واشنطن - لبنان اليوم
أدانت هيئة محلفين في الولايات المتحدة الشرطي السابق ديريك شوفين بقتل جورج فلويد، وهو أميركي منحدر من أصول إفريقية أثار موته احتجاجات واسعة ضد العنصرية.واستغرقت هيئة المحلفين أقل من يوم كي تصل إلى قرارها في القضية، وذلك في نهاية محاكمة استمرت ثلاثة أسابيع.وخلصت إلى إدانة الشرطي الأبيض بجميع التهم الثلاث التي وجهت إليه: القتل العمد من الدرجة الثانية والقتل من الدرجة الثالثة والقتل غير العمد.وقد يُحكم على شوفين، البالغ من العمر 45 عامًا، بالسجن لعقود.
ولفظ فلويد أنفاسه الأخيرة في 25 مايو/آيار الماضي، بعدما ضغط شوفين بركبته على رقبته. وأثار مقطع فيديو يظهر فلويد وهو يصرخ "لا أستطيع التنفس" احتجاجات ضد العنصرية حول العالم استمرت لأشهر خلال العام الماضي.وترافق إعلان الحكم مع هتاف المئات الذين تجمعوا خارج قاعة المحكمة في مشهد احتفالي.وقال محامي عائلة فلويد، بين كرامب، إنّ قرار الإدانة يمثّل "نقطة تحوّل في التاريخ" بالنسبة إلى الولايات المتحدة. وأضاف عبر تويتر، أنّ القرار "رسالة واضحة حول الحاجة إلى مساءلة أجهزة إنفاذ القانون".
واتصل كلّ من الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونائبته، كامالا هاريس، بعائلة جورج فلويد عقب صدور الحكم.ونقل عن بايدن قوله "على الأقل، هناك بعض من العدالة الآن".وقال بايدن: "سننجز الكثير بعد. ستكون هذه الفرصة الأولى للتعامل مع العنصرية الممنهجة الأساسية".ومن المتوقع، بحسب وسائل الإعلام الأميركية، أن يستأنف ديريك شوفين الحكم.وسيستشهد فريق الدفاع بالتغطية الإعلامية الواسعة التي رافقت القضية، ويدفع بأنها أثّرت على هيئة المحلفين.وقال رئيس المحكمة القاضي بيتر كاهيل الاثنين، إن تصريحات عضوة الكونغرس الديمقراطية ماكسين واترز، قد تكون أساسا للاستئناف.
وكانت واترز حثّت المتظاهرين على "البقاء في الشارع" و"المزيد من المواجهة" في حال تبرئة شوفين. عند سماع النطق بالقرار، كان الناس يهتفون، وكانت فتاة صغيرة ترفع قبضتها الصغيرة ابتهاجاً.وقال كينيث نواشي البالغ من العمر 21 عاماً: "إنه يوم جميل في مينيابوليس".وقال ناشطون إن العدالة تحققت، وإنهم سيشعرون بإزاحة حمل ثقيل عن أكتافهم.وعبر الكثيرون عن ارتياحهم في المدينة التي عاشت توتراً لأشهر. فهذه القضية الأبرز في حالات استخدام الشرطة للقوة ضدّ المواطنين السود. ويمثّل القرار الصادر قطيعة كبيرة مع الماضي.
فقد وجهت تهم رسمية لعدد قليل من أفراد الشرطة في قضايا مماثلة، ولم تصدر أحكام بالإدانة إلا في حالات نادرة.لكنّ المتظاهرين يقولون إن المطالبة بتحقيق العدالة لجورج فلويد لن تتوقف بعد صدور هذا الحكم.دخل الرجل البالغ من العمر 46 عاماً متجراً لشراء السجائر في مينيابوليس، مساء يوم 25 أيار/مايو 2020.واعتقد مساعد صاحب المتجر أن العشرين دولارا التي استخدمها فلويد مزورة، واتصل بالشرطة بعد رفض الأخير إعادة علبة السجائر.
وصلت الشرطة وأمرت فلويد بالخروج من سيارته المتوقفة وكبّلت يديه. واندلع شجار حين حاول أفراد الشرطة وضع فلويد الذي كان يصرخ، داخل سيارتهم. فأوقعوه أرضاً،وضغط ديريك شوفين بركبته على عنق فلويد من الخلف لأكثر من تسع دقائق، بينما كان المشتبه، وبعض المارة يطلبون إنقاذ حياته.وقال فلويد إنه لا يستطيع التنفس أكثر من 20 مرة. ومع وصول سيارة الإسعاف، كان بلا حراك، وأعلنت وفاته بعد ساعة.استمعت هيئة المحلفين لـ45 شاهدا، وشاهدت ساعات من مقاطع الفيديو.ونقل بعض شهود العيان شهادات قوية. وبكى العديد خلال رؤيتهم مشاهد مؤثرة من الحادث.
وتحدثت صديقة فلويد، كورتني روس، التي قضت معه ثلاث سنوات، بالإضافة إلى شقيقته الصغرى فيلونيز، تفاصيل عن خلفيته كشخص.وقال خبراء معينون من قبل السلطات خلال المحاكمة إن فلويد توفي جراء نقص الأكسجين، بسبب الأسلوب المعتمد من قبل شوفين وزملائه.القتل غير العمد، وهو عندما يتسبب شخص عن غير قصد في وفاة شخص آخر. جريمة القتل من الدرجة الثانية، وتتعلق بفعل أدى إلى وفاة شخص على نحو متعمد أو غير مقصود. العقوبة الأقصى لهذه الجريمة هي السجن 40 عاماً.
جريمة القتل من الدرجة الثالثة، وهي تعني أن الفرد تصرف بطريقة عرضت شخصًا أو أكثر للخطر، وأسفرت عن وفاة.ونادرًا ما تصدر إدانة لعناصر الشرطة في القضايا المرتبطة بحالات الوفاة تقع خلال الاحتجاز.ونظر إلى صدور هذا القرار على أنه مؤشر على مستقبل تعامل النظام القانوني الأمريكي مع قضايا مماثلة.كُلّف 12 شخصا باتخاذ قرار بشأن إدانة أو تبرئة شوفين. ولم تعلن أسماء أعضاء هيئة المحلفين، ولم يُسمح برؤيتهم طوال فترة المحاكمة.وبعد عرض المرافعات الختامية يوم الاثنين، انتقلت هيئة المحلفين إلى فندق، دون أي اتصال خارجي، لتتمكن من التداول بشأن قرارها.وأبلغ أعضاؤها بأنهم لن يستطيعوا العودة إلى منازلهم قبل التوصل إلى القرار، الذي يتعين أن يحظى بالإجم
قد يهمك ايضا
عقوبات بالسجن وغرامات طائلة لمروجي الشائعات في السعودية
بايدن يبدأ مراجعة رسمية بهدف إغلاق سجن غوانتانامو
أرسل تعليقك