ردّ حزب الله اللبناني على الغارات الجوية التي شنّتها إسرائيل بقصف قاعدة رامات دافيد، جنوب شرق حيفا، بالصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2، قائلا إنه إنتقاماً من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان.وقال خبراء إن حزب الله أطلق ليلة السبت إلى الأحد، أكثر من 100 صاروخ تجاه الجليل الأعلى وجنوب حيفا.
و قال وسائل إعلام إسرائيلية إن صفارات إنذار سمع دويّها في يوكونعام جنوب حيفا، وأن الهدف الأساسي للصواريخ كان قاعدة رامات دافيد.
كما وصلت صواريخ حزب الله مدينة العفولة وقاعدة رمات دافيد في مرج بن عامر .
و ذكر الجيش الإسرائيلي أنه رصد نحو 10 عمليات إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية، وتم اعتراض معظم الصواريخ التي أطلقت عبر الأراضي لبنان.
واستهدفت إسرائيل الجمعة الضاحية الجنوبية مجددا بغارات جديدة، قائلة هذه المرة إنها قتلت قائد "قوة الرضوان" التي تعد من أبرز وحدات النخبة العسكرية التابعة لحزب الله، إضافة إلى عدد من قادة الحزب الآخرين.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية السبت أن حصيلة الغارات الجمعة ارتفعت الى 37 قتيلا ونحو 70 جريحا. وجاءت الغارات اثر تفجير أجهزة نداء يستخدمها عناصر حزب الله ما أدى إلى مقتل العشرات وجرح الآلاف.
واتهم حزب الله المدعوم من إيران إسرائيل بتفخيخ الأجهزة وتفجيرها، لكن السلطات الإسرائيلية لم تعلق على الأمر.
ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود منذ أكتوبر 2023، بعدما فتح الحزب "جبهة إسناد" لحماس وغزة إثر اندلاع الحرب بين الحركة الفلسطينية وإسرائيل.
لكن العمليات العسكرية اشتدت في الأسابيع الأخيرة، مع تحويل إسرائيل اهتمامها إلى حدودها الشمالية.
وجدّدت الخارجية الأميركية السبت تأكيدها على ضرورة مغادرة الأميركيين منطقة جنوب لبنان "فورا"، وكذلك المناطق القريبة من الحدود السورية وتجمعات اللاجئين.
ويأتي هذا التصعيد بعد أن شنّ الجيش الإسرائيلي السبت غارات مكثّفة على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان، غداة ضربة دامية قرب بيروت أسفرت عن مقتل 37 شخصا بينهم اثنان من مسؤوليه العسكريين البارزين وعدد من قياديي وحدة النخبة، في تصعيد يجدد المخاوف من اتساع نطاق النزاع المتواصل بين الطرفين منذ نحو عام.
وتصاعدت حدة المواجهات بين الحزب المدعوم من طهران وإسرائيل هذا الأسبوع، مع سلسلة تفجيرات طالت أجهزة اتصال يستخدمها عناصره في عملية منسوبة لإسرائيل، وإعلان الأخيرة شنّ ضربة جوية في معقله بالضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة استهدفت اجتماعا لقيادة قوة الرضوان.
ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود منذ أكتوبر 2023، بعدما فتح الحزب "جبهة إسناد" لحماس وغزة إثر اندلاع الحرب بين الحركة الفلسطينية وإسرائيل.
وفي القطاع المحاصر والمدمّر، أفاد الدفاع المدني السبت عن مقتل 21 شخصا على الأقل في قصف طال مدرسة تؤوي نازحين، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عناصر من الحركة في المكان.
وفي استمرار للتصعيد العسكري الإسرائيلي ضد حزب الله، أعلن جيشها السبت في بيان أنه قصف "آلافا من قاذفات الصواريخ كانت جاهزة لاستخدامها فورا لإطلاق نيرانها في اتجاه الأراضي الإسرائيلية"، مضيفا أنه أصاب "180 هدفا".
كما أعلن الجيش في وقت لاحق أن "عشرات" الطائرات الحربية تشنّ "غارات واسعة" في جنوب لبنان "بعد رصد استعدادات حزب الله لإطلاق قذائف صاروخية نحو الأراضي الاسرائيلية".
و بثّت شبكات التلفزة صوراً لمناطق تصاعدفبها دخان كثيف من تلال وأودية في مناطق عدة في جنوب لبنان إثر الغارات. وألقت الطائرات صواريخ بشكل متتالٍ في نقاط متاخمة لبعضها البعض.
وفي ظل الغارات الكثيفة، أفاد الجيش الإسرائيلي بأن حزب الله أطلق "نحو تسعين صاروخا" باتجاه شمال إسرائيل، حتى الخامسة عصرا (14,00 ت غ).
وأعلن الحزب تنفيذ سلسلة عمليات ضد مواقع عسكرية إسرائيلية، منها قصف ثكنتين "بصواريخ الكاتيوشا". وأكد في بيان أن ذلك يأتي رداً على "الاعتداءات... على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية".
"اعتقدنا أن الحرب بدأت"
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية السبت أن حصيلة الغارة الجمعة ارتفعت الى 37 قتيلا ونحو 70 جريحا. وأفاد وزير الصحة فراس الأبيض بأن من بين القتلى "ثلاثة أطفال تبلغ أعمارهم ست سنوات وأربع سنوات وعشر سنوات"، وسبع نساء.
وواصل عناصر الانقاذ السبت رفع ركام مبنى انهار تماما جراء الغارة في حي سكني مكتظ ويعج بالمحال التجارية، وفق ما شاهد مصور في فرانس برس.
ووقفت زينب (35 عاما) ربة المنزل التي تقطن في الجوار لتلقي نظرة بعد مساء عاشت فيه مع عائلتها حالة من الرعب. وروت "كنا في البيت وسمعنا صوتا، واعتقدنا أن الحرب بدأت".
وأفاد مصدر مقرب من حزب الله السبت أن الغارة استهدفت اجتماعا لقوة الرضوان في طابق تحت الأرض، وأدت إلى مقتل 16 عنصرا من بينهم قائد وحدة النخبة هذه إبراهيم عقيل، وقيادي ثانٍ هو أحمد محمود وهبي.
وأقام الحزب مراسم تشييع السبت لعدد من القتلى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه تمكن من "القضاء على معظم الهيكلية القيادية لقوة الرضوان في حزب الله".
وعقيل الذي كان مطلوبا من الولايات المتحدة، هو ثاني قائد عسكري بارز في حزب الله تقتله إسرائيل في الضاحية الجنوبية منذ بدء التصعيد، بعد فؤاد شكر الذي اغتيل أواخر يوليو.
وعرضت واشنطن مكافأة مقدارها سبعة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن عقيل الذي كانت تلاحقه لتورطه المفترض في تفجيرين في بيروت استهدفا مقري السفارة الأميركية والمارينز عام 1983 وأسفرا عن مقتل مئات الأميركيين.
وألغى رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي سفره إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، مطالبا "بوقف المجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي".
وأتت غارة الجمعة في أسبوع شهد سلسلة تفجيرات طالت الثلاثاء والأربعاء، أجهزة "بايجر" وأخرى لاسلكية يستخدمها عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 39 شخصا وإصابة نحو ثلاثة آلاف، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
واتهم الحزب إسرائيل بالعملية. ولم تعلّق الأخيرة.
وشدّد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك أمام مجلس الأمن الجمعة على أن القانون الدولي يحظر "تفخيخ" أجهزة مدنية الطابع.
وتوعّد الأمين العام للحزب حسن نصرالله إسرائيل الخميس "بحساب عسير" بعد هذه التفجيرات التي وقعت في معاقل الحزب قرب بيروت وفي جنوب لبنان وشرقه.
وقال وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الجمعة إن التفجيرات "أسلوب قتالي غير مسبوق في وحشيته وإرهابه".
وطرحت هذه العمليات تساؤلات عن تعرّض حزب الله لاختراق استخباري يتيح لإسرائيل استهدافه بضربات بالغة الحساسية.
وقال آرام نرغيزيان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن الاستخبارات الإسرائيلية تمكنت من "اختراق" و"ضعضعة" حزب الله الذي كان يقدّم نفسه على أنه "قوة موحدة ومنضبطة مع قدرة على مكافحة التجسس (داخل صفوفه) من الطراز الأول".
ويأتي التصعيد هذا الأسبوع بعيد إعلان إسرائيل أنها توسع أهدافها الحربية إلى الجبهة الشمالية، للسماح لعشرات الآلاف من السكان الذين نزحوا بسبب القصف بالعودة إلى ديارهم.
وكانت الأهداف الرئيسية المعلنة حتى ذلك الحين هي تدمير حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ العام 2007، وإعادة الأسرى المحتجزين في القطاع الفلسطيني المنكوب.
وكان نصرالله أكد الخميس أن "جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة"، متوجها الى المسؤولين الإسرائيليين بالقول "لن تستطيعوا أن تعيدوا سكان الشمال الى الشمال".
في الأثناء، تواصل القصف الإسرائيلي في غزة، حيث أعلنت السلطات الصحية السبت مقتل 21 شخصا في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف عناصر من حركة حماس كانوا فيها.
بطنها مفتوح والجنين مرميا على الدرج
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن من بين القتلى "13 طفلا وست نساء" إحداهن حامل، موضحا أن القصف استهدف مدرسة الزيتون ج، وأنها تؤوي آلاف النازحين من حي الزيتون.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "نفّذ غارة استهدفت إرهابيين كانوا يعملون داخل مركز قيادة وسيطرة تابع لحماس في مدينة غزة"، مضيفا أن الهدف كان "داخل" مدرسة الفلاح المجاورة لمباني مدرسة الزيتون.
وأظهر فيديو لفرانس برس ركاما كثيفا في الطبقة الأرضية للمدرسة، مختلطا بكراسٍ وطاولات مبعثرة. وظهرت على الأرض بقع من الدماء قرب أدوات للطهو، بينما قام رجل بجمع ما تبقّى من ملابس كانت معلّقة على حبل، وجلس أطفال أرضا ينظرون بذهول الى الركام.
وقالت النازحة رندة النديم لفرانس برس وهي تؤشر إلى درج من الاسمنت غطته حجارة مبعثرة "هنا استشهدت امرأة، هذا دمها على الدرج. وجدناها مرمية على وجهها، بلا رجلين. زوجها قال +لي جنين في بطنها+. نظرنا وجدنا بطنها مفتوحا والجنين مرميا على الدرج".
ودانت حركة حماس قصف المدرسة، ووصفته في بيان بـ"جريمة حرب بغطاء أميركي".
وقالت وزارة الصحة في غزة السبت إن غارة جوية إسرائيلية طاولت في شكل منفصل مستودعا في منطقة "مكتظة بالسكان" في جنوب غزة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة من موظفي وزارة الصحة وأحد المارة وإصابة ستة آخرين.
واندلعت الحرب في غزة في السابع من أكتوبر، مع شن حماس هجوما تسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وهجوم بري على غزة، ما أسفر عن سقوط 41391 قتيلا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.
في تل أبيب، تظاهر آلاف الإسرائيليين مجددا لمطالبة الحكومة باتفاق يضمن الإفراج عن الرهائن.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك