رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام
الجزائر - حسين بوصالح
قال ْ، أنَّ النظام الجزائري يرشي الدول الكبرى لضمان بقائه، على حساب الشعب، وكشف السياسي الجزائري، عن جبهة وطنية جديدة، قال إنَّه سيتم الإعلان عن ميلادها قريبًا، وستقوم بمواجهة خروقات النظام. ووجَّه بن عبد السلام انتقادًا لاذعا للنظام الجزائري
قائلًا إنَّه "منح لفرنسا حق التلاعب بمشاعر الجزائريين والاستهزاء بالإرث التاريخي"، ووصف زيارة الرئيس الفرنسي هولاند للجزائر يومي 19و 20 ديسمبر الجاري بـ"المخيبة لآمال الشعب الجزائري".
وأكدَّ بن عبد السلام في حديث لـ"العرب اليوم" أنَّ هولاند أخذ كلّ شيء خلال زيارته للجزائر، ولم يمنح الجزائريين سوى استهتارًا بتاريخهم، متهمًا ضعف السلطة الجزائرية التي سمحت للرئيس الفرنسي بالتجرؤ على بلد ذا سيادة وتاريخ، رافضا الاعتذار عن جرائم الاستعمار، وفي المقابل يطالب بفتح عهد جديد والنظر نحو المستقبل.
وأضاف رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة معلقًا إنَّ "ارتهان من يحكمون الجزائر بقصر الإليزيه صوّر للعالم أنَّ الجزائر مقاطعة فرنسية من خلال خطابات الرئيس هولاند"، مشيرًا إلى أنَّ هناك اتفاقيات غير معلنة خلال الزيارة مما ألبسها غموضا مريبا.
وأكدَّ بن عبد السلام، حرص مجموعة الأحزاب الـ 14، وسعيها للوقوف أمام خروق النظام واستبداده بالقرارات التي تخدم مصالح ضيقة لأشخاص في النظام ولا تخدم الشعب والأمة الجزائرية، وقال إنَّ حزبه و13 تشكيلة سياسية تحمل همّ الشعب الجزائري، تواصل لقاءاتها الماراثونية وستختتم ببيان يتضمن تقييمًا شاملًا لنتائج زيارة الرئيس الفرنسي للبلاد، تمهيدًا لتقديم مشروع استراتيجي شامل تشارك فيه القوى الغيورة على الوطن من أحزاب سياسية وتنظيمات مدنية وبمباركة شعبية بعدما تخلى النظام الجزائري عن خدمة مصالح الوطن واختار مصالحه الذاتية.
وأوضح بن عبد السلام أنَّ ميلاد جبهة وطنية جزائرية غيورة سيكون قريبًا، وسوف تضم مختلف النخب الوطنية الخالصة والمناضلة التي تحترق غيرة من أجل جزائر الحاضر وجزائر التاريخ، توضح كل الآليات والوسائل المتاحة من الإعلام والضغط الشعبي حتى تفرز مشروعا وطنيا متكاملا يلبي كلّ مطالب الشعب الجزائري.
وأرجع بن عبد السلام اختيار النظام الجزائري هذا التوّجه في تعامله مع فرنسا ورضوخه لمطالبها –كما قال- إلى دافعين رئيسيين، الأول افتقاد السلطة للشرعية فهذا النظام "قمع الإرادة الشعبية بتزوير كل العمليات الانتخابية"، والدافع الثاني هو احتقار النظام للشعب مشيرًا إلى خطورة المتاجرة بصوت المواطن، وبالمقابل رشوة الدول الكبرى لمنح هذا النظام شرعية سياسية.
وعاد رئيس جبهة الجزائر الجديدة للحديث عن تعديل دستور 2008 الذي أقرَّ بتعديل استراتيجي عميق حوّل النظام شبه الرئاسي إلى نظام رئاسي متطرف واختزل السلطة في يد رئيس الجمهورية، وفتح العهدات الرئاسية بعدما كانت بعهدتين غير قابلتين للتجديد في دستور 1996 الذي أقره الرئيس السابق ليمين زروال، منتقدًا من يناشدون الرئيس بالترشح لعهدة رابعة ووصف إياهم "بالشياتين المطبلّين" من أشباه السياسيين الذين يعمقون أزمة الجزائر رافعين شعار"عاش الملك مات الملك".
وانتقد بن عبد السلام تفويض الوزير الأول عبد المالك سلال لمباشرة المشاورات مع قادة الأحزاب الممثلين في البرلمان، معتبرا سلال بـ"الشخص غير المؤهل لهذه المهمة"، لأنَّها من صلاحيات الرئيس، وحكومة سلال – يقول بن عبد السلام- هي حكومة تصريف أعمال تقنوقراطية انبثقت من برلمان فاقد للشرعية.
وأضاف بن عبد السلام أنَّ تعيين سلال إهانة للأحزاب التي تقف خلال هذه المرحلة أمام تحدي تاريخي، داعيًا هذه التشكيلات السياسية للوقوف أمام انبطاح النظام لفرنسا التي عبر رئيسها في تصريحاته المستفزة أنَّ الدستور المقبل سيطوي صفحة الماضي، مؤكدًا خطورة الوضع الذي يستوجب وحدة تاريخية لهذه الأحزاب لدعم مشروع دستور توافقي وفق مشاورات عميقة تنتهي باستفتاء شعبي محذرًا تمرير مشروع تعديل الدستور عبر البرلمان المزوّر.
وفي ردّه على محاولات النظام رسم خارطة سياسية جديدة بعد نتائج الانتخابات المحلية، أشار رئيس جبهة الجزائر الجديدة إلى أنَّ النظام الجزائري لم يغفل يومًا عن توجيه الحياة السياسية واحتكار الحقل الإعلامي لأحزاب توجه السلطة، مضيفًا أنَّ النظام اليوم وصل إلى طريق مسدود وأنَّ سياسة الهروب إلى الأمام اصطدمت جبهات داخلية مشتعلة تنذر بقرب انتهاء هذا النظام المستبد.
وانتقد بن عبد السلام قرارات الدبلوماسية الجزائرية المتخبطة، معتبرا غياب بوصلة سياسية ورؤية إستراتيجية توجه قرارات الدبلوماسية الجزائرية تجاه مختلف الأزمات الإقليمية التي تؤثر على البلاد، مشيرًا إلى أنَّه طالب مرارًا برحيل وزير الخارجية مراد مدلسي الذي وصفه بالعاجز عن تسيير مختلف الأزمات الدبلوماسية التي تتخبط فيها الخارجية الجزائرية.
أرسل تعليقك