فاطمة المزروعي تؤثث العزلة في مجموعتها الشعرية خطبٌ ما
آخر تحديث GMT10:46:32
 لبنان اليوم -

فاطمة المزروعي تؤثث العزلة في مجموعتها الشعرية "خطبٌ ما"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - فاطمة المزروعي تؤثث العزلة في مجموعتها الشعرية "خطبٌ ما"

دبي ـ العرب اليوم

في ديوانها الجديد “خطبٌ ما” يبدو القول الشعري لدى الشاعرة والروائية والقاصة الاماراتية فاطمة المزروعي محمّلا بخطاب شعري خفيض إلى حدّ أنه يهمس وأكثر قرباً إلى الصمت. هو خطاب عزلة الفرد واغترابه عن المحيط والبيئة بل وسفره عبر المخيلة إلى مطارح نائية، ففي هذه الإضمامة من القصائد التي بلغت الثلاثين وتوزعت على خمسين صفحة من القطع المتوسط، تأثثت هذه العزلة بمفردات وأشياء قليلة ومعجم فقير إذا جاز التوصيف وغنى في الصور الشعرية ذات الدلالة الحسية وغير الحسيـة المرتبطة بأشواق ورغبات عالية. أيضا يدرك القارئ أن صاحبة هذه القصائد تمتلك نضجا كافيا في أحاسيسها ومشاعرها بوصفها أنثى مكتملة الــذوات في مقدرتــها على التعبــير عن ذاتها. في القصيدة التي أخذ منها الكتاب عنوانه “خطب ما” أثثت الشاعرة عالم عزلتها بباب وستارة ونافذة وجسد وفراشة وموسيقى؛ ثلاثة أشياء جامدة وثلاثة أشياء أخرى نابضة: الجسد - الفراشة – الموسيقى ثم هناك القطار أخيراً، حيث الأشياء نابضة بتوقها إلى الرحيل أو رغبتها في البوح وكذلك الطيران. إنما هو طيران الفراشة؛ طيران الهداة والصمت؛ طيران بلا خفق أجنحة، بل هو طيران الفراشة وعبورها المدوي بصمته ذي الطيف من الألوان الزاهية مرورا بكل ما هو متعين في هذا العالم من كائنات حيّة وأخرى جامدة: “ثمة خطب ما ثمة ما لا يوصف هناك خلف الباب وخلف ستارة النافذة ثمة جسد وعينان تحدقان في فكرة مجنونة ثمة فراشة وصوت كمان وثمة ثمة في البعيد قطار ينتظر” هكذا، وبدءا من القصيدة الأولى “تحول” يدرك القارئ، أن الشعر هنا ينحو منحى التأمل مثلما يدرك أنه شعر يقتات على البساطة في التعبير كما في المفردات أيضا. تتشكل هذه القصيدة من أربعة أسطر متلاحقة، من غير الممكن لأحدها أن يتقدم على سطر آخر كما من غير الممكن محو سطر أو الاستغناء عنه، مع ذلك فإن ما يصنع المفارقة الشعرية في هذه القصيدة هو السطر الثالث منها: “وصار للحياة طيورها البيضاء” حيث تعلم الإنسان أن يحلم بالطير لأن فعل الطيران بات دلالة الطير بالمطلق وتعبيراً عن الرغبة في الرحيل الدائم وحيث البياض الذي يكسو هذا الطير يجمع أمرين معا هما: (الغياب – الموت) اللذان يترددان كثيرا في الكتاب: “حين اقترن وجودها بالكون صار للموت معنى وصار للحياة طيورها البيضاء ورغم الشجن صار بالإمكان أن تقول: أحبك رغم قسوة صندوقك”. وفي قصيدة “سماء ملونة” يتخذ العالم شكلا آخر، فلا تعود السماء زرقاء لأنها كذلك بل هي ملونة بزرقة من قلب المرأة – الشخصية الساردة في القصيدة في حين الأشياء الأخرى كلها رمادية، ما يعني أن القارئ بإزاء لونين باردين يطبعان العالم بدلالاتهما النفسية بالدرجة الأولى لكنهما أيضا اللونان اللذان هما عينان ترى المرأة من خلالهما عالمها. فتبلغ كآبة البرودة هذه ذروتها عندما السماء ستبقى ملوّنة وبالتالي سيبقى الرمادي رماديا مرة واحدة وإلى الأبد و”تعلن للعامل رفضها بوضوح”. أخيرا هناك العديد من القصائد التي تستوقف المرء فيها تشبيهات واستعارات وصور شعرية أو اقتطاعات لإعادة قراءتها أكثر من مرة: “إنني أنتظر انتظاري يشبه دائرة خالية من الأوكسجين.. الليل وأنا صوتان مغتربان ليس لهما منزل”. و”قلبي هاربٌ يجوب الهواء”. و”في الليل أشبه كأسا فارغةً في الليل لا أشبه أحدا”. و “مرة أخرى عيناكِ نافورتان من الكلام مرة أخرى الضوء يضلُّ الطريقَ إلى الفراشة”.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاطمة المزروعي تؤثث العزلة في مجموعتها الشعرية خطبٌ ما فاطمة المزروعي تؤثث العزلة في مجموعتها الشعرية خطبٌ ما



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon