غزة - لبنان اليوم
أحرقت قوات الاحتلال الإسرائيلى، أمس، مستشفى «كمال عدوان»، فى بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، والذى يُعد الأكبر فى تلك المنطقة، ويخدم أكثر من ٤٠٠ ألف نسمة، وأتت النيران على أقسام العمليات والمعامل والإسعاف والطوارئ والاستقبال، وذلك بعدما تم إجبار المرضى والمصابين والكوادر الطبية والطواقم الصحفية على إخلاء المستشفى بالقوة، بالتزامن مع إطلاق القذائف والرصاص.
وحاصر جيش الاحتلال الإسرائيلى المستشفى، وطالب الأطقم الطبية والمرضى والمرافقين بالنزول إلى ساحة المستشفى تمهيدًا لاقتحامه، فى أعقاب استشهاد ٥ من كوادر المستشفى، إثر الاستهداف المستمر للاحتلال. ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، فقد تعرض المستشفى للقصف والاستهداف الإسرائيلى المتواصل، وألقت الطائرات «المسيرة» قنابل فى ساحاته وعلى سطحه، ما يهدد مرة أخرى الإمدادات من الوقود والأكسجين، فى وقت يمُنع فيه إدخال الدواء أو الطعام، أو طواقم طبية، وإسعاف، وأى خدمات أخرى.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية أنه انقطع الاتصال تمامًا مع الطواقم الطبية والمرضى والمصابين والطواقم الصحفية فى المستشفى، ونقلت وكالة «صفا» أن الاتصال مع إدارة مستشفى كمال عدوان والمتواجدين فيه انقطع، بعد محاصرته من قوات الاحتلال، ومنحهم ١٥ دقيقة فقط للخروج إلى ساحته الخارجية، فيما يتواجد داخل المستشفى ٣٥٠ شخصًا، بينهم ٧٥ مصابًا ومريضًا، بالإضافة إلى مرافقيهم، و١٨٠ من الكادر الطبى والعاملين فى مختلف الأقسام، مضيفة أن المصابين والمرضى يعانون ظروفًا صحية صعبة، بعدما أجبرهم جيش الاحتلال على الخروج إلى ساحة المستشفى فى ظل الأجواء الباردة، دون مراعاة الحالة الصحية الحرجة لعدد منهم، والتى تتطلب بقاءهم متصلين بالأجهزة الطبية، وفى الوقت نفسه اشتعلت النيران جرّاء قصف الاحتلال، الذى استهدف قسم الأرشيف فى مستشفى كمال عدوان.
وناشدت وزارة الصحة الفلسطينية المجتمع الدولى التدخل لحماية المرضى والطواقم الطبية ومراكز العلاج فى فلسطين، خصوصًا فى قطاع غزة، مع استمرار حرب الإبادة التى تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلى، وبعد اقتحام مستشفى كمال عدوان فى بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.
وأضافت الوزارة، فى بيان، أمس، أن إمعان الاحتلال الإسرائيلى فى جرائمه سببه الرئيسى صمت العالم والدول الكبرى على ما يجرى من تطهير عرقى ومذابح، وتابعت: «العدوان على قطاع غزة لم يستثنِ أحدًا، وشملت أضراره وفظائعه الأجنة فى بطون أمهاتهم، والذين قُتلوا قبل أن يصلوا إلى الدنيا، والموتى فى القبور الذين ديست عظامهم بالجرافات الإسرائيلية»، وحمّلت الوزارة المجتمع الدولى والاحتلال الإسرائيلى المسؤولية الكاملة عن حياة المرضى ومرافقيهم والطواقم الطبية.
واعتبر «المرصد الأورومتوسطى» لحقوق الإنسان اقتحام الاحتلال للمستشفى إحدى الخطوات الأخيرة لتدمير النظام الصحى كليًّا وفرض ظروف معيشية مميتة تؤدى إلى هلاك الفلسطينيين ضمن جريمة الإبادة الجماعية، موضحًا أن الاقتحام جاء بعد تكرار استهداف المستشفى ومحيطه على مدار الأسابيع الماضية، ما بلغت ذروته أمس بتفجير العديد من الصناديق المفخخة فى محيطه واستشهاد ٥ من طواقمه، مؤكدًا أن الاحتلال شن هذا الشهر أكثر من ٣٧ اعتداءً مباشرًا على المستشفى.
وأكد المرصد، فى بيان، أن الاعتداء المتكرر على المستشفيات واقتحامها وقتل طواقمها والمرضى فيها يُشكل «وصمة عار» على الإنسانية، ويعكس فشل المنظمات الدولية فى تحمل مسؤولياتها، وطالب المرصد اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بحماية المرضى والجرحى والطواقم الطبية وإمدادهم بالأدوية والغذاء والطواقم وضرورة إصدارهما مواقف علنية كحد أدنى بشأن الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة.
من جانبها، قالت حركة «حماس» إن عملية الاقتحام «جريمة حرب» جراء إجبار الأطقم الطبية والمرضى والجرحى والنازحين على مغادرة المستشفى تحت تهديد السلاح، بعد تكثيف القصف الهمجى على محيطه، ما أدى إلى ارتقاء أكثر من ٥٠ شهيدًا، بينهم ٥ من الكادر الطبى فى المستشفى، وحمّلت الحركة الاحتلال ومن خلفه الإدارة الأمريكية المتواطئة مع حرب الإبادة الوحشية فى القطاع المسؤولية الكاملة، مطالبة المجتمع الدولى والأمم المتحدة وجميع الدول والأطراف الفاعلة بالتحرك الفورى وكسر حلقة الصمت والعجز أمام هذه الإبادة.
وفى إطار حرب الإبادة المستمرة، استُشهد ما لا يقل عن ١١ فلسطينيًّا وأُصيب أكثر من ٣٠، معظمهم من الأطفال والنساء، فى قصف إسرائيلى على مدينتى غزة ورفح الفلسطينية، فيما ارتفعت حصيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة إلى أكثر من ٤٥٤٠٠ شهيد، وأكثر من ١٠٨ آلاف مصاب، منذ بدء العدوان فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣.
قد يهمك أيضــــاً:
أرسل تعليقك