واشنطن - العرب اليوم
تصدرت كتب أميركية تطرق قضايا إنسانية عميقة، المبيعات خلال العام الجاري (2015) الذي يوشك على الانتهاء. وأبانت صحيفة "نيويورك تايمز" إن قضايا كالتمييز العنصري في أميركا وتداعيات الحرب الأهلية عادت للواجهة من جديد. ومن أبرز تلك الكتب، كتاب "بين العالم وبيني" لمؤلفه (تا- نيهيسي كوتس) الذي يحلل فيه تاريخ أميركا والأزمات الحالية التي تواجهها.
كتاب جريء لمؤلفه "تا-نيهيسي كوتس" حول تاريخ أميركا المفعم بالعنصرية وأصدائه المعاصرة التي ستعيد تعريف الفهم الأوسع للتمييز العرقي وجذور الهوية الأميركية.
خلال الـ 150 عام منذ نهاية الحرب الأهلية في الولايات المتحدة وإقرار التعديل الثالث عشر على الدستور، القاضي بإلغاء العبودية، بقيت قصة التمييز العنصري في أميركا بسيطة وقاسية، إنها قصة البشرة السوداء التي استُغِلَّت لبناء ثروة البلد الأساسية،
وعُزِلَ أصحابها بعنف لتوحيد البلد بعد حرب أهلية، ولا يزالون يتعرضون للتهديد غير المتكافئ، ويتعرضون للاعتقال والقتل في الشوارع.
الكتاب محاولة للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، وهو مكتوب على شكل رسالة من المؤلف –وهو من أصحاب البشرة السوداء- إلى ابنه المراهق يروي كيف استوعب حقيقة التاريخ والتمييز العنصري، ويقدم إطارًا قويًا جديدًا لفهم تاريخ أميركا والأزمة الحالية، ورؤيا عميقة للطريق إلى المستقبل.
الكسندر فون همبولدت (1769-1859) هو العالم الكبير المفقود –هناك أشياء ارتبطت باسمه أكثر من أي شخص آخر: مدن، أنهار، سلاسل جبلية، تيار المحيط الذي يجري على طول شاطئ أميركا الجنوبية، مغامرات همبولدت استكشف مناطق واسعة في عمق الغابات، تسلق أعلى براكين العالم، وكان مصدر إلهام لأمراء ورؤساء وعلماء وشعراء، كان نابليون نفسه يشعر بالغيرة منه؛ وقام سيمون بوليفار بثورته في فنزويلا متأثرًا بأفكاره؛ والروائي الفرنسي جول فيرن كتب معظم روايات المغامرات من وحي رحلات همبولدت.
تأخذنا الكاتبة اندريا ولف في كتابها "ابتكار الطبيعة" في رحلة مدهشة على خطى همبولدت –عبر روسيا المصابة بالجمرة الخبيثة (الانثراكس) أو على مياه الأنهار الاستوائية التي تزخر بالتماسيح المتوحشة- وتوضح السبب الذي يجعل حياته وأفكاره لا تزال هامة حتى يومنا هذا.
"همبولدت" توقع حدوث تغير في المناخ بسبب الإنسان في مرحلة مبكرة جدًا تعود إلى عام 1800، وكتاب "ابتكار الطبيعة" يتتبع أفكاره وهي تقوم بإعادة تشكيل وصياغة العلم، المحادثة، الكتابة عن الطبيعة، السياسة، الفن، ونظرية التطور. كان يريد أن يتعلم ويفهم كل شيء، وكانت طريقته في التفكير سابقة لأوانها.
في 22 تموز/يوليو 2011، قتل الشاب النرويجي اندريه بهرينج بريفيك 77 مواطنًا نرويجيًا في مجزرة إرهابية صدمت العالم في ذلك الوقت، بعد تلك الحادثة، بدأ طرح أسئلة كثيرة: كيف يمكن أن يحدث هذا؟ ولماذا ؟ ومن هو اندريه بريفيك؟
الكاتبة "اسني سيرستاد" كانت في موقع فريد أهلها لاستكشاف هذه الأسئلة. فهي مراسلة حاصلة على عدة جوائز، قضت أعوام تكتب عن الناس العالقين في صراعات عنيفة.
يستند كتاب "واحد منا: قصة اندريه بريفيك والمذبحة في النرويج" لمؤلفته "اسني سيرستاد" إلى شهادات ومقابلات كثيرة، وهو يقدم الرواية الأقرب للحقيقية للمذبحة والمحاكمة التي تلتها. وأكثر من ذلك، يروي الكتاب قصة اندريه ومجموعة مختارة من ضحاياه. صفحة بعد صفحة، تتكون شيئًا فشيئًا صورة قاتل –معزول، أخرق، عاش طفولة غريبة ومضطربة. وعلى الطرف الآخر، تروي الكاتبة قصة بعض الضحايا الطموحين الذين كانوا يعِدون بمستقبل مشرق. هذا الكتاب ليس فقط دراسة للشر، لكنه يروي قصة المجتمع مقابل العزلة، الأمل مقابل الرفض، والحب مقابل التعصب
أرسل تعليقك