بيروت - لبنان اليوم
مرّ لقاء بعبدا مرور أربع سنوات من الفشل في عمر العهد وفشل إحدى عشر سنة من مشاركة التيار الوطني الحر في الحكم مضافا اليها حُرُم الثلث المعطل الذي تنعم به، و"استلباصه" بحصة المسيحيين في الحكومات المتعاقبة. لكن ما لم يمرهو ما حملته سطوره من اشارات واضحة تختصر سنوات من الابتزاز السياسي للشركاء في الوطن تحت حجة حماية حقوق المسيحيين والتخويف من الآخر.
هذه السطور التي اتٌهمت بها اطراف بالعبث بالامن والشارع وتجييش العواطف الطائفية ووضع العصي بالدواليب لم تكن سهامها موجهة نحو القوى المسيحية المعارضة كالقوات والمردة والكتائب وغيرها لان الفتنة المقصودة ليست الفتنة المسيحية المسيحية وانما الفتنة السنية الشيعية التي لطالما تم استغلالها بشتى السبل وبشكل ادق ان السهام موجهة بشكل واضح نحو رؤساء الحكومة السابقين على ما يمثلون في اطار تحقيق مزيد من الابتزاز السياسي على قاعدة اما الخضوع وتقديم التنازلات او انهم مشاركون في الفتنة وبالتالي مسؤولين عن اي خضة امنية قد تحصل. في حين ان السلم الاهلي الحقيقي الذي ينتظره اللبنانييون يقع في مكان آخر حيث لا يبتلع الانهيار الاقتصادي فيه جنى اعمارهم ولا تسرق منهم لقمة عيشهم ولا يختطف فيه مستقبل اولادهم.
لاشك ان ما تبقى من سنوات العهد لن تحمل في مسارها اختلافا او اصلاحا جوهريا عن مسارها في السنوات السابقة ، ولكن ما يمكن قراءته من خلال التطورات التي يشهدها لبنان على كل الاصعدة لاسيما مع دخول قانون "قيصر" حيز التنفيذ، ان صهر العهد قد يجر مسار العهد نحو مزيد من التخبط بين الارتهان لمصالحه في الحكم حتى الوصول الى كرسي الرئاسة وبين الارتهان لمصالحه الخارجية بما يبعد عنه شبح العقوبات الاميركية والغضب الاوروبي. وهذا ما يقودنا الى طرح عدة تساؤلات عن كيفية تعاطي حزب الله امام هذا التخبط ومن سيقف في خط المواجهة التي دعى اليها السيد نصرالله الى جانب حزب الله ؟!
بالطبع كل المعطيات الاخيرة تؤكد على ان قرار حزب الله بادخال لبنان في خط المواجهة اي مواجهة العقوبات الاميركية لم يكن مجرد رسائل تهديد للخارج وانما هو قرار جدي وحاسم ورسائل واضحة للحلفاء قبل الخصوم بانهم بها محكومون، وقد برزت مؤشرات ذلك من خلال التنسيق الواضح بين قيادة حزب الله والنظام السوري في عناوين عدة كشفتها تصريحاتهم وابرزها ان لا ترسيم حدود مع لبنان ووجوب التفكيربمنطق المصلحة والتكامل بين لبنان وسوريا للمواجهة. وربما هذا ليس مستغربا فسوريا لم تخرج بعد من لبنان، وهذا عبر عنه صراحة السيد نصرالله في خطابه العام 2005 عندما قال " لا يستطيع احد ان يخرج سورية من لبنان ولا من عقله ولا من قلبه ولا من مستقبله".
من هنا فان الوضع في لبنان مؤهل لمزيد من التدهور الامر الذي يشكل فرصة لحزب الله لتحقيق مزيد من الضغط يمكن من خلاله ابتزاز المجتمع الدولي والدفع به لتقديم المساعدات للبنان دون شروط ، بما قد يخدم "التكامل" بين سوريا ولبنان عبر تهريب ما تيسر منها نحو الاراضي السورية لتخفيف الضغوط على النظام السوري والمساهمة في اعادة تعويمه، ويسمح ايضا لحزب الله في المقابل في تحصين عمقه الاستراتيجي وخطوط الامداد الذي توفرها له الاراضي السورية وحدودها.
قد يهمك ايضا:جبران باسيل عبر حسابه على تويتر نظامنا الحالي يولّد الأزمات
المتقاعدين في "التيار الوطني الحر" تنفي المشاركة بتظاهرات السبت
أرسل تعليقك