واحة عربية في قلب جبال الألب البافارية
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

واحة عربية في قلب جبال الألب البافارية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - واحة عربية في قلب جبال الألب البافارية

بافاريا (المانيا) - العرب اليوم

استطاعت البافارية "كريستينا زييبر" أن تهيئ بيئة عربية في محيط مزرعة الإبل التي تمتلكها في قريتها في قلب جبال الألب البافارية، المزرعة تضم أكثر من 30 رأساً من الإبل العربية الأصيلة، بالإضافة إلى بازار عربي يجذب السياح. وقعت السيدة" زييبر " صاحبة المزرعة في عشق ابل الصحراء العربية أثناء إقامتها في دولة الإمارات عام 1997، وبعد عودتها إلي قريتها الواقعة في حضن جبال الألب كانت قد قررت إقامة مزرعة للإبل، حيث أصبحت فيما بعد مشهورة في القرى الألبية المجاورة باسم "الواحة العربية ". يحتاج السفر من ميونيخ إلى مزرعة الإبل قرابة الساعة، فهي تقع في قرية" زييج" في محيط مدينة "الجوي" الألبية على الطريق السريع مباشرة ، مما يجعل الوصول إليها سهلاً. على أعتاب المزرعة يلاحظ المرء مجموعة من الإبل الصحراوية وهي ترعى في هدوء شديد على بساط اخضر ممتد من الأعشاب الجبلية متعددة الأنواع. لابد من الانتظار بعض الوقت حتى تأتى السيدة" زييبر" للقائنا، فهي مشغولة طوال الوقت بتنظيم قوافل السياح التي تجوب الجبال علي ظهر الإبل، فهذا هو الحال دائما عندما يكون الطقس جميل هنا، فالقوافل السياحية لا تتوقف خلال شهر تموز/يوليو وآب/أغسطس، فهما ذروة الموسم السياحي السنوي في المزرعة . كل المنطقة المحيطة بمزرعة الإبل الصحراوية مليئة بمزارع الأبقار البافارية الشهيرة، فمقاطعة بافاريا هي موطن الأبقار في ألمانيا، ووفق عمدة قرية "زييج"،  مانفريد ريندل، فأن واحة الإبل العربية قد تسببت في شهرة القرية، وأصبحت الإبل منافس قوي للأبقار البافارية في القرية لأول مرة وهو يرى أن المزرعة أصبحت فخر كل سكان القرية البالغ عددهم 2800 شخص،  فاسم القرية أصبح معروفا لدي السياح الذين يأتون لزيارتها من كل مكان، بل أيضا اصبح معروفا في  الكثير من وسائل الإعلام داخل ألمانيا وخارجها . تعلقت "كريستينا زييبر" ابنة التاسعة والثلاثين بحب الإبل لأول مرة وهي في سن مبكر، كما تقول وتضيف: "عشقت منذ الصغر الحيوانات بكافة أنواعها حتى رأيت يوما ما جملاً في السيرك ومنذ ذلك الحين تعلقت بهذا الحيوان الجميل إلى أن تلقيت دعوة من دولة الإمارات في عام 1997 للتعرف علي بيئة الإبل الصحراوية الأصلية والتدريب على طرق رعايتها، وهناك شاركت قي مسابقات الهجن واستطعت إحراز المركز الأول في إحداها ومنذ ذلك الحين وأنا لا أفارق الإبل. وعن مسابقات الهجن تقول: إنها معروفة جدا في دولة الإمارات ومنطقة الخليج وهي تحظى بنسبة مشاركة عالية من السكان وهي توازي في شهرتها مسابقات " الفورمولا1" في ألمانيا وأوروبا، وتضيف: أن كل العائلات الكبيرة في الخليج العربي تحرص علي مشاهدة هذه الرياضة الشيقة والمشاركة فيها، وهذا السباق قد يمتد إلى مسافة تقدر من 4 كيلومترات إلى 50 كيلومترا، وقد تصل سرعة الهجن في السباق إلى 70 كيلو مترا عبر الصحراء. تعمل "كريستينا زييبر" في المزرعة وحدها، وأحيانا بمساعدة أمها وشخص آخر. أما زوجها فهو يعمل في وظيفته ولم يستقيل منها لمساعدتها كما فعلت هي، وتقول في هذا الصدد: " إن هذه رغبة شخصية فقد هجرت الوظيفة التي كنت اعمل بها في احد المكاتب وتفرغت تماما للمزرعة التي أسستها بنفسي واحتملت الكثير من أجلها حتى اكتملت وأصبحت تستقبل الزوار الذين يتوافدون عليها دون انقطاع من أجل رؤية هذه الإبل العربية الأصيلة ويستمتعون بأجواء الصحراء". وفي نفس السياق تقول: كانت البداية قبل 15 سنة عندما أنشأت المزرعة للمرة الأولى في بيت قروي صغير ومساحة صغيرة من الأرض،  غير أن وبمرور الأيام وتوالد الإبل زاد من أعدادها حتى وصلت إلى ثلاثين رأسا الآن، حيث يعيش الجيل الرابع في المزرعة الآن. أما عن السبب المباشر في إعجابها الشديد بالإبل فهي ترى أنها حيوانات جميلة وصبورة جدا ولها شخصية قوية وحساسة للغاية، بل ترى أنها من أذكى الحيوانات وأكثرها قدرة على الاحتمال، كذلك فهي حيوانات اجتماعية لها شخصيتها المستقلة، لكنها عنيدة، كما تقول البافارية عاشقة الإبل. تحتاج الإبل إلى كثير من التغذية والرعاية الطبية التي تتطلب أموالا طائلة، لذلك بدأت صاحبة المزرعة في تنظيم قوافل سياحية علي ظهر الإبل تجوب في أماكن خلابة في الألب للاستمتاع بالطبيعة الجميلة من اجل كسب المال للإنفاق على المزرعة، فسعر الساعة الواحدة علي ظهر قوافل الإبل تبلغ 50 يورو للفرد الراشد و 30 يورو للطفل . طرق سير القوافل في الألب ممتدة ومتشعبة وهي تمر بالسياح عبر دروب وسط الخضرة الكثيفة والرائعة، خاصة في فصل الصيف، أما في فصل الشتاء حيث تتراكم الثلوج فأن الرحلات تستمر أيضا، حيث تستطيع الإبل السير وسط الثلوج، كما تسير وسط الرمال، فالإبل تستطيع احتمال درجات الحرارة سواء فوق الأربعين أو تحت الأربعين، وهذا ما يجعل بعض الزوار يندهشون من رؤية سفن الصحراء وهي تسير وسط الثلوج. وتقول صاحبة المزرعة: إن الإبل تسير في تراكمات الثلوج دون أدنى مشكلة أما عندما يتجمد الثلج فإنها لا تستطيع السير وتنزلق وهذا يشكل خطرا كبيرا عليها. تحاول صاحبة المزرعة أن تحاكي الأجواء العربية أثناء سير القافلة سواء بارتداء الأزياء العربية، أو تناول الأطعمة العربية وفي بعض الأحيان تقوم بنصب خيمة عربية كبيرة تقيم فيها حفلات الرقص الشرقي  . توسعت المزرعة في السنوات الأخيرة بشكل كبير وأصبحت تضم حيوانات أخرى، مثل اللاما والخيول والماعز، وهناك أيضا قرد وحمار، وهي كلها حيوانات محببة للصغار مما جعل المزرعة تزدحم بالزوار في مواسم الإجازات حيث يتدفق الصغار بصحبة ذويهم إليها للتعرف على هذه الأنواع المختلفة من الحيوانات، خاصة  إبل الصحراء العربية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واحة عربية في قلب جبال الألب البافارية واحة عربية في قلب جبال الألب البافارية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 17:24 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 10:01 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:41 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

كرة القدم ضحية فيروس كورونا من تأجيل بطولات وإصابة نجوم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon