أربيل - أ.ف.ب
تأثرت حركة السياحة في إربيل منذ الهجوم الذي استهدفها الشهر الماضي، إذ تراجعت أعداد السياح الوافدين إليها تحديداً من العراقيين الآتين من المناطق الأخرى، الذين يرون في عاصمة إقليم كردستان متنفساً آمناً بعيداً من أزماتهم اليومية.
وعشية عيد الأضحى، شكا أصحاب الفنادق من إلغاء مئات الحجوزات، وهم يتفهّمون في الوقت ذاته الإجراءات الأمنية التي تحد من أعداد الوافدين، مؤكدين ثقتهم في قدرة المدينة الكردية على التعافي سريعاً.وأعلن رئيس رابطة الفنادق والمطاعم في الإقليم هيرش أحمد كريم في تصريح الى وكالة «فرانس برس»، أن القطاع السياحي «تأثر بفعل العمل الإرهابي»، مشيراً إلى «انخفاض حجوزات الفنادق»، لكنه شدد على أن «السياحة في أربيل وكردستان ستعود على كل حال إلى طبيعتها خلال فترة قصيرة، وربما مطلع العام المقبل».
وتشهد إربيل منذ وقوع الهجوم تشدداً في الإجراءات الأمنية تجاه العراقيين الآتين من المناطق الأخرى، وهي تشمل التفتيش الدقيق للسيارات والحقائب ورفض منح التأشيرات للأفراد.
وأوضح الناطق باسم هيئة السياحة التابعة للحكومة المحلية في الإقليم نادر رستي، أن هذه الإجراءات المشددة «تهدف إلى حماية حياة السياح أولاً ثم الأمن في الإقليم، وهذا يصب في مصلحة المواطن هنا وأهل العراق». وقال إن «الإجراءات الأمنية تعني الجهات المختصة بها، فيما نحن لا نزال وسنبقى نقدم مستوى الخدمات السياحية ذاتها بل ونطورها لجذب عدد أكبر من السياح».
وتُعتبر إربيل عاصمة السياحة في العراق لما تملكه من بنية تحتية أمنية متينة، ولما تحمله من مقومات سياحية جاذبة تشمل الأماكن الأثرية والمصايف التي تتمتع بطبيعة خلابة تفتقدها مناطق العراق الأخرى.
وأفادت هيئة السياحة، بأن «ما يزيد على مئة ألف عراقي زاروا إربيل خلال عيد الفطر الماضي». في المقابل، وجد العراقيون طريقاً ربما تكون أقل كلفة أحياناً حتى لقضاء عطلهم، إذ باتوا يتوجهون إلى دول في شرق أوروبا، وأبرزها جورجيا التي فتحت أبوابها أمام هؤلاء المتعطشين للسفر.
والى جانب السياحة، تمثل إربيل بمشاريعها العمرانية مركزاً اقتصادياً إقليمياً بارزاً نجح في فترة قصيرة في جذب استثمارات ضخمة من دول عربية مجاورة وأخرى خليجية، ودول غربية كبرى بينها الولايات المتحدة.
وأعلنت مالكة فندق «بيلا روما» نانسي سلامة وهي لبنانية تعمل في إربيل منذ أكثر من سنتين، تسجيل «تراجع كبير خلال هذا الشهر بعد إلغاء أو تأجيل حجوزات». وعلى رغم ذلك، رأت سلامة التي تدير أيضاً مطعمين في المدينة الكردية، أن «الإجراءات المتخذة والاستنفار الأمني العام تفيدنا كثيراً للمستقبل». وأكدت أن «لا مانع لدينا في تأثر عملنا لأسبوعين أو ثلاثة أو لشهر، لأننا نعلم أن الأمور يجري تداركها حالياً لمنع تكرار ما حصل».
وفي السوق القديمة المجاورة لقلعة إربيل الأثرية وسط المدينة، يجلس أصحاب المحال التي تبيع الملابس والمأكولات وأنواع البهار والحلويات، في انتظار الزبائن الذين يتبضعون استعداداً لعيد الأضحى المبارك المصادف الثلثاء المقبل، ويشكل العرب عادة النسبة الأكبر منهم، في وقت تبقى المقاهي والمطاعم الشعبية في السوق القديمة وحدها مزدحمة بروادها وغالبيتهم من الأكراد، وهم من سكان إربيل او من المناطق الكردية الأخرى المحيطة بها.
ويجلس سعد عبدالرزاق أمام محله الذي يبيع فيه المكسرات والحلويات، متأملاً الأعداد القليلة من المارة، ويقول: «كان الازدحام كبيراً جداً عشية العيد العام الماضي»، مشيراً إلى «انخفاض المبيعات هذه السنة بسبب الإجراءات الأمنية». لكن يستدرك مؤكداً «عدم انزعاجي لأن الأمور ستتحسن»، معتبراً أن «الأمان هو للجميع ولمصلحة الشعب والمواطن».
أرسل تعليقك