر الكبيرة لتشجعيها على المشاركة في هذا المعرض الذي سيفتتح قريبا.
كذلك قدمت تركيا عروضا كبيرة لاتحاد الناشرين العرب، تتمثل في 25 جناحا مجانيا، تستوعب أكثر من 75 ناشرا عربيا، إضافة إلى استضافة 15 شخصا لمدة 4 أيام، وتسهيلات مهمة في شحن الكتب، وإقامة ورش متعددة عن الأدب العربي وأدب الطفل والتراث العربي. وقال عاصي في حديثه أمس لـ"الوطن"، بالتأكيد هذه التسهيلات أتت عبر جهود وتواصل من اتحاد الناشرين العرب، لكنها في الوقت نفسه تدل على اهتمام الآخرين بالكتاب العربي، وهذا ما نتمناه من منظمي المعارض العربية.
وعن أبرز الخطط والتوجهات الجديدة لمجلس إدارة اتحاد الناشرين قال عاصي: وضعنا خطة جديدة للتنسيق المباشر مع وزارات الثقافة في الدول العربية العربية، بدأناها من معرض القاهرة الدولي للكتاب، تتمثل في إعادة النظر في كلفة المشاركة في معارض الكتب العربية، من ناحية أسعار الأجنحة، ومصاريف الناشرين، والتنسيق الحقيقي في جانب الرقابة على الكتب، إذ لن يشارك الاتحاد في المعارض المقبلة، إلا بعد وضع ضوابط واضحة في هذا المجال، والاتفاق عليها مع الجهات الحكومية المعنية بالأمر، وطالبنا في هذا الإطار بوجود مقعد دائم لرئيس اتحاد الناشرين ضمن اجتماعات وزراء الثقافة والإعلام العرب. وعن مدى تطبيق الأمر في مشاركة دور النشر المنضوية تحت الاتحاد في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي سينطلق في مارس المقبل، قال عاصي، كلف رئيس الاتحاد محمد رشاد، عضوَ مجلس الإدارة أحمد الحمدان بعمل هذه الترتيبات مع وزارة الثقافة والإعلام السعودية.
أرسل تعليقك