وتوقفت الحياة
آخر تحديث GMT18:31:02
 لبنان اليوم -
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

وتوقفت الحياة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - وتوقفت الحياة

بقلم : صفاء حسين العجماوي

في حجرة حالكة الظلام, جلست أضم ركبتي إلى صدري, مستندة إلى الحائط, و برودته تسري في ظهري, عسى أن تخفف من النار التي تحرق جسدي بقوة و قسوة، أخذت العبرات تتساقط على وجنتي ببطء مميت.

-" رحماك يا ولدي, أنا أمك الضعيفة المحتاجة إليك"

وضعت يدي على بطني كما اعتدت دائما لمحادثتك يا ولدي فلم أجدك، لقد رحلت يا ولدي, وتركتني أموت كمدا على فراقك.

-" يا الله, ما أصعبه من فراق, إنه كانتزاع الروح من الجسد, هو الموت دون موت، اغفر لي يا ربي"

أخذت أضم يدي على بطني بقوة, وكأن يدي تبحث عنك, كما اعتادت دوما على لمساتك الحنونة تتبع يداي.

-"اه يا ولدي أهدهدك, كل صباح, أتذكر يا حبيبي, يا قرة عيني، كنت أحتضنك, وتلمس يداي, وأشعر بضمتك لي، هل تذكر كيف كنت أهدهدك, وأغني لك, فتتمايل مع نغمات صوتي. أتذكر مداعبات أصابعنا سويا, ورقصات إيقاعاتها معا .أتذكر أحاديث يومنا, ومناجاتنا. أتذكر لمساتك الحنونة مخففا حزني, وضحكاتك لفرحي أتذكر".

انفجرت شلالات دموعي مع فيضان الذكريات المريرة, تدمي قلبي, وتحرق روحي.

-"سيدتي إن حالة الجنين غير مطمئنة, فنبضه يضعف بشدة"

صرخت في الطبيب قائلة "عم تتحدث ؟ ماذا أصاب ابني ؟"

-" اهدئي يا سيدتي, دعيني أتابع الحالة"

-" ماذا تعني اهدئي ؟ إنه ابني يا سيدي, حلم عمري, أملي في الحياة، كيف بالله أهدأ ؟"

-" هيا يا سيدي سنقوم بعمل بعض الفحوصات والأشعة لنرى"

أخذت أركض, وأنا أضمك بيدي خوفا عليك, وأحادثك بين أنفاسي المتقطعة المتلاحقة من الركض .

-" ابني يا حبيبي تماسك لا تتركني, لا تدعني أموت قهرا على فراقك, تماسك فأنت حياتي و روحي, ابني يا قرة عيني, يا حلم العمر"

كان الطبيب يجري الفحوصات, والقلق يعصف بمحياه, وعلى الشاشة أمامي أراك تفقد روحك, أراك تموت, أراك تحرك يديك بعشوائية تبحث عني يداي.

أجري بيدي نحوك, فتتجه يداك إليها بضعف أشعره قبل أن أراه، جرت دموعي أنهارا, وأنا أصرخ "ولدي لا ترحل, لا تتركني"

تلامست أيدينا, ثم أخذت يداك تبتعد ببطء قاتل عني, وأنا أبكي وأصرخ "لا ترحل, لا تتركني يا ابني, يا حياتي ,يا قرة عيني لا ترحل"

و إذا بيدك تسقط بجوارك ولا تتحرك, أضمك بشدة, والطيب يحاول منعي, وهو يقول " سيدتي أن ابنك مات .أرجوك اهدئي, يجب أن نقوم بالعملية الآن و إلا ستموتين"

صرخت فيه " ابني لم يمت, ابني لن يتركني ,عم تتحدث, أتركني, سأرحل, أنت كاذب, ابني لم يمت، كيف تجرؤ على الكذب علي/ ثم أخذت أركض في طرقات المستشفى، كنت وحدي معك كما كنت دائما يا مؤنسي, يا رفيقي ,يا ولدي.

أخذ الجميع يركض ورائي, والطبيب يتصل بوالدك ليحضر من سفره، أمسكت بي بعض الممرضات, وأنا أصرخ "أتركوني ,لا تأخذوا ابني, لا تحرموني من روحي . يا قتلة, يا سفاحين ألا ترأفوا بي ؟ ألا ترحموه ؟ ألا تترفقوا بأم مثلي"

أقبل الطبيب محاولا تهدئتي, وأنا أصرخ "لم يكن ذنبي أني تزوجت و أنا كبيرة .لم يكن ذنبي أن يتأخر حملي, لم يكن ذنبي ,أرجوك لا تحرمني من حلم عمري, أتركني أموت معه, كن رحيما و اتركني أموت معه, فلا حياة بعده .كيف تكون قاسيا لهذه الدرجة"

سقطت أرضا, وأخذت أنزف, وأنا أضم يداي على بطني, وأصرخ " دعوني أموت, إني راحلة مع ابني, أتركوني" ثم مادت بي الأرض, وفقدت الوعي, لأجدني على السرير و بجواري أبوك, ما أن رأيته حتى استعدت حواسي.

كانت الدموع تغرق وجهه, والقلق مرسوم على محياه, وهو يقبل يداي ورأسي ، نظرت له ملتاعة, و أخذت أبكي وأصرخ, وأنا أضم يدي على بطني فلا أجدك, أخذ يضمني ويهدهدني كما كنت افعل معك, وهو يقول "قضاء الله يا حبيبتي, سيعوضنا الله خيرا"

أخذت أبكي بقوة و أنا أردد " يا ربي الرحيم .. ارحمني يا الله .. ابني, ولدي الحبيب, قرة عيني "

لم أعد أحتمل أكثر من ذلك, يا لها من ذكريات قاتلة, لقد توقفت حياتي إلى الأبد، ارتفع نحيبي, فأقبل زوجي مسرعا, وأخذ يضمني مهدهدا برقة, فرفعت عيني إلى عينيه, فرأى الموت في عيني, فأنا الميتة في عالم الأحياء, فأسرع بضمي بقوة وهو يقرأ القرآن.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وتوقفت الحياة وتوقفت الحياة



GMT 09:25 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 09:19 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أنا النزيل الأعمى على حروف الهجاء ( في رثاء أمي الراحلة)

GMT 16:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

صوت الملامة

GMT 15:48 2021 الجمعة ,23 تموز / يوليو

بانتظار الربيع

GMT 22:33 2021 الأحد ,18 تموز / يوليو

رحيل

GMT 00:13 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

عربيٌّ أنتَ

GMT 20:29 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

لم تبدأ الحكاية بعد وطن وقصيدة قديمة

GMT 20:27 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

ما أجهلكـ

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon