قتل عشرة فلسطينيين وجرح 40 آخرين في قصف جوي إسرائيلي صباح اليوم، على مربع سكني "دون سابق إنذار" في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، بحسب ما أفاد سكان وشهود عيان.وقال الشهود إن "عمليات محاولة انتشال القتلى لا تزال مستمرة، والأعداد مرشحة للزيادة".
وفي وقت سابق الثلاثاء، قُتل 15 فلسطينياً وجرح آخرون من جراء تواصل عمليات القصف الإسرائيلي في مناطق مختلفة من قطاع غزة حسبما أفادت مصادر طبية فلسطينية.
وطال القصف، بحسب المصادر، عدداً من خيام النازحين ومنازل مأهولة ومراكز توزيع طعام، وتركزت الغارات على مناطق في مدينتي رفح وخان يونس في جنوب القطاع ومخيم النصيرات في وسطه.
يأتي ذلك فيما وصل وفد من الحركة الفلسطينية إلى، القاهرة، لإجراء محادثات بشأن التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل التي استأنفت الحرب في القطاع.
وأكد عضو المكتب السياسي في حركة حماس، حسام بدران، "ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار" في غزة، لافتاً إلى استمرار التواصل مع الوسطاء من دون طرح أي اقتراح جديد في هذا المعنى.
والاثنين، أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، العمل على التوصل إلى "اتفاق" جديد بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وأشار عضو المكتب السياسي لحماس لوكالة فرانس برس إلى أنه "لا يمكن لهذه الحرب أن تستمر إلى ما لا نهاية، ومن الضروري التوصل إلى وقف لإطلاق النار"، مضيفاً أن "التواصل مع الوسطاء لا يزال مستمراً حتى الآن".
وقال بدران إن حماس وبقية الفصائل الفلسطينية المسلّحة التي تواجه إسرائيل "وافقت على الاقتراح الذي تقدّم به الوسطاء المصريون والقطريون والذي رفضه الاحتلال"، مؤكداً انفتاح حماس على "كل الأفكار التي يمكن ان تؤدي إلى وقف لإطلاق النار".
وفي 2 أبريل/ نيسان الجاري، قدمت إسرائيل ورقة للوسطاء من أجل هدنة في غزة، إلا أن حركة حماس قررت عدم التعاطي معها.
وكان نتنياهو قد صرح من البيت الأبيض، "نعمل حالياً على اتفاق آخر نأمل أن ينجح، ونحن ملتزمون بتحرير جميع
الرهائن".
وانهار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد شهرين على دخوله حيز التنفيذ تمكن طرفي النزاع خلاله من تبادل الرهائن والسجناء، إلا أن الجيش الإسرائيلي استأنف هجومه العسكري في قطاع غزة في 18 مارس/ آذار الماضي بعد فشل في التوصل إلى صفقة.
ومنذ ذلك الحين، قتل مئات الفلسطينيين في غارات جوية إسرائيلية.
ويصر نتنياهو وحكومته، على أن زيادة الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإجبار حماس على إعادة الرهائن، الأحياء و الأموات، الذين ما زالوا محتجزين.
ماذا حدث لوقف إطلاق النار في غزة؟
من جانبها، طالبت الرئاسة الفلسطينية، حماس، بالكف عن إعطاء إسرائيل "أعذاراً" للاستمرار في هجومها في غزة، واعتبرت الرئاسة في بيان، أن إسرائيل تستغل قضية الرهائن الإسرائيليين لدى الحركة "لارتكاب المزيد من المجازر، وآخرها مجزرة مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني الذين قُتلوا بشكل متعمد".
غزة أصبحت "ساحة قتل"
في غضون ذلك، حذرت وزارة الصحة في غزة من أن 60 ألف طفل في القطاع "مهددون بمضاعفات صحية خطيرة بسبب معاناتهم من سوء التغذية".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن قطاع غزة أصبح "ساحة قتل"، منتقداً إسرائيل بسبب منعها دخول المساعدات بدلا من احترام "التزاماتها الصريحة" بتلبية احتياجات السكان.
وصرّح غوتيريش للصحافيين "مرّ أكثر من شهر كامل بدون وصول ذرّة مساعدات إلى غزة. لا طعام، لا وقود، لا أدوية، ولا سلع تجارية. ومع نضوب المساعدات، فتحت مجدداً أبواب الرعب".
وأضاف "غزة أصبحت ساحة قتل والمدنيون محاصرون في دوامة موت لا تنتهي".
بيد أن إسرائيل شددت على "عدم وجود نقص في المساعدات" في القطاع.
وفي المقابل قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، أورين مارمورستين، على منصة إكس، إن "أكثر من 25 ألف شاحنة دخلت قطاع غزة خلال وقف إطلاق النار"، مضيفاً: "استخدمت حماس هذه المساعدات لإعادة بناء آلتها الحربية"، ومتّهماً غوتيريش بـ"نشر افتراءات ضد إسرائيل".
ورفض غوتيريش مقترحاً إسرائيلياً جديداً للتحكم في إيصال المساعدات إلى غزة، قائلا إنه ينذر "بمزيد من التحكم في المساعدات وتقييدها بشدة حتى آخر سعر حراري وحبة دقيق (طحين)".
إندونيسيا مستعدة لاستقبال مؤقت لفلسطينيين
الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو
صدر الصورة، Reuters
والأربعاء، أعرب الرئيس الإندونيسي، برابوو سوبيانتو، عن استعداده لتوفير مأوى مؤقت لفلسطينيين متضررين من الحرب في غزة.
ونزح نحو 400 ألف من سكان غزة في الأسابيع التي تلت استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع الشهر الماضي، وفق الأمم المتحدة.
وصرح برابوو، قبل بدء جولة له في الشرق الأوسط تشمل الإمارات وتركيا ومصر وقطر والأردن، "نحن مستعدون لاستقبال الضحايا الجرحى".
وقال "نحن مستعدون لإرسال طائرات لنقلهم. ونقدّر أن يصل العدد إلى ألف في الدفعة الأولى"، مضيفاً أن الأولوية ستكون للجرحى الفلسطينيين و"الأطفال المصابين بالصدمات والأيتام".
وأشار إلى أنه أوعز لوزير خارجيته للتحدث إلى المسؤولين الفلسطينيين و"الأطراف في المنطقة" بشأن عملية الإجلاء.
وأكد أن الضحايا سيبقون في إندونيسيا فقط إلى حين تماثلهم للشفاء وضمان عودة آمنة لهم.
تأتي تصريحات برابو بعد شهرين من إعلان وزارة الخارجية الإندونيسية، رفضها القاطع لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين قسراً، وذلك في أعقاب اقتراح ترامب نقلهم بشكل دائم من غزة.
من جهة أخرى، بحث وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، في أبوظبي، مع نظيره المصري، بدر عبد العاطي، المستجدات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط خصوصاً في قطاع غزة إلى جانب قضايا أخرى إقليمية ودولية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.
وأشارت الوكالة إلى أن الجانبين تطرقا إلى "أهمية تعزيز الجهود المبذولة لاستئناف اتفاق التهدئة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، واستعرضا سبل تعزيز الاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات الإغاثية الكافية إلى سكانه بشكل عاجل وآمن ودون عوائق".
كما ناقش المسؤول الإماراتي في اجتماع منفصل مع وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط وسبل تعزيز الاستقرار الإقليمي، إضافة إلى الأولوية الملحة لاستئناف اتفاق التهدئة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وتعزيز الاستجابة للازمة الإنسانية المتفاقمة في غزة وتوفير احتياجات المدنيين في القطاع.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك