بيروت - كمال الأخوي
مع اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، عمّت الفرحة بين النازحين اللبنانيين في بعض مراكز الإيواء، خصوصاً في صيدا، بعد سماعهم عن قرب الهدنة. هذا الاتفاق المنتظر قد يتيح للعديد من اللبنانيين العودة إلى ديارهم، رغم الدمار الكبير الذي لحق بمناطق مثل الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع.
وبجهود أميركية وفرنسية، إذ أعلن في الولايات المتحدة وفرنسا أمس (الاثنين) أن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح وأن الدولتين توشكان على إصدار بيان مشترك تعلنان فيه وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».
وقالت مصادر واسعة الاطلاع في واشنطن، أن الجانبين الأميركي والفرنسي يستعدان لإعلان هدنة بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً تتضمن بدءاً فورياً بإجلاء عناصر «حزب الله» وأسلحتهم من المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني «بشكل يمكن التحقق منه»، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها منذ بدء الغزو البري المحدود للأراضي اللبنانية. وسيستند الإعلان المرتقب إلى القرار 1701 وسيتضمن إنشاء «آلية مراقبة».
وفي تل أبيب، تعقد الحكومة الإسرائيلية اجتماعاً مساء اليوم الثلاثاء لمناقشة المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً بين حزب الله وإسرائيل. وعلى الرغم من بعض الأصوات المعارضة، التي تدعو للاحتجاج على الاتفاق، أكد مسؤولون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيترأس اجتماعاً أمنياً لبحث التفاصيل.
وفي لبنان، أكد نائب رئيس مجلس النواب، إلياس بو صعب، أنه تم حل الخلافات حول آلية مراقبة وقف النار، وأن لجنة من خمس دول، بما فيها فرنسا، ستشرف على التنفيذ.
وعلى الأرض، استمرت الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، بينما تجددت المواجهات بين حزب الله والقوات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني. ومنذ بداية الهجمات في أكتوبر 2023، قتل 45 جندياً لبنانياً في استهدافات متكررة من إسرائيل، كان آخرها استهداف مركز للجيش في العامرية جنوب لبنان.
وتمثل الاستهدافات الإسرائيلية للجيش اللبناني تحدياً كبيراً للقرار 1701 الذي يطالب بتعزيز انتشار الجيش اللبناني في الجنوب بالتعاون مع "اليونيفيل". الحكومة اللبنانية اعتبرت أن هذه الهجمات هي "رسالة دموية" لرفض مساعي وقف إطلاق النار وتعزيز حضور الجيش اللبناني في الجنوب.
في الوقت الذي تقترب فيه الهدنة، يبقى الأمل معلقاً على أن يؤدي الاتفاق إلى تهدئة الأوضاع في لبنان وتخفيف معاناة المدنيين، بينما تزداد المخاوف من استمرار التصعيد العسكري.
قد يهمك أيضــــاً:
أرسل تعليقك