الحريري يحاول أن يثأر من سنوات التسوية برفض حضور لقاء بعبدا
آخر تحديث GMT15:51:31
 لبنان اليوم -

فضّل أن يغرّد خارج السرب وأعلن عدم تلبية دعوة رئيس الجمهورية

الحريري يحاول أن "يثأر" من سنوات التسوية برفض حضور لقاء بعبدا

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الحريري يحاول أن "يثأر" من سنوات التسوية برفض حضور لقاء بعبدا

سعد الحريري
بيروت - لبنان اليوم

ينعقد لقاء بعبدا اليوم على وقع توتر شديد بين العهد والرئيس سعد الحريري الذي فضّل أن يغرّد خارج سرب اللقاء، وسط تفسيرين متعارضين لوظيفته بين القصر الجمهوري وبيت الوسط.حسم الرئيس سعد الحريري أمره فور دعوة عون رؤساء الكتل النيابية الى الاجتماع في قصر بعبدا اليوم، وقرّر بسرعة عدم تلبية الدعوة الرئاسية. وأرفَق الحريري رفض الحضور بـ"صلية" من المواقف السياسية النارية الموجهة ضد العهد و"جنراله"، سبقها هجوم عنيف على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.

يشعر الحريري بأنه تحرر من عبء التسوية التي كبّلت يداه و"لسانه"، وبأنه استعاد حرية الرأي والتعبير بعد سنوات من "الرقابة الذاتية" التي فرضت عليه اختيار كلماته وضبط إيقاعه.

وهكذا، يوحي الحريري عبر أدبيّاته المستجدة ضد العهد والتيار الحر بأنه يحاول أن "يثأر" من سنوات التسوية وان يعوّض خسائرها السياسية والشعبية، بمفعول رجعي، متطوّعًا لتأدية دور رأس الحربة في المعارضة، بعدما نفّذ وليد جنبلاط "إعادة انتشار" وَضعته على مسافة من حسابات الحريري ولهجته، فيما اختار سمير جعجع من أوّل الخط ان يحتفظ بخصوصية لموقعه في المعارضة.

والحريري المقتنع بأنه أدى قسطه للعلى، وأنهى "الخدمة العسكرية" الى جانب الجنرال، لا يجد جدوى من تجديد خلايا التعاون مع" العهد المجرب"، في رأيه، لا سيما انّ رئيس "المستقبل" يرتاب أصلًا في وجود نية للاقتصاص السياسي منه وتحميله وتيّاره وزر الأزمة، بتراكماتها ونتائجها.

وعلى قاعدة التموضع الجديد، يعتبر تيار المستقبل، الذي تخلّى عن ارتداء الكمامات السياسية في هذه المرحلة، انّ لقاء بعبدا ينطوي على مخالفة من قبل عون لاتفاق الطائف والدستور، ويؤشّر إلى اعتماده النظام الرئاسي على حساب صلاحيات المؤسسات الأخرى وأدوارها، "الأمر الذي يهدّد التوازنات الداخلية الدقيقة، ويشكّل محاولة للعبث بها وللعودة بالجمهورية الى ما قبل عام 1990".

لكنّ قراءة قصر بعبدا لأبعاد هذا اللقاء ودلالاته هي مغايرة تمامًا لتلك التي يروّج لها "المستقبل"، إذ انّ أوساط القصر تؤكد انّ مبادرة عون الى الاجتماع مع رؤساء الكتل النيابية هي معاكسة تمامًا لمفهوم النظام الرئاسي الذي يسمح لرئيس الجمهورية بالتفرّد في اتخاذ القرار ورسم السياسات، "في حين انّ لقاء بعبدا يَنمّ عن رغبة عون في التشاور مع القوى الأساسية، والاستماع الى آرائها واقتراحاتها في شأن الخطة المالية الاقتصادية"، لافتة الى انّ هذه المبادرة تترجم انفتاح رئيس الجمهورية على الجميع بعيدًا من الاصطفافات الضيقة، وخلافًا لأوهام النظام الرئاسي التي تسكن البعض.

وتشير أوساط القصر الجمهوري الى انّ الحكومة التي يترأسها رئيس مجلس الوزراء السني هي التي ناقشت الخطة الإصلاحية وأقرّتها، إضافة إلى أنّ عددًا من جوانبها يتطلب لاحقًا صدور مراسيم عن الحكومة او قوانين عن مجلس النواب او قرارات عن الوزراء المعنيين. "وبالتالي فإنّ أحدًا لا يصادر صلاحيات احد، بل هناك تعاون بين المؤسسات تحت سقف الدستور، فلا تغيير للنظام ولا انقضاض على اتفاق الطائف".

ويسود استغراب لدى أوساط القصر الجمهوري لربط تيار المستقبل لقاء بعبدا بنظرية النظام الرئاسي، متسائلة: "لماذا لم يستحضروا هذه النظرية عندما تعرّض الحريري الى الأزمة المعروفة في السعودية؟ فراح عون يلتقي السفراء ويتواصل مع المسؤولين الدوليين ويطلق التحذيرات ويعقد الاجتماعات في بعبدا ويتابع أدق التفاصيل اليومية".

ووفق أوساط القصر، فإنّ المقاطعة للقاء بعبدا هي عمليًّا ليست مقاطعة لعون بل لفرصة الإنقاذ المالي والاقتصادي التي تستوجب مشاركة الجميع في تحمّل المسؤوليات، معتبرة انه كان من الأفضل لو انّ الحريري طرح تَصوّره للوضع الراهن وناقَش ملاحظاته على الخطة داخل اجتماع بعبدا اليوم، بَدل الاكتفاء بالتراشق الاعلامي.

وتعرب الاوساط عن اعتقادها بأنّ من الأسباب الأساسية التي دفعت الحريري الى مقاطعة اجتماع اليوم هو أنه لا يريد الجلوس الى جانب عون، ورئيس الحكومة حسان دياب، "بينما تتطلّب تحديات المرحلة الحالية تجاوزًا لكل الحساسيات".

وترى الاوساط القريبة من رئيس الجمهورية انّ الحريري لم يلتقط اللحظة، ولم يُحسن التعامل مع إيجابية عون الذي افترض انّ لقاء بعبدا سيشكّل مناسبة لإعادة ضَخ بعض الحرارة في شرايين العلاقة مع الحريري، "لكنّ رئيس تيار المستقبل اختار أن يفرّط بفرصة أن يدخل مجددًا إلى قصر بعبدا مُعزّزًا مكرّمًا، ومن بابه العريض".

وتستهجن الاوساط الوثيقة الصِلة بعون كلام الحريري قبل أيام، خلال دردشة مع الصحافيين، حول نيّة لإدخال بعض المعارضين الى السجن، ملاحظة انه افترضَ أمرًا غير مطروح اساسًا ثم تبرّع للرد عليه.

وتتوقف الاوساط الرئاسية عند مسارعة الرئيس نبيه بري الى التجاوب مع دعوة عون، فور توجيهها، لافتة الى انّ بري أثبتَ مرة أخرى انه "رجل دولة في اللحظات الصعبة والمصيرية، فيرصد المخاطر ويتصرّف على أساسها بعيدًا من التَكتكة التي يعرف انها لا تتناسب مع خطورة الوضع".

قد يهمك ايضا:الاستعانة بصندوق النقد بين حكومتي الحريري ودياب

  الحريري يقاطع "لقاء بعبدا" ومراقبون يؤكّدون أنّ الاجتماع "وُلد ميتًا"

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحريري يحاول أن يثأر من سنوات التسوية برفض حضور لقاء بعبدا الحريري يحاول أن يثأر من سنوات التسوية برفض حضور لقاء بعبدا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 17:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 لبنان اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 14:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
 لبنان اليوم - "واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي

GMT 17:45 2021 الخميس ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الكاظمي يؤكد العمل على حماية المتظاهرين بالدستور

GMT 08:32 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي علي نصائح للتعامل مع الطفل العنيد

GMT 11:05 2014 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لرئيسهم العاشر بطولته في "قديم الكلام"!
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon