“ركن كبير من أركان الاستقرار الأمني في لبنان”. بهذه العبارات، وصف رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري اللواء الراحل وسام الحسن في الذكرى الثامنة لاغتياله. فالضابط الذي كان رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني، اضطلع بدور ريادي في كشف الخلايا الإرهابية ومخططات التفجير وخلايا التجسس الإسرائيلية، وهو ما دفع مدير عام قوى الأمن الداخلي للتأكيد أمس أن اغتياله “دليل على أنه كان عثرة في درب أعداء الوطن”.
وبعد 8 سنوات على اغتياله، استعاد سياسيون ومسؤولون لبنانيون أبرز محطاته وأدواره، في وقت لم يُقفل فيه ملف التحقيق في اغتياله بعد، رغم أنه لم يطرأ أي جديد على الملف القضائي.والحسن، الذي عُرف بأنه “رجل المهمات الصعبة”، وبات الشخصية الأمنية الأبرز في مرحلة شهدت اهتزازات أمنية وعمليات اغتيال، كشف العديد من خلايا الإرهاب وإحباط مخططات تفجيرات في مرحلة محورية من تاريخ لبنان.
وكان يعتبر من أبرز الشخصيات المرشحة لتولي منصب المدير العام لقوى الأمن الداخلي خلفًا للواء أشرف ريفي حينها. هذه المهمات والمزايا، دفعت رئيس الحكومة السابق سعد الحريري للقول إنّه “قبل 8 سنوات سقط ركن كبير من أركان الاستقرار الأمني في لبنان” أي اللواء حسن الذي “كرس حياته لحماية لبنان واللبنانيين وأسس لمنظومة أمنية ستبقى علامة فارقة في تاريخ قوى الأمن الداخلي”.
ورأى الحريري أنّه قبل الحسن “كانت شعبة المعلومات اسمًا بلا مهمة، ومعه تحوّلت إلى مؤسسة ارتقت بالعمل الأمني الوطني إلى مصاف المؤسسات البارزة في هذا المضمار بالدول المتقدمة”، معتبرًا أنّ اغتيال الحسن كان “انتقامًا موصوفًا من دوره في كشف جرائم الاغتيال المنظمة وفضح مخططات التفجير التي استهدفت لبنان من جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري إلى جريمة تهريب المتفجرات إلى طرابلس والشمال”.
وكان الحسن قبل توليه منصب رئاسة فرع المعلومات، مديرًا للمراسم في رئاسة الحكومة في عهد جميع حكومات الرئيس الراحل رفيق الحريري وكان مقربًا منه جدًا، وبعد اغتيال الحريري، بات الحسن مقربًا من الرئيس سعد الحريري، نجل رئيس الوزراء الراحل.
وفي عام 2006 وبالتزامن مع خروج الجيش السوري من لبنان عُين الحسن رئيسًا لشعبة المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني.
من جهته، استذكر وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي الحسن، معتبرًا أنّه “أسس لمنظومة أمنية تجاوزت في إنجازاتها أرقى الأجهزة الأمنية العالمية”، مضيفًا في تغريدة له: “لا تُعرف قيمة الرجال إلا بعد فقدانهم. نفتقدك في هذه الظروف العصيبة، لروحك وروح رفيقك ألف سلام”. ولعب حسن دورًا أساسيًا في تقوية فرع المعلومات، وتمكّن خلال رئاسته له من توقيف ما يزيد على 30 شبكة للتعامل مع إسرائيل فضلًا عن توقيف عدد من الجماعات الإرهابية.
وفي عام 2007 وبعد تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال الحريري بدأت الضغوطات بالتزايد على الحسن، إذ كان حاضرًا بقوة في مجريات التحقيق، وأشرف على رسم خريطة الاتصالات التي أفضت إلى إصدار القرار الاتهامي بحق أربعة أشخاص من “حزب الله”.
وفي العام نفسه الذي اغتيل فيه كشف الحسن وأحبط مخططات لتفجير مناطق في بيروت وتم القبض حينها على الوزير المقرب من سوريا ميشال سماحة. وقال رئيس حزب “القوّات اللبنانية” سمير جعجع في تغريدة له أمس: “لن نقبل بضياع التضحيات”، مرفقًا التغريدة بصورة اللواء الحسن.
من جهته، اعتبر الوزير السابق أشرف ريفي أنّ ذكرى اغتيال الحسن تأتي في وقت يمر فيه لبنان “بأصعب مرحلة، واللبنانيون يعانون من الكارثة التي سببها تحالف السلاح والفساد”، مضيفًا في تغريدة: “لقد دفع وسام الحسن حياته لأنه أراد أن يجنّب لبنان الكأس المر”. واعتبر ريفي أنّ الحسن منع “آلة الاغتيال مرات من تحقيق أهدافها فكمَنت له واغتالته، لكن قضيته ستبقى حية”، قائلًا: “نفتقدُ اليوم ضابطًا مقدامًا، واجَه الخطر وأحبط مؤامرات الفتنة الطائفية والاغتيال والتفجيرات التي امتهنها محور إيران”.
قد يهمك أيضا:
مشاورات بين الحريري وعون وبري لتمسية رئيس للحكومة اللبنانية
وليد جنبلاط يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس سعد الحريري لبحث أوضاع البلاد
أرسل تعليقك