3 دوافع للرئيس عون لإنجاح الحكومة اللبنانية الجديدة ومعالجة الأزمة المالية
آخر تحديث GMT15:51:31
 لبنان اليوم -

يضع كل جهده لاستيعاب الكارثة وتأمين انتقال سلس لعهده

3 دوافع للرئيس عون لإنجاح الحكومة اللبنانية الجديدة ومعالجة الأزمة المالية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - 3 دوافع للرئيس عون لإنجاح الحكومة اللبنانية الجديدة ومعالجة الأزمة المالية

الرئيس عون وحسان دياب
بيروت - لبنان اليوم

تشهد الحكومة اللبنانية الجديدة فرص نجاح ضئيلة جدًا بسبب كارثية الوضع المالي وصعوبة الخروج منه، وعدم قدرة المواطنين على مزيد من التحمُّل، واشتراط المجتمع الدولي الإصلاح مقابل المساعدات، ولا يُحسد عهد الرئيس اللبناني ميشال عون على الوضع الذي ساهم في الانزلاق إليه وأدّى إلى انفجار أسوأ أزمة مالية ومطلبية يمكن أن يشهدها أي بلد في العالم، الأمر الذي حوّل اهتمامه من أولوية ملف خلافته إلى أقصى طموحه الخروج من قصر بعبدا مع انتهاء ولايته وليس قبلها في الشارع، لأنّ عدم نجاح حكومة الرئيس حسان دياب يعني تغييراً في كل المشهد السياسي، والتغيير لن يقتصر هذه المرة على حكومة ولن يقف عند حدود.

وعلى رغم رفض العهد الاعتراف علناً بخطورة الأزمة وانعكاسها مباشرة عليه، إلّا انّه يدرك ضمناً انّ ما يواجهه اليوم هو أصعب من خروجه من قصر بعبدا في 13 تشرين 1990، لأنّ خسارته هذه المرة أصابت رصيده ومصدر قوته المتمثِّل بالناس، كما أفقدته قدرة الحفاظ على هذا الموقع لخلفه النائب جبران باسيل، حيث كان يعتقد العهد بقدرته على تحويل الحكمة القائلة من «لو دامت لغيرك لما آلت إليك»، إلى «أما وقد آلت إليّ فلن تذهب لغيري»، وبالتالي حيال هذا المصير الذي لم يكن يتوقعه سيضع كل جهده للخروج من المأزق الذي وصل إليه ووصلت إليه البلاد.

 ويبدو انّ العهد يعمل على خطين:

الخط الأول، الابتعاد عن المواجهات التي كان باسيل رأس حربتها وشكّلت العنوان الأبرز لنصف ولايته الأولى، وانكفاء رئيس «التيار الوطني الحر» يبدو جلياً على هذا المستوى بالمقارنة مع المرحلة السابقة.

والخط الثاني، الانكباب على معالجة الأزمة المالية بالتكافل والتضامن مع «حزب الله» انطلاقاً من ثلاثة دوافع أساسية:

ـ الدافع الأول شخصي، فالرئيس ميشال عون الذي أنهى انتقاله من اليرزة إلى بعبدا في العام 1988 الجمهورية الأولى، لا يريد ان يكرّر هذه السابقة في انّ يشكّل انتقاله من الرابية إلى بعبدا نهاية الجمهورية الثانية ودخول لبنان في فوضى ما بعدها فوضى، وبالتالي يفترض ان يضع كل جهده لاستيعاب الأزمة ووضعها على سكة المعالجة من أجل تأمين انتقال سلس لعهده إلى عهد آخر وليس انتقالاً من جمهورية إلى أخرى، فينصفه التاريخ بدلاً من أن يدينه

ـ الدافع الثاني حزبي، فعون الذي فجّر الحالة الشعبية العونية لا يريد ان تتفجّر على يديه، وبعد نضال طويل أفضى إلى عودته إلى القصر الجمهوري، لأنّ هذه الحالة في أسوأ أوضاعها، وهو ما زال على قيد الحياة وفي أعلى موقع سعى إليه، وبالتالي سيحاول توفير كل الظروف المناسبة والغطاء المطلوب لخطوات إصلاحية بنيوية تبدأ بالكهرباء وتنسحب على القطاعات الأخرى، وذلك في محاولة لمصالحة هذه الحالة مع المجتمع، لأنّ اي انتخابات تُجرى اليوم مثلاً ستكون كارثية على التيار.

ـ الدافع الثالث وطني، يدرك العهد و«حزب الله» انّ حكومة دياب قد تكون «الخرطوشة الأخيرة» وإلاّ الانفجار الكبير. كما انّ «الحزب» الذي يفضِّل عودة الرئيس سعد الحريري يصطدم بـ«لا» كبيرة من العهد رفضاً لعودته، حيث بات العهد يعتبر انّ عودة الحريري عنوان هزيمة له، وبالتالي سيحاول تقديم كل التسهيلات لنجاح دياب قطعاً للطريق أمام المجهول أو عودة الحريري.

ومن الثابت أيضاً، انّ «الحزب» لا يريد ان تتدهور الأوضاع لمعرفته أنّ الاحتقان الاجتماعي خلافاً للاحتقان السياسي غير قابل للضبط، ما يجعله في وضع مكشوف وطنياً وداخل بيئته، وهذا ما يفسِّر تراجعه عن الحكومة التكنو- سياسية على رغم إعلانه المتكرّر رفضه حكومة التكنوقراط وإصراره على توزير وجوه سياسية معروفة، لكي لا يُقال أنّه رضخ للإرادة الأميركية، وتسميته التكنوقراط لا تبدِّل في حقيقة اضطراره الى التراجع إدراكاً منه لخطورة المرحلة.

ويدرك «الحزب» أيضاً انّ انهيار البلد يعني انهيار سلطته ونفوذه وقدرته على مواصلة الإمساك بمفاصل البلد. وهذا الانهيار في حال حصوله سيشكّل الهزة الثانية الكبرى له بعد خروج الجيش السوري عام 2005، لا بل وقع الهزة المفترضة سيكون أقوى هذه المرة، لأنّه سينكفئ إلى داخل بيئته ويتقدّم النفوذ الدولي الذي سيضع يده على لبنان تمهيداً للجمهورية الثالثة، وبالتالي سيحاول ان يتجنّب الانهيار من خلال توفير كل مستلزمات النجاح لحكومة دياب.

وبمعزل عن المواقف التي يعلنها «الحزب» اضطراراً في رسائل إلى بيئته والخارج، فإنّه سيلتزم سياسة «النأي بالنفس» منعاً لإحراج دياب دولياً وخليجياً، ولن يضغط لتطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا، لمعرفته انّ هذا الموضوع يؤدي الى تشنِّج داخلي وعقوبات خارجية، وسيغطي الإجراءات القاسية التي ستتخذها الحكومة بغية إخراج لبنان من دوامة الانهيار، وسيقوم بكل الخطوات اللازمة تحت عنوان، ما لم يؤخذ بالحرب والسياسة لن يسمح بأخذه بالوضع المالي والاقتصادي والمعيشي والمطلبي.

قد يهمك ايضا:دياب يعلق على وفاة 4 أطفال لبنانيين في أستراليا

  رئيس مجلس الوزراء اللبناني يستقبل وزير الخارجية القبرصي

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

3 دوافع للرئيس عون لإنجاح الحكومة اللبنانية الجديدة ومعالجة الأزمة المالية 3 دوافع للرئيس عون لإنجاح الحكومة اللبنانية الجديدة ومعالجة الأزمة المالية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 17:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 لبنان اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 14:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
 لبنان اليوم - "واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي

GMT 17:45 2021 الخميس ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الكاظمي يؤكد العمل على حماية المتظاهرين بالدستور

GMT 08:32 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي علي نصائح للتعامل مع الطفل العنيد

GMT 11:05 2014 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لرئيسهم العاشر بطولته في "قديم الكلام"!
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon