خطبة الجمعة من المسجد الحرام في مكة المكرمة
آخر تحديث GMT06:42:33
 لبنان اليوم -
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

خطبة الجمعة من المسجد الحرام في مكة المكرمة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - خطبة الجمعة من المسجد الحرام في مكة المكرمة

الشيخ الدكتور فيصل غزاوي
مكة المكرمة - العرب اليوم

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي المسلمين بتقوى الله في السر والعلن وفي الخلوة والجلوة فهي وصية للأولين والآخرين.

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم: إن من حكمته سبحانه وتعالى أن فاوت بين الناس في أرزاقهم واختلف عطاؤه من عبد إلى آخر فيعطي هذا ما يمنعه غيرَه والعكس، وقد لا يدرك المرء النّعم التي أنعمها اللّه عليه فلا يراها شيئا وقد يؤدي به ذلك إلى الملل والسآمة والضجر، فيريد أن يتحول عنها إلى غيرها و لنا في الماضين عبرة وعظة فبنوا إسرائيل الذين طلبوا من نبي الله موسى عليه السلام أن يكون لهم طعام بدلا من المنّ والسلوى الذي لم يعودوا يصبروا عليه بل ملّوه فاستبدلوا بذلك ما هو أدنى من البقول والقثاء والفوم والعدس والبصل فتحولوا عن خير الأطعمة وأشرفها إلى ما طلبوا من الأدنى.

وأضاف قائلاً: إن الملل من نعمة الله آفةٌ عظيمةٌ قد يخسر العبد بسببها ما هو فيه، ويصبح في حال يتمنى لو أن قد رضي بما كان عليه، وإن من الناس من لا يشعر بقدر النعمة التي هو فيها فما أكثر ما يشكو! وما أكثر ما يتضجر! فالواجب علينا أن نحمد الله دائما على كل حال تحدثا بنعمة الله، وإظهارا لشكره قَال رَسول اللهِ صلى اللهُ عَلَيْهِ وسلم لرجل: ( كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا فُلَانُ؟ ) ، قَالَ: أَحْمَدُ اللهَ إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هَذَا الَّذِي أَرَدْتُ مِنْكَ) "أي إظهار الحمد والشكر والثناء.

وبين فضيلته أن قوم سبأ الذين أدرّ الله عليهم النعم وصرف عنهم من النقم، وقد رزقهم الله الجنتين العظيمتين وما فيها من الثمار، وجعل بلدهم طيبة لحسن هوائها وقلة وخَمها وحصولِ الرزق الرغد فيها، بدلا من أن يشكروا الله بطِروا النعمة وملُّوها حتى طلبوا أن تتباعد أسفارهم بين تلك القرى التي كان السير فيها متيسراً فملّوا حتى الأمن والأمان الذي كانوا فيه ؛ فعاقبهم الله فأرسل عليهم سيل العرم الذي خرّب السد وأتلف جناتهم؛ فتبدلت تلك الجنات ذات الحدائق المعجِبة والأشجار المثمرة وصار بدلَها أشجارٌ لا نفع فيها .

وقال: ما بال أقوام يملون النعمة التي هم فيها ويستصغرونها ويتطلعون إلى مَن فضلوا عليهم في الدنيا وقد يؤدي بهم الحال إلى حسد غيرهم، حتى يقول أحدهم : لماذا كان فلانٌ أفضلَ مني، ولِمَ أكونُ أقلَّ من غيري، وإذا ظفر بنعمة واستمتع بها زمناً قال مستقلا لها مزدريا : ما عندنا شيء غيرُ هذا قد مل ما هو فيه من النعمة؛ فلا يشكر مولاه، ولا يقنع بما آتاه، متسائلاً أين هؤلاء من النظرة الحقيقية لمتاع الدنيا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( انظروا إلى من هو أسفلَ منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدرُ أن لا تزدوا نعمة الله عليكم)، أي أجدر أن يشكر المرء نعمة الله عليه إذا هو قنِع بما أُعطي، ولم يَمُد عينيه لما مُتّع به الآخرون.

وأضاف قائلاً: العبدُ حرٌّ إن قَنِعْ، والحرُّ عبدٌ إن طمِع، وإن تعجب عبدَ الله فعجب حال من يريد أن يحظى بشيء لم يكتب له، أو أن يُغدق عليه من النعم ليكون في مستوى معيشي رفيع ، فيصبحَ في رفاهية ورغد من الرزق وبحبوحة من العيش، وما درى هذا المسكين أن القناعة لا يعدلها شيء، فهناك من أصاب من هذه الدنيا حظاً وافراً لكنه محروم، لا يشعر بالقناعة والرضا أبداً، بل يطلب المزيد ، وهناك من بسط له في الرزق وأوتي من أصناف النعم فبغى في الأرض، ولم يشكر نعمة الله عليه فكانت وبالا عليه.

وأوضح الشيخ غزاوي أن واقعنا اليوم يشهد صورا شتى من إصابة كثير من الناس بالملل والشعور بالضيق والضجر، وهذا ينشأ عن ضعف صلة العبد بربه وطاعته له وإعراضه عن منهجه، فمن تلك الصور الواقعية سآمة بعض الناس من حياته عند الكبر وقد يحمله ذلك على أن يدعو على نفسه بالموت وغاب عنه تحذير النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله : ( لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي ، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي ).

ولفت فضيلته النظر إلى أن من الناس من يعيش مع والديه أو أحدهما حياة سعيدة طيبة، بارا بهما محسنا إليهما فإذا كَبِرا عاف الحياة معهما وملّ صحبتهما وتنكر لهما وصار يعاديهما ويؤذيهما ويتضجر منهما، ويُسمعهما من عبارات التأنيب ما يؤلمهما ويجرح مشاعرهما، وينسى فضائلهما.

وتساءل: أي عقوق أعظم من ذلك؟ ألم يعلم هذا الجاحدُ حقَّهما أن الله نهاه أن يسيء إليهما، مستشهداً بقوله تعالى: ( فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما ) فنُهي الولدُ عن أن يَظهَر منه ما يدل على التضجر من أبويه أو الاستثقال لهما.

وقال: من الناس من يبدأ بتعلم القرآن أو الدروس الشرعية النافعة ثم سرعان ما يصيبه الملل ويستطيل الطريق فلا يثبت بل يستعجل ويترك ما هو فيه وينتقل إلى علم آخر دون تدرج ومن غير منهجية في الطلب ولا صبر ولا مصابرة ومنهم من يكون له دور عظيم في تعليم الناس وفي دعوتهم ونصحهم وتوجيههم وإرشادهم، فإذا طال عليه الأمد وشعر أنه لا فائدة من التكرار والاستمرار، أو وجد في طريق دعوته من عاند واستكبر وامتنع عن قبول الحق فيقطع رجاءه في انتفاعهم وييأس من حالهم فيمل ويترك مواصلة العمل، دون أن يستشعر مكانة وشرف ما كان يقوم بها ومنهم من يقوم بعمل خيري، يداوم على فعل بر وقربة كقضاء حوائج المسلمين وإعالة فقراء محتاجين أو تفريج كربات المعسرين أو كفالة أيتام أو السعي في الإصلاح بين الأنام ثم لا يلبث أن يترك ذلك من غير عذر مانع قاهر ولا سبب وجيه ظاهر، بل ملله وفتوره وسآمته أدت إلى أن ينقطع عن الخير الذي كان فيه ويُحرَم من الأجر الذي كان يناله ويجنيه.

وحذر إمام وخطيب المسجد الحرام من أن نمل النعمة والطاعة، وذلك يتأتى بأمور هي من وسائل العلاج لدفع هذه الآفة العظيمة وإزالتها من النفس منها تقوية الصلة بالله وملازمة العبد دعاء ربه حتى يثبت ويواصل العمل.

وقال: لقد كان أكثر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلّم (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) وأوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل رضي الله عنه فقال : (أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) ومنها الصدق مع الله وأخذ الأمور بجد وحزم حتى يسمو المرء عن مستنقع الكسل والملل.

وأكد فضيلته أن الدنيا مزرعة للآخرة وفرصة لكسب الأعمال الصالحة، كما أنه لابد للمرء من ‏دافع قوي ينشطه ويدفعه إلى عبادة ربه، فعند إصابة أحدنا بالملل وهو يداوم على صالح العمل عليه أن يستشعر قيمة ما يقوم به وماله من الأجر عليه، حيث كان مَسْلمة بن عبد الملك إذا أكثر عليه أصحاب الحوائج وخشي الضجر أمر أن يَحضُرَ ندماؤه من أهل الأدب فتذاكروا مكارم الأخلاق في الناس وجميل طرائقهم ومروءاتهم.

 

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطبة الجمعة من المسجد الحرام في مكة المكرمة خطبة الجمعة من المسجد الحرام في مكة المكرمة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 07:03 2013 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

بريطانيا تقترح تسديد الخريجين قروضهم مبكرًا

GMT 04:00 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

4 مشاكل تًهدد الحياة الزوجية بالفشل

GMT 04:21 2022 الأحد ,15 أيار / مايو

رحم الله الشيخ خليفة

GMT 08:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان راغب علامة يحتفل بعيد ميلا ابنه لؤي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon