أكَّد النائب والوزير السابق بطرس حرب، أن الرئيس سعد الحريري "أعلن موقفه من المظاهرات الشعبية بطلب مهلة لا تتجاوز 72 ساعة لمحاولة إيجاد حلول للوضع الاقتصادي واتخاد تدابير معينة على الصعيد الاقتصادي مع باقي أطراف الحكومة"، معتبرا أن "ما يجب ملاحظته أن المتظاهرين لم يتلقوا هذا الإعلان بإيجابية لأن السلطة الحاكمة أجرت صفقات أغرقت الخرينة اللبنانية بالديون".
وقال النائب والوزير السابق بطرس حرب: "لهذا لا ثقة للشعب بهذه الوعود، ولذا قرر المتظاهرون بعد إعلان الرئيس الحريري لموقفه متابعة الإضرابات والتظاهرات والاعتصامات باعتبار أنهم لا يؤمنون ولا يثقون بأن الحكم بالشكل الحالي قادر على إيجاد أي حل للمشاكل التي يشكو منها الشعب".
وأضاف: "أنتظر بعد هذا الخطاب أن تستمر هذه الاعتصامات وأعتقد بأن الرئيس الحريري أصبح في وضع لا يسمح له بالاستمرار في السلطة، فهو حدد لنفسه مدة 3 أيام، وأنا أعتقد بأنه بعدها سيكون مجبرا على الاستقالة ويمكن أن لا ينتظر الـ72 ويقدم استقالته"، وأردف: "إذا نظرنا لممارسات الحكام وهدر الأموال وفقدان الثقة بين الحكام والشعب اللبناني بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية كل هذا أدى إلى خلق جو متشنج دفع الناس إلى النزول إلى الشارع".
وتابع: "صحيح أن الألم نتائجه اقتصادية لا سيما العاطلين عن العمل لكنه ليس السبب الوحيد، لأن هناك جوا مشحونا في البلد لأن هناك دولتين وليست دولة واحدة، وسلاح الدولة والسلاح غير الشرعي وفساد لدى الطبقة الحاكمة خلق الجو المحتقن الذي دفع الناس للنزول إلى الشارع وبخاصة بعدما فقدوا الثقة من إمكان الإصلاح والتغيير مع الموجودين في السلطة اليوم".
ورأى أن "الناس فقدت الثقة في الحكام لأنهم أثبتوا أنهم مافيات تتحكم في سرقة الشعب اللبناني"، معتبرا "أن القضية ليست فقط اقتصادية، ويجب لتعديل آلية الحكم في لبنان وتعديل الحكومة التي فشلت في وجود أي حل والتي يتوزع أفرادها في أدوار لإرضاء بعضهم البعض على حساب الشعب اللبناني وعلى حساب المصلحة اللبنانية العامة".
كلام باسيل تهديد للناس
وقال: "أضع ما قاله وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في خانة تهديد الناس، فقد أوحى أنه في حال تابع الشعب ثورته ضدهم سيكون الوضع بعد هذه الثورة أسوأ من الحال التي يعيشها الشعب اليوم، فهو كان وزيرا للطاقة والمياه منذ أكثر من عشر سنوات وهو يحكم البلاد منذ 3 سنوات منذ وصول والد زوجته إلى رئاسة الجمهورية كأنه يمتلك الصلاحيات لحكم البلاد ولم يجد حلا لأي قضية، بالعكس ازدادت الأمور سوءا، لذا لم يعد لدى الناس الثقة بهذا الكلام الذي يقوله وتعتبر أن إزالة هذا الطاقم الحاكم هو الوسيلة الأفضل والأسرع للانتقال إلى مرحلة جديدة قد توحي بالثقة، لأن استمرار هؤلاء في السلطة هو مصدر انزعاج للناس ومصدر فقدان الأمل لديهم".
ولفت إلى أن "هناك محاولة للتهويل على الحركة الشعبية ولكن الغضب الموجود أكبر بكثير من عملية التخويف التي ممكن أن تحصل، وهذا الأمر يجب أن يدعو السلطة الحاكمة اليوم إلى إعادة النظر في موقفها وإلى عدم تأجيل موقفها والاستقالة فورا".
حكومة تكنوقراط
وأكد أن "على الحكومة أن تستقيل فورا ويصار إلى تشكيل حكومة تكنوقراط حيادية تتولى الملفات الاقتصادية والاجتماعية وتضع حلولا لها خارج إطار الخلافات على المغانم وتقاسم المكاسب بين أهل السلطة الذين وضعوا يدهم عليها".
تحية لوزيرة الداخلية
ورأى حرب أن "دور الجيش هو ضبط عدم انفلات الشارع، أما عن قوى الأمن فأنا أحيي وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن على دورها لأن القوى الأمنية تحاول أن تحتوي الأحداث على الرغم من أن هناك مندسين في صفوف المتظاهرين لمحاولة خلق أشكال بين المتظاهرين حسنى النية والسلطة، ولم ينجحوا، وأتمنى أن تستمر القوى الأمنية على هذه السياسة وعدم الاصطدام بالمتظاهرين لأنها الوسيلة الوحيدة لترك المجال أمام الناس للتعبير عن غضبهم عما يجري دون الاصطدام بقوى الأمن، وكي لا تتحول المظاهرة السلمية والتي هي ضمن إطار القانون، إلى مواجهة قوية بين القوى الأمنية والشعب اللبناني".
وختم: "يوم تقرر السلطة ورئيس الجمهورية بالذات إبعاد هؤلاء الفاسدين وعلى رأسهم المحيطين به ومن أقرب الناس إليه شخصيا، والمتحالفين مع أفرقاء آخرين لتقاسم الجبنة في لبنان، ويوم يتم الإيحاء للناس أن هناك جدية في التعاطي، لا تعود هناك مشكلة مستعصية، وعندها يتم إيجاد الحلول للمشاكل في لبنان وتصبح هناك خطة موجودة يمكن للبنان أن يتخذها ويمنع الانهيار المعرضين له اليوم، ونكون بذلك أعطينا فرصة جديدة للبنان لاستعادة دوره ومكانته على الصعد الاقتصادية والاجتماعية".
قد يهمك ايضا:
إسرائيل تدعو إلى المساس بالحرم القدسي وتثير غضب فلسطين والأردن
أرسل تعليقك