مواطنون من ساراييفو يحرسون متحف البوسنة الوطني
آخر تحديث GMT08:28:17
 لبنان اليوم -

مواطنون من ساراييفو "يحرسون" متحف البوسنة الوطني

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - مواطنون من ساراييفو "يحرسون" متحف البوسنة الوطني

لقطة من داخل متحف البوسنة الوطني
ساراييفو - أ.ف.ب

 توقف متحف البوسنة الوطني الذي تأسس في القرن التاسع عشر عن استقبال الزوار قبل ثلاث سنوات بسبب الخلافات السياسية التي اتت على تمويله لكن ثمة مواطنين يحتلونه الان للتنديد بهذا "الخزي".
وتؤكد اينيس تانوفيتش المسؤولة عن هذه المبادرة التي اطلق عليها اسم "انا المتحف"، لوكالة فرانس برس "لن نرحل من هنا ما لم يتم ايجاد حل لتمويل المتحف".

اطلق هذا التحرك في نهاية تموز/يوليو مع معرض بورتريهات للمصور البوسني زياد غافيتش تضمن صور موظفين في المتحف يستمرون في المجيء الى مركز عملهم مع انهم لم يتقاضوا اي اجر منذ ثلاث سنوات.
ومن اجل التضامن معهم و"حراسة" المتحف رمزيا يأتي مثقفون ومواطنون رافضون لهذا "الموت البطيء" الذي يعانيه الكنز الوطني هذا، يوميا اليه لتأمين وجود الى جانبهم.

ويقول غورسين ديجدار وهو عالم شاب اتى لتأمين حضور في المتحف "نحن غير معتادين على رؤية المتحف الوطني مقفلا انها فعلا مأساة".
وهو يعتبر ان "خطأ" المتحف الوحيد انه يشكل "احد رموز الدولة الرئيسية" في بلد منقسم اتنيا.

ويوضح "نظامنا السياسي وضع فقط (بعد الحرب البوسنية 1992-1995) من اجل ترسيخ الانقسامات (الاتنية بين الصرب والمسلمين والكروات في البوسنة). في نظام كهذا لا احد يشعر بانه مسؤول تجاه الدولة ورموزها".
ويبلغ عدد سكان البوسنة والهرسك 3,8 ملايين نسمة وهي مقسمة منذ انتهاء النزاع الى كيانين احدهما صربي والثاني كرواتي-مسلم  تربطهما حكومة مركزية ضعيفة. وتعتبر الثقافة من اختصاص الكيانين الامر الذي اوقع المتحف الوطن في فراغ مؤسساتي من دون تمويل آلي له.

وفي ظل هذه الانقسامات التي تغذيها الاحزاب السياسية القومية، غالبا ما يكتب الفشل للمشاريع التي توحد . وبشكل عام يشكل التاريخ موضوع خلاف بين الجماعات البوسنية المختلفة.

ويقول سرديان فوليتيتش وهو سينمائي بوسني "يشكل المتحف مثالا جيدا جدا حول عجز السياسات القائمة على الانقسام عن ايجاد حلول لهذا النوع من المشاكل".
في العام 2012 خفضت الحكومة المركزية الميزانية السنوية المخصصة لتشغيل المتحف من 450 الف يورو الى 180 الفا الامر الذي ادى الى اغلاقه في تشرين الاول/اكتوبر 2012 للمرة الاولى منذ تأسيسه العام 1888.

وقد سد الموظفون البالغ عددهم نحو الخمسين في مقابل 120 قبل الحرب، باب المدخل بلوحين خشبين حملا العبارة التالية "المتحف مغلق".
وقال وزير الشؤون المدنية عادل عثمانوفيتش المكلف ايضا المسائل الثقافية قبل فترة قصير انه يسعى الى حل لتمويل المتحف لفترة 2016-2018.

 وفي البلاد ست مؤسسات ثقافية اخرى ومكتبات وقاعات عرض فنية ومتاحف تعاني من المشكلة نفسها.
وتؤكد بيرينا بيسيتش (50 عاما) مفوضة جناح العلوم الانسانية في المتحف "بعد عقدين هنا يتعذر علي ان ادير ظهري وارحل. المجموعات التي اهتم بها حية انها حديقة النبات التي تضم اكثر من ثلاثة الاف نوع من النبات. من المستحيل ان ادعها تموت".

وتضم مجموعات اكبر متحف في البوسنة اكثر من اربعة ملايين قطعة من بينها اقسام الاثار والاتنوغرافيا والعلوم الانسانية. وللمتحف الوطني مكتبة ايضا فيها اكثر من 250 الف عمل.
وقد اسس المتحف عندما كانت البوسنة جزءا من الامبراطورية النمسوية-المجرية (1878-1914) وهو يضم مخطوطة هاغادا ساراييفو العبرية العائدة للقرن الرابع عشر التي تعتبر الاقدم في العالم. هذا الكتاب الديني لليهود السفرديم اجتاز قرونا حافلة بالتطورات من محاكم التفتيش الاسبانية الى محرقة الحرب العالمية الثانية وصولا الى الحرب البوسنية في التسعينات.
وتوضح تانوفيتش "انه متحف متنوع جدا وهو اول مبنى صمم في جنوب شرق اوروبا ليكون متحفا".

ويعتبر المبنى رمزا في العاصمة البوسنية وهو مشيد على طراز النهضة الجديدة ويمتد على 24 الف متر مربع وقد صممه المهندس لمعماري التشيكي كاريل باريك.
ويقول درافكو غرابو استاذ القانون في سارييفو واحد "حماة" المتحف "انه كنز في ذاكرتنا وتاريخنا المشتركين. كل ما يحويه المتحف ملك لكل سكان البوسنة".
ويضيف قائلا "حان الوقت لوضع حد لهذه القضية المخزية".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواطنون من ساراييفو يحرسون متحف البوسنة الوطني مواطنون من ساراييفو يحرسون متحف البوسنة الوطني



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon