الغزو الروسي لأوكرانيا يتسبب بأزمة إقتصادية  عالمية وسعر برميل النفط ٢٠٠ دولاراً لو  طالت الحرب
آخر تحديث GMT15:46:56
 لبنان اليوم -

الغزو الروسي لأوكرانيا يتسبب بأزمة إقتصادية عالمية وسعر برميل النفط ٢٠٠ دولاراً لو طالت الحرب

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الغزو الروسي لأوكرانيا يتسبب بأزمة إقتصادية  عالمية وسعر برميل النفط ٢٠٠ دولاراً لو  طالت الحرب

أسعار النفط
لندن - سامر موسى

رغم توقّع الخبراء أن الاقتصاد العالمي سينمو هذا العام على الرغم من الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، لكن تأثيرها سيكون ملموساً في جميع أنحاء العالم، وتعتمد درجة الضرر بشكل حاسم على المدة التي ستستغرقها الحرب. وهذا الضرر يتوقف على مدى استمرارية الاضطرابات الأخيرة في الأسواق وما إذا كانت صدمة مؤقتة أم أزمة دائمة.

و سيختلف التأثير بإختلاف المكان الذي تعيش فيه
 وكذلك  العواقب الاقتصادية للحرب "المأساوية" بالنسبة لروسيا وأوكرانيا،  و بالنسبة للمناطق الأخرى حول العالم، وفقاً لشركة اكسفورد إيكنوميكس الاستشارية التي تتخذ منالمملكة المتحدة مقراً لها.
وعلى سبيل المثال، ترتبط كل من بولندا وتركيا، بعلاقات تجارية مهمة مع روسيا، وهما أكثر عرضة لتأثيرات الحرب مقارنة بالدول الأخرى.
و تستورد بولندا أكثر من نصف حاجاتها من النفط من روسيا، كما تستورد تركيا أكثر من ثلث حاجتها من روسيا أيضاً.
نسبة المعاملات التجارية الأمريكية مع روسيا لا تمثل سوى 0.5 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي.
وبالنسبة للصين، فالرقم هو 2.5 في المئة، وبالتالي فإن تأثير الأزمة على هذه البلدان سيكون محدوداً بدرجة أكبر.
يقول بن ماي، مدير "غلوبال ماكرو ريسيرتش" في "أكسفورد إيكونوميكس" الرائدة في مجال التنبؤ العالمي والتحليل الكمي: إنه من المتوقع أن تقلص الحرب النمو العالمي بنحو 0.2 بالمئة  هذا العام، أي ينخفض من 4 إلى 3.8 في المئة، "لكن هذا مشروط بعدم استمرار الصراع لمدة طويلة.
"وإذا استمر الصراع لأجل طويل، فستكون الآثار أسوأ بكثير بكل وضوح".
"التضخم المصحوب بالركود" وأسعار النفط
هناك عامل آخر مهم للغاية يجب مراعاته، وهو التأثير على أسعار النفط، والذي سبب فعلياً اضطرابات في الأسواق. فوفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، تعد روسيا ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والسعودية.
انتجت روسيا 10.5 مليون برميل نفط يومياً في عام 2020 وصدّرت ما بين خمسة إلى ستة ملايين برميل، كانت نصف صادراتها إلى أوروبا.
في السابع من مارس/ آذار، ارتفع سعر نفط برنت الخام الذي يستخرج من بحر الشمال إلى مستوى قياسي تقريباً، بعد أن قالت الولايات المتحدة وأوروبا أنهما تدرسان حظر واردات النفط الروسي.
بعد أن قفز بنسبة 21 في المئة في الأسبوع السابق، قفز بنسبة 18 في المئة أخرى ليصل سعر البرميل إلى ما يقرب من 140 دولاراً قبل أن يتراجع قليلاً.
حظرت الولايات المتحدة استيراد النفط الروسي في 8 مارس/آذار، وتعهدت المملكة المتحدة بفعل الشيء نفسه بحلول نهاية عام 2022.

وقال روب ويست، رئيس شركة الأبحاث "ثندر سيد إنرجي" لصحيفة فاينانشيال تايمز: "قد يدفع هذا الاضطراب بأسعار النفط إلى أكثر من  200 دولار للبرميل الواحد".
في 8 آذار/ مارس ذهب نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، إلى أبعد من ذلك وقال "إن ارتفاع الأسعار سيكون غير متوقع. سيصل إلى 300 دولار للبرميل إن لم يكن أكثر".
وقال نوفاك في بيان بثه التلفزيون الحكومي: "من الواضح جداً أن حظر  النفط الروسي سيؤدي إلى عواقب وخيمة على السوق العالمية".
لا تؤدي الزيادات في أسعار النفط إلى رفع سعر الوقود فحسب، بل إلى زيادة أسعار كل الأشياء.
يزداد  التضخم لأن الوقود والطاقة من التكاليف الأساسية  في تصنيع ونقل البضائع.
قد يؤدي هذا المزيج إلى صدمة "تضخمية مصحوبة بركود" وفقاً لاقتصاديين في بنك باركليز البريطاني، الذين خفضوا بالفعل توقعاتهم للنمو العالمي هذا العام بمقدار نقطة مئوية واحدة.
يحدث "التضخم المصحوب بالركود" عندما يواجه اقتصاد الدولة ارتفاعاً في الأسعار وركوداً في نفس الوقت.
ارتفاع أسعار المواد الغذائية
يمكن أن تؤدي الحرب أيضاً إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لأن كل من روسيا وأوكرانيا من كبار منتجي المواد الغذائية.
تنتج كلا من روسيا وأوكرانيا 14في المئة من القمح العالمي وتمثلان مصدر 29 في المئة من الصادرات العالمية وفقاً لوانديل سيهلوب، الباحث الكبير في الاقتصاد الزراعي في جامعة ستيلينبوش ومصرف جي بي مورغان.
بالإضافة إلى ذلك، فإن كلا البلدين من المنتجين الكبار لزيت الذرة وزيت عباد الشمس.
و ستؤثر الاضطرابات في إمدادات الحبوب على المستوردين في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا.
يشتري لبنان معظم قمحه من روسيا أو أوكرانيا، وكذلك مصر وتركيا.
ويعتمد السودان ونيجيريا وتنزانيا والجزائر وكينيا وجنوب إفريقيا على الحبوب المستوردة من روسيا وأوكرانيا.
يقول سفن توري هولسيتير، رئيس شركة "يارا" ، إحدى أكبر شركات الأسمدة في العالم: "بالنسبة لي، الأمر ليس ما إذا كنا نتجه نحو أزمة غذاء عالمية، بل حجم الأزمة".
وكانت أسعار الأسمدة قد ارتفعت بالفعل بسبب ارتفاع أسعار الغاز.
تُعد روسيا  أكبر مصدر للأسمدة التي تُستخدم في الزراعة.
و يقول هولسيتر "لقد كنا بالفعل في موقف صعب قبل الحرب، إذ يحصل نصف سكان العالم على الغذاء نتيجة الأسمدة، وإذا لم يتم تسميد بعض المزروعات، فإن المحصول سينخفض بنسبة 50 في المئة".
و من المتوقع أن تؤدي زيادة أسعار الطاقة والغذاء إلى زيادة التضخم في البلدان النامية بما يصل إلى نقطة مئوية واحدة، كما تقول رئيسة خدمة الاقتصاد العالمي في كابيتال إيكونوميكس، جينيفر ماكوين.
في بعض البلدان التي تعاني بالفعل من التضخم، لا سيما في أوروبا الوسطى وأمريكا اللاتينية، قد تميل البنوك المركزية إلى محاربة التضخم عن طريق رفع أسعار الفائدة.
وتقول ماكيون  "سيكون عبئاً إضافياً على تلك الاقتصادات".
وفي الوقت نفسه، فإن أجزاء من أوروبا الشرقية وألمانيا وإيطاليا وتركيا التي تعتمد بشكل كبير على صادرات الغاز الروسي ستشهد أيضاً ارتفاعاً في تكاليف المعيشة.
حاجات المستهلك
تقول ماكيون إن تراجع القوة الشرائية للمستهلكين على مستوى العالم، يمكن أن يضرب الاقتصادات الآسيوية.
وتقول: "أعتقد أن التأثير الرئيسي على آسيا سيكون ناجماً عن تراجع طلب المستهلكين والطلب على صادراتها".
"إذا رأينا الطلب من منطقة اليورو، على سبيل المثال، يتراجع بشدة بسبب الحرب، مع تضرر القدرة الشرائية بسبب ارتفاع أسعار النفط، سيكون لذلك تأثير كبير على الصادرات الآسيوية".

و لا يزال المحللون يتوقعون نمواً قوياً هذا العام، ويرجع ذلك جزئياً إلى عودة الاقتصادات إلى مستويات ما قبل الوباء.
يقول بن ماي، مدير "غلوبال ماكرو ريسيرتش" ، إن العودة إلى الحياة الطبيعية تخلق "مكاسب غير متوقعة" من حيث النمو الاقتصادي.
حتى الآن، تهدد الحرب بعضاً من هذا النمو، لكن التأثير سيعتمد بشكل كبير على المدة التي تستغرقها الحرب ومدى تدهور الاوضاع.
ويضيف ماي: "هذا ليس شيئاً يدفع بالاقتصاد العالمي إلى الركود أو أي شيء من هذا القبيل، لكنه يقر بأن الوضع يخلق حالة من عدم اليقين بشكل عام".
ويعترف بأن "المدى الذي يمكن أن تتدهور إليه الاوضاع غير معروف".

قد يهمك أيضاً :

رئيس شركة توتال الفرنسية يؤكد أن الفرص الاستثمارية في قطاع الغاز المصري الأكثر جذبا عالميا

توتال الفرنسية توقع صفقات نقل أصول مع قطر للبترول

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغزو الروسي لأوكرانيا يتسبب بأزمة إقتصادية  عالمية وسعر برميل النفط ٢٠٠ دولاراً لو  طالت الحرب الغزو الروسي لأوكرانيا يتسبب بأزمة إقتصادية  عالمية وسعر برميل النفط ٢٠٠ دولاراً لو  طالت الحرب



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:14 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلا شيحة تكشف أسراراً جديدة عن فيلم "السلّم والثعبان"
 لبنان اليوم - حلا شيحة تكشف أسراراً جديدة عن فيلم "السلّم والثعبان"

GMT 12:50 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 05:43 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

5 وصفات تجميلية تعتني ببشرتكِ في نهاية الصيف

GMT 15:48 2022 الإثنين ,10 كانون الثاني / يناير

أمل بوشوشة تَطُل على جمهورها "بلوك جديد" بشعر قصير

GMT 18:51 2023 الأحد ,09 إبريل / نيسان

ملابس ربيعية مناسبة للطقس المتقلب

GMT 17:17 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

بسمة تضجّ أنوثة بفستان أسود طويل مكشوف عن الظهر

GMT 07:34 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة

GMT 21:06 2023 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

أفضل العطور لفصل الصيف هذا العام

GMT 22:15 2021 الخميس ,04 آذار/ مارس

طريقة عمل طاجن العدس الاصفر بالدجاج
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon