طلب الرئيس اللبناني ميشال عون من الأجهزة الأمنية الكشف عن الخطط الموضوعة للإساءة إلى البلاد، لا سيما بعد توافر معلومات عن وجود جهات ومنصات خارجية تعمل على ضرب النقد الوطني ومكانة الدولة المالية، حسبما أفادت به الرئاسة اللبنانية، اليوم الاثنين.
وقالت الرئاسة اللبنانية، عبر صفحتها على موقع «تويتر» اليوم، إن الرئيس عون طلب، خلال الاجتماع الاقتصادي والمالي والأمني والقضائي في قصر بعبدا، من الإدارات والجهات المعنية قمع المخالفات التي تحصل؛ لا سيما التلاعب بأسعار المواد الغذائية واحتكارها، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وأشار الرئيس عون إلى أن ما يجري له انعكاسات خطيرة على الأمن الاجتماعي والأمن الوطني، «وهو ما يفرض اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة؛ مالية وقضائية وأمنية، لملاحقة المتلاعبين بلقمة عيش اللبنانيين».
ولفت إلى أن ما يجري من قطع الطرقات يتجاوز مجرد التعبير عن الرأي إلى عمل تخريبي منظم يهدف إلى ضرب الاستقرار، داعياً الأجهزة الأمنية والعسكرية إلى أن تقوم بواجباتها كاملة ولا تسمح بسد الطرق وأن تطبق القوانين دون تردد.
وعقد الاجتماع برئاسة الرئيس ميشال عون وبحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ووزراء في الحكومة ومسؤولين أمنيين وماليين.
وجاء في بيان الرئاسة أن الحاضرين قرروا أيضاً «تكليف الأجهزة الأمنية ضبط جميع الأشخاص الذين يخالفون أحكام قانون النقد والتسليف وقانون تنظيم مهنة الصرافة» بما في ذلك مكاتب الصرافة الأجنبية.
وأقفل محتجون (الاثنين) طرقاً رئيسية في مختلف أنحاء لبنان، بينها غالبية المداخل المؤدية إلى العاصمة، اعتراضاً على تسجيل سعر الصرف تدهوراً قياسياً مقابل الدولار وغرق البلاد في جمود سياسي من دون أفق.
وعلى وقع شح السيولة ونضوب احتياطي المصرف المركزي المخصص لدعم السلع الاستهلاكية الرئيسية، ينبّه خبراء إلى أن «الأسوأ لم يحدث بعد»، في بلد يعيش أكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر، فيما تعجز القوى السياسية عن تشكيل حكومة تمضي قدماً بإصلاحات عاجلة لضمان الحصول على دعم المجتمع الدولي.
وأفاد مراسلو ومصورو وكالة الصحافة الفرنسية بإقفال غالبية مداخل بيروت تحت شعارات عدّة؛ بينها «يوم الغضب». وأضرم محتجون النيران في مستوعبات للنفايات وأشعلوا الإطارات. كما نصب عدد منهم الخيام في نقاط عدة على مدخل بيروت الشمالي.
وأقفل محتجون، وفق الوكالة الوطنية للإعلام، طرقاً عدة جنوب بيروت؛ أبرزها طريق المطار، وفي مناطق عدة في الشمال، خصوصاً طرابلس، وفي البقاع شرقاً وفي جنوب البلاد، عمل الجيش تدريجياً على فتح عدد منها.
وسجّلت الليرة في الأيام الأخيرة انخفاضاً قياسياً غير مسبوق منذ دخول لبنان دوامة الانهيار الاقتصادي قبل عام ونصف العام؛ إذ اقترب سعر الصرف مقابل الدولار من عتبة 11 ألفاً في السوق السوداء، التي يقول خبراء إنها «صغيرة نسبياً... وعرضة للتلاعب والمضاربة».
وقد يهمك أيضا
الفريق الرئاسي الفرنسي الطبقة السياسية اللبنانية عديمة المسؤولية
"رواية جديدة" عن المبادرة الحكومية التي أشعلت السجال الأخير
أرسل تعليقك