أبوظبي ـ العرب اليوم
كشف الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للمطارات، طوني دوغلاس، عن إنجاز سقف الطابق الأرضي للجزء الرئيسي من مجمع المبنى الجديد لمطار أبوظبي الدولي، على أن يتم البدء بالأعمال الإنشائية فوق سطح الأرض، والمتمثلة بالهيكل الرئيسي، في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وقال لـ “الاتحاد” خلال جولة في موقع الإنشاءات الثلاثاء إنه سيتم إنجاز الهيكل الخارجي للمبنى بنهاية العام المقبل.
وأضاف أن افتتاح المبنى الجديد الذي يستوعب 30 مليون مسافر سنوياً، أو نحو 8500 مسافر بالساعة، سيكون في الربع الثالث من عام 2017، لترتفع الطاقة الاستيعابية الإجمالية للمطار إلى 50 مليون مسافر سنوياً.
وتخصص “أداك” المبنى الجديد، الذي تبلغ تكلفته 10,8 مليار درهم، لرحلات “الاتحاد للطيران” وشركائها.
وحول الجدول الزمني لأعمال الإنشاءات، ستبدأ في 26 أكتوبر المقبل الأعمال الإنشائية فوق سطح الأرض، وتتضمن وضع أول دعامة للأقواس الفولاذية للهيكل الرئيسي للمبنى، على أن يتم إنجازه بنهاية 2014.
وفي عام 2015، سيتم إنجاز الأعمال الداخلية الميكانيكية والتقنية، أما خلال عام 2016 فستقوم “أداك” باختبار عمليات المطار، ليتم بعدها افتتاحه في الربع الثالث من عام 2017، بحسب دوغلاس.
وأكد أن المطار الجديد الذي تبلغ مساحته 700 ألف متر مربع، سيشكل البوابة الجوية الرئيسية للعاصمة أبوظبي، لمواكبة المكانة العالمية المتزايدة لأبوظبي كوجهة رائدة للأعمال والسياحة والترفيه.
ويقع مجمع المطار الرئيسي الجديد بين المدرجين المتوازيين في مطار أبوظبي الدولي، مما يجعل فترة الرحلات قصيرة من المدرج إلى منطقة الوقوف، ما يسهم في توفير تجربة أسرع وأكثر سلاسة للمسافرين.
ويـوفـر مجمـع المطار الـرئيسي الجديد مبنىً شاملاً ومتكامل الخدمات للمسافرين، إضافة إلى مرافق عالمية المستوى خاصة بالمسافرين والشحن، ومحال السوق الحرة والمطاعم.
من جهته، قال علي ماجد المنصوري رئيس مجلس إدارة الشركة، إن مشروع تطوير مبنى المطار الرئيسي الجديد لمطار أبوظبي الدولي يأتي ضمن رؤية حكومة أبوظبي التنموية الطموحة للارتقاء بالبنية التحتية لقطاع النقل الجوي، وتأكيد التزامها المستمر بتقديم مرافق وخدمات فريدة بمواصفات عالمية، فضلاً عن الارتقاء بمكانة أبوظبي كمركز عالمي رائد لعمليات الطيران ووجهة جاذبة للأعمال والسياحة.
وأكد أن شركة أبوظبي للمطارات ستقوم بتنفيذ واستكمال هذا المشروع الاستراتيجي وفق أفضل المعايير الدولية، مع الاستمرار في إدارة عمليات أحد أسرع المطارات نمواً في العالم.
وكانت الشركة وقعت العام الماضي عقد إنشاء مبنى المطار الرئيسي الجديد لمطار أبوظبي الدولي مع تحالف شركة “تاف” و”سي سي سي” و”أرابتك” بقيمة 10,8 مليار درهم.
وخلال الجولة في المشروع، الذي يُعد أضخم مشاريع تطوير البنية التحتية بالدولة، أوضح دوجلاس أن المبنى سيكون واضحاً للعيان ومرئياً للمارة على طريق بين أبوظبي ودبي خلال الأشهر القليلة المقبلة.
ويمكن رؤية المجمع من على بعد 1,5 كيلومتر، ويوازي حجم المبنى الجديد حجم ثلاثة ملاعب لكرة القدم، ويبلغ ارتفاع السقف حوالى 52 متراً.
وقال دوغلاس إن المبنى يتكون من 3 طوابق سفلية، تم إنجازها، وتتضمن أعمالا ميكانيكية وتقنية وكهربائية، إضافة إلى نظام متطور لمناولة الأمتعة، فضلاً عن 7 طوابق فوق سطح الأرض تتضمن صالات المغادرين والقادمين، وفندق، ومركز للأعمال.
وأوضح أن النظام سيضمن فعالية وسرعة وصول الحقائب وعدم فقدانها، لاسيما لمسافري الترانزيت، من خلال نقل أمتعتهم بطريقة متطورة إلى أماكن خاصة بانتظار موعد الرحلة القادمة.
وأكد أن استخدام أحدث التقنيات يأتي تماشياً مع النمو الذي تشهده رحلات “الاتحاد للطيران”.
أما الفندق الذي سيتم إنشاؤه بهدف خدمة مسافري الترانزيت، فسيكون من فئة ثلاث نجوم، وسيتضمن 163 غرفة، ومنتجعا صحيا.
وفيما يتعلق بمواقف السيارات، قال دوغلاس إنها ستكون في مبنى منفصل بجوار المبنى الرئيسي، وستكون متصلة بممرات خاصة متصلة بالمبنى. ومن المتوقع أن تتسع مواقف السيارات إلى 3 آلاف مركبة، للانتظار القصير، و1500 موقف للانتظار الطويل.
وأكد دوغلاس أن المبنى الجديد سيتضمن 65 بوابة اتصال للطائرات ذات الحجم المتغير، وتناسب طائرة إيرباص A380 العملاقة، مع 14 جناحاً إضافية للتحكم عن بعد.
وتعمل شركة أبوظبي للمطارات على تطوير المطار وفقاً لأحدث المعايير العالمية، وضمان قدرة المطار على تقديم خدمات ذات مستوى متفوق تلبي الطلب المتنامي خلال السنوات المقبلة، ويأتي هذا التوجه كجزء من خطة حكومة أبوظبي ورؤية أبوظبي 2030، وهي استراتيجية واسعة النطاق تعمل على تلبية احتياجات الإمارة على صعيد نمو قطاعي الأعمال والسياحة. وارتفع عدد المسافرين عبر مطار أبوظبي الدولي العام الماضي إلى 14,7 مليون مسافر، بنمو نسبته 18,9%، مقارنة بعام 2011.
التجزئة
وسيضم المجمع الجديد عدداً من محال التجزئة والمطاعم على مساحة 28 ألف متر مربع، أي ما يعادل تقريباً حجم مجمع المارينا للتسوق في أبوظبي.
ويشمل المبنى حديقة داخلية بمساحة 8400 متر مربع، حيث سيتضمن عدداً متنوعاً من نباتات البحر الأبيض المتوسط والمناظر الطبيعية الصحراوية.
ويشمل المجمع أيضاً على عدد من المرافق المساندة على مساحة 800 ألف متر مربع، تسهل الوصول إلى البوابات الجوية ومواقف الطائرات البالغ عددها ما بين 16 إلى 20 موقفاً، منها لطائرات الشحن.
الطاقة العمالية
وقال دوغلاس إن 7,5 ألف عامل يشتغلون حالياً في موقع الإنشاء، على أن يصل عددهم كحد أقصى إلى 11 ألف عامل.
ويعمل فريق من جنسيات مختلفة من حول العالم على تطوير مجمع المطار الرئيسي الجديد، حيث يضم الفريق عدداً من الخبراء الذين ساهموا في تطوير أهم مباني المطارات في العالم في السنوات الماضية، منها مبنى الركاب الخامس لمطار هيثرو الدولي في لندن، ومطاري اتلانتا وشيكاجو في الولايات المتحدة، ومطار شانغي في سنغافورة.
البيئة
حددت “أبوظبي للمطارات” التصاميم بحيث تحقق المتطلبات اللازمة لتطبيق معايير التنمية المستدامة، وذلك عبر إنشاء مبان صديقة للبيئة، مع الأخذ بعين الاعتبار الشروط المتبعة ضمن مشروع “استدامة” الوطني التابع لمجلس أبوظبي للتخطيط العمراني. وتم تصميم مبنى مجمع المطار الرئيسي الجديد باستخدام مواد بناء صديقة للبيئة مثل الواجهات الزجاجية لتجنب درجات الحرارة العالية وضمان كفاءة أنظمة التكييف وتوفير إضاءة للمساحات الداخلية.
وتشمل التصاميم الصديقة للبيئة التي يجري العمل عليها أيضاً تلك المتعلقة بالحفاظ على الموارد المائية عبر استخدام مياه الصرف الصحي لري النباتات الخارجية. كما يعمل القائمون على بناء مجمع المطار الرئيس الجديد بشكل وثيق مع شركة مصدر، التي تعمل حالياً على إنجاز مدينة متكاملة وخالية من الكربون تقع بالقرب من المطار، وهذا التعاون يضمن تبادل الأفكار والتقنيات عبر إنجاز المشروعين.
إجراءات الدخول والصالات
سيضم المطار الجديد 165 ممراً للتفتيش الأمني وإنهاء الإجراءات، و48 وحدة لإجراءات الدخول الذاتية، إضافة إلى 4300 كاميرا للأمن.
ويصل عدد صالات الضيافة إلى 8 صالات تابعة لشركات الطيران، ويبلغ إجمالي مساحتها 27,5 ألف متر مربع.
وأكد دوغلاس أن المطار سيتمتع بخدمات مميزة وسرعة عالية في خدمة العملاء.
أرسل تعليقك