لا تزال باكستان في حالة تأهب، قبيل جلسة استماع لرئيس الوزراء السابق عمران خان بشأن تهم فساد، بعد يوم من اعتقاله الدراماتيكي.وأفادت وسائل إعلام محلية عن مقتل شخصين على الأقل وسط تظاهرات في باكستان.وقالت السلطات المحلية إنه تم إعلان منزل ضيافة تابع للشرطة "قاعة محكمة" لجلسة الأربعاء.ونفذت الشرطة مداهمات واعتقلت أنصار حزب خان في الساعات التي تلت اعتقاله.
يواجه نجم الكريكيت الدولي السابق، عشرات التهم المتعلقة بالفساد والتحريض على الفتنة، والتي يقول إنها ذات دوافع سياسية.
وأظهرت صور في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي، صفوف من الضباط أمام منزل الضيافة التابع للشرطة في العاصمة إسلام أباد.
وقال حزب حركة الإنصاف الباكستانية (PTI) الذي يتزعمه خان، إنه لم يتمكن من الوصول إلى مستشار قانوني، وأن الحزب سوف يطعن في قانونية اعتقاله في المحكمة.
وتظهر صور أخرى عشرات السيارات التي احترقت وتضررت بشدة في مدينة كراتشي، أكبر مدن باكستان، بعد احتجاجات ليلية.
ولا تزال خدمات الإنترنت عبر الهاتف المحمول غير متاحة في جميع أنحاء البلاد. وقالت سلطات الاتصالات الباكستانية إنها علقت الخدمات بناءً على تعليمات من وزارة الداخلية.
وبقيت المدارس مغلقة، كما تم إغلاق بعض الطرق السريعة، وأصبحت حركة المرور قليلة في المدن الكبرى.
ومن المتوقع أن تستمر الاحتجاجات يوم الأربعاء، إذ يخطط البعض للتقدم في مسيرة إلى إسلام أباد، فيما دعت حركة الإنصاف الباكستانية إلى إضراب على مستوى البلاد.
وكتبت الحركة على حسابها الرسمي على موقع تويتر: "هكذا كانت الليلة الماضية، وستكون الحشود أكبر اليوم لحماية عمران خان!"، معلقة على مقطع فيديو نشرته من احتجاج حاشد مساء الثلاثاء.
كما نزل أنصار خان إلى الشوارع في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا ودول أخرى للاحتجاج، بعد اعتقاله.
وقال المتحدث باسم خان، رؤوف حسن، لبرنامج "نيوز آور" على بي بي سي، إنه يتوقع "الأسوأ" وأن الاعتقال قد يغرق البلاد "في الفوضى وغياب النظام".
وأضاف: "نحن نواجه أزمات متعددة. هناك أزمة اقتصادية وهناك أزمة سياسية وهناك أزمة تكلفة العيش وبالتالي سيكون ما يحصل الآن مناسبة لهم للخروج في تظاهرات، وأخشى أن يعود مستوى لا بأس به من العنف جراء ذلك".
وألقي القبض على خان يوم الثلاثاء، أثناء حضوره الى المحكمة في إسلام أباد لمواجهة تهم تتعلق بقضايا فساد مختلفة.
وأظهرت لقطات مصورة العشرات من ضباط الأمن وهم يقومون بإخراج خان البالغ من العمر 70 عاماً بالقوة من المحكمة، ثم وضعوه في سيارة للشرطة.
واستند اعتقال يوم الثلاثاء، إلى مذكرة توقيف جديدة في قضية فساد منفصلة، مرتبطة بقضية تتعلق بنقل أرض لجامعة القادر بالقرب من إسلام أباد. وهي الأحدث في معركة سياسية متصاعدة بين خان والجيش الباكستاني القوي.
ويعتقد العديد من المحللين أن فوز خان في انتخاباب عام 2018 حدث بمساعدة من الجيش. لكنه الآن في صفوف المعارضة، وأصبح أحد أكثر منتقدي الجيش صراحة.
وأطيح بخان من منصبه كرئيس للوزراء في أبريل/نيسان من العام الماضي، وكان يخوض حملة لإجراء انتخابات مبكرة منذ ذلك الحين. ومن المقرر إجراء الانتخابات في وقت لاحق من هذا العام.
قبل ساعات من اعتقال خان، نشر مسؤولو حزبه شريط فيديو مسجل مسبقاً، يحث فيه أنصاره على الخروج لدعم "الحرية الحقيقية".
ويقول في الفيديو: "يا باكستانيين، في الوقت الذي تصلكم فيه هذه الكلمات، سأكون محتجزاً بموجب قضية غير مشروعة".
وأضاف: "شيء واحد يجب أن يتضح لكم جميعاً مما يحصل، هو أن الحقوق الأساسية في باكستان، الحقوق التي يمنحها لنا دستورنا وديمقراطيتنا، قد تم دفنها".
وعلق المجتمع الدولي على الفوضى الحاصلة في باكستان.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان يوم الثلاثاء إن "ضبط النفس والهدوء مطلوبان" في هذه الأوقات العصيبة.
مضيفاً أن "التحديات التي تواجه باكستان لا يمكن معالجتها ولا يمكن تحديد مسارها، إلا من قبل الباكستانيين أنفسهم من خلال الحوار الصادق وبما يتماشى مع أحكام القانون".
ومن جهته، دعا متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إلى "احترام المبادئ الديمقراطية وسيادة القانون في جميع أنحاء العالم".
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك